-
أهالى القطاع : نرفض التهجير وصامدون كشجر الزيتون على ثوابتنا الوطنية
-
مصر تنجح في تخفيف معاناة أهالى القطاع بمنازل متنقلة والأونروا تقيم جلسات نفسية لتأهيل السكان بعد الحرب
-
قصص الصمود وآلام فراق الشهداء وفرحة لقاء المفرج عنهم بعد وقف إطلاق النار
-
الحكومة الفلسطينية والبلديات تسعى لتوفير مقومات الحياة بمحطات تحلية متنقلة
-
أهالى الشجاعية: ربنا زرع فينا قوة وإرادة وعلمنا الصبر علشان نكمل المشوار
-
سكان خان يونس: باقون على أرضنا ولن يقتلعنا الاحتلال
-
الفلسطينيون: نحن شعب يستحق الحياة والحرية والسلام ونحب الطمأنينة والسكينة لكل أنحاء العالم
على الرغم من معاناة سكان غزة من أزمة متفاقمة في الكهرباء والإنترنت، ما يجعل التواصل معهم أمرًا بالغ الصعوبة، خاصة في ظل الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعيشونها، ومع استمرار انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة يوميًا، واعتماد السكان على بدائل غير مستقرة مثل المولدات الكهربائية والطاقة الشمسية، والتي تقلص فرص الاتصال بشكل كبير.
ولا يقتصر الأمر على الكهرباء فحسب، بل إن ضعف شبكات الإنترنت، وتضرر البنية التحتية نتيجة الأوضاع المتوترة، يزيد من عزلة القطاع عن العالم الخارجي، وفي ظل هذه الظروف، يصبح الحصول على الأخبار من غزة، أو حتى التواصل مع الأهل والأصدقاء، تحديًا كبيرًا يعاني منه الفلسطينيون داخل القطاع وخارجه.
وفى هذا التحقيق استطعنا وبصعوبة التواصل مع بعض السكان والمسئولين في غزة للتعرف على استعدادات السكان والعائدين من النزوح لشهر رمضان المبارك وجهود السلطة والبلديات لمحاولة التخفيف عن سكان القطاع.
تستقبل سارة بهار، المواطنة الفلسطينية المقيمة في الشجاعية ، شهر رمضان هي تتذكر أخيها محمد – أحد ذوي الهمم الذين قتلهم الاحتلال في شهر يوليو الماضي خلال العملية العسكرية التي شنها في الحي – عيناها تبكى عندما تتخيل مشاهد إفطار العائلة وكان شقيقها الشهيد وسطهم يطعمونه نظرا لعدم قدرته على تناول الطعام بفرده، يتبادل إلى ذهنها مشاهد ابتساماته ولعبه مع الأسرة وكأن المشهد كان بالأمس، تتذكر تجمع أشقائها خير الدين وجاد الحق وآدم الذين اعتقلهم الاحتلال وأفرج عن الأخير مؤخرا الذي استطاع بشق الأنفس أن يجتمع بأسرته بعد إعلان وقف إطلاق النار، كل هذه المشاهد كانت فقط في رمضان الماضي، إلا أن الآن هناك من استشهد وآخرين في المعتقلات بينما مستقبل غامض لا أحد يعرف ماذا سيحدث غدا ولكن يظل لسان حالها "لن نترك أرضنا".
رغم الأوضاع الصعبة والحصار المستمر، يستقبل أهل غزة شهر رمضان بروح من الصمود والتفاؤل، حيث تتحول الشوارع والأسواق إلى مساحات مليئة بالحياة والبهجة، في هذا التحقيق الصحفي يستعرض كيف يحتفل الغزيون بالشهر الكريم رغم التحديات الاقتصادية والإنسانية، ويركز على الجوانب الثقافية والاجتماعية التي تميز رمضان في القطاع.
الاختلاف رمضان الحالى عن الماضي في غزة
رمضان الحالي يختلف بشكل كامل عن رمضان الماضي، حيث كان القصف والمجازر اليومية والاعتقالات والاقتحامات ومشاهد الجثث المتناثرة ونقص الطعام وتدمير المنازل، لكن العام الراهن لن يرون تلك المشاهد المروعة على الأقل حتى انتهاء مراحل المفاوضات الثلاثة الذي يحاول رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو عرقلتها بشتى السبل، إلا أن صمود الفلسطينيين وإصرارهم على البقاء وعدم الهجرة هو الشعار الذي يحمله قلب كل مواطن في غزة، رغم الحزن على فراق الأحبة والمنازل التي دمرت وآلام إصابات عشرات الآلاف، إلا أن الطقوس والزينة والاحتفال بقدوم تلك هذا الشهر الكريم ملأت شوارع القطاع .
ضحايا العدوان الإسرائيلي مع حلول شهر رمضان
يستقل أهل غزة شهر رمضان وهم قد ودعوا – بحسب إحصائيات المكتب الإعلامي الحكومى في غزة - خلال فترة الحرب 61.182 شهيدا ومفقودا، وإبادة 2.092 عائلة فلسطينية ومسحها من السجل المدني، بقتل الأب والأم وجميع أفراد الأسرة، وعدد أفراد هذه العائلات 5.967 شهيدا، بجانب إبادة 4.889 عائلة فلسطينية ولم يتبقَّ منها سوى فرد واحد فقط، وعدد أفراد هذه العائلات فاق 8.980 شهيدا ، بجانب استشهاد 17.861 من الأطفال بينهم 214 طفلا رضيعا ولدوا واستشهدوا منذ بداية العدوان، و808 شهيدا من الأطفال عمرهم أقل من عام، و44 وفاة بسبب سوء التغذية ونقص الغذاء وسياسة التجويع، بجانب 8 وفيات نتيجة البرد الشديد في خيام النازحين بينهم 7 أطفال، و12.316 شهيدة ، 1.155 شهيدا من الطواقم الطبية، و94 من الدفاع المدني، و205 من الصحفيين.
أرقام ضحايا إذا حلت على دولة كبيرة فهي كفيلة بتدميرها وجعل الأحزان لا تفارقها بسنوات فما بالنا بقطاع لا يتعد مساحته 360 كيلو متر، يعيش فيه ما يقرب من اثنين مليون و300 ألف إنسان، شاهدوا بأم أعينهم أبشع مجازر في التاريخ الحديث، إلا أنهم في أي مناسبة لا ينسى الفلسطينيون الاحتفال بها حيث يعم الفرح الأسر، وتعود الابتسامات، شعرهم "نحب الحياة"، يشفق الجميع على حالهم بينما هم من يصدرون الأمل للعالم.
2الفلسطينيون يرفعون شعار "نحب الحياة" ويصدرون الأمل للعالم
مشاهد فرحة تتخلل عائلة سارة بهار بعد تجمعها في رمضان لأول مرة منذ شهور
مشاهد الفرحة تظهر خلال حديث سارة بهار، تلك الشابة الفلسطينية التي ما زالت في العشرينيات في عمرها، لكنها في ذات الوقت تؤكد أنا لن ترى أصعب مما رأته خلال الشهور الماضية، ورغم شتات الأسرة بين نازحين بالشمال وآخرين بالجنوب واعتقال البعض واستشهاد الآخر، إلا أنه بمجرد وقف إطلاق النار عمت الفرحة أفراد العائلة من جديد، حيث تقول :" إذا لم تأت الفرحة أكيد راح نصنعها بأيدينا وفي بيوتنا، مررنا بمراحل صعبة كثير هذه الفترة وعشنا كل المشاعر، لا راح يصعب علينا ما سيأتي ولا راح يكون أصعب من الذي راح، ربنا زرع فينا قوة وإرادة وعلمنا الصبر كي نستطيع استكمال المشوار".
خلال حديثنا مع سارة بهار، تشرح كيف أعاد الفلسطينيون الحياة من جديد داخل هذا القطاع المدمر، قائلة في تصريحات، إن نظام مخيمات عبارة عن خيام في كل منطقة تم إنشائها لاستقبال المواطنين الذين أصبحوا بلا منازل، بجانب الحرص على استصلاح بعض الأرضي الزراعية المجرفة وإقامة الخيام عليها، بينما بعض الناس يعيشون في غرفة تحت الأنقاض.
حي الشجاعية هو أحد أكبر الأحياء التي تقع في شرق القطاع، وكان أحد أبرز المدن التي طالها دمار الاحتلال نظرا لاقترابها من الحدود مع إسرائيل، وليس ليس مستغربا أن يعود سكان غزة للمنطقة للتعمير والعيش فيها، وذلك في الوقت الذي عاد فيه مئات الآلاف من سكان غزة للشمال، وهو ما أكده المكتب الإعلامي الحكومي في 29 يناير الماضي، بأنه عاد أكثر من نصف مليون نازحٍ من الشعب الفلسطيني خلال الـ72 ساعة الماضية من محافظات الجنوب والوسطى إلى محافظات غزة والشمال، عبر شارعي الرشيد وصلاح الدين، وذلك بعد 471 يومًا من تهجيرهم منذ بدء حرب الإبادة الجماعية التي ارتكبها جيش الاحتلال.
تحركات لإعادة إعمار البلديات في غزة وفتح الشوارع وإنشاء مخيمات
من بين مناطق الشمال التي عاد لها سكانها هي جباليا التي جمر الاحتلال جزء كبير منها، إلا أنها سرعان ما عادت للحياة من جديد، حيث يؤكد المهندس مازن النجار رئيس البلدية، أنهم أطلقوا مبادرة كبيرة لفتح شوارع شمال غزة ليتمكن النازحين في الجنوب للعودة لمنازلهم بسلام وتمكين المؤسسات الدولية والمحلية والمحليات من إنشاء مخيمات النزوح التي يقدر عددها 20 مخيما نزوح على مساحة 30 ألف متر مربع.
ويشير رئيس بلدية جباليا، في تصريح ضرورة التكاتف الدولي من أجل دعم الإعمار، وإزالة هذا الكم الكبير من التدمير، موضحا أنهم بحاجة لآليات كبيرة ومعدات متطورة لاستكمال إزالة الأنقاض، خاصة أن هناك مباني كاملة مدمرة في الطرقات وهناك حجاة لحفر الآبار الجديدة وسيارات لنقل هذا الركام إلى أماكن أخرى.
تتحدث سارة بهار على تأثير العيش في الخيام والأنقاض في ظل هذا الطقس السيئ ومع الصيام في الشهر الكريم، قائلة :"البيوت باردة بشكل كبير فما بالنا بالخيام ولكن الأهم أننا عدنا لمنطقتنا، المشهد يحمل مشاعر ما بين فرحة رجعة الأهل وأصحاب الأرض لمكانهم وما بين مشاعر الحزن والصدمة من كم الدمار وفقد الأحباب، بالنسبة لي أنا من أهل الشمال وتعودت على مشاهد الدمار والبيوت المقصوفة، ولكن فور وفق إطلاق النار ومع الأيام امتلأ الشمال بالناس بعد أن كان شبه خاليا بسبب العمليات العسكرية، وشكل الناس وهم عائدين يشبه مسلسل التغريبة الفلسطينية، وزحمة الشوارع لا زلنا نتعود عليها لأننا نتفقد هذا المشهد منذ شهور".
الفلسطينيون يعودون إلى منازلهم المدمرة
وتشرح مشاعر الفلسطينيين خلال شهر رمضان وهم عادوا إلى منازلهم المقصوفة التي إما تدمرت بشكل جزئي أو تحولت لأنقاض، قائلة:" الناس تشعر بأن كل شي غريب عليهم ومنظر الدمار أحدث لديهم بعض الاكتئاب ولكن سرعان ما ذهب هذا الشعور وسيطر مشاعر التمسك بالأرض وتجمع الأسر والاحتفال بطقوس الشهر، وأكدوا أنهم لن يخرجوا من أرضهم حتى إذا سقطت بيوتهم عليهم".
وحول شعورها فور تجمع أسرتها من جديد بعد 15 شهرا من الشتات بين أرجاء غزة، تضيف سارة بهار :"عندما استقبلت أشقائي كان شعورا مميزا بشكل كبير لكن أشكالهم تغيرت نتيجة المعاناة طوال فترة الحرب وظهروا وكأنهم أكبر من عمرهم الحقيقى، كنت أريد أن أبكي لكن ما استطعت وشعرت أن دموعي جفت أو قد تكون المشاعر لدي ماتت بسبب كل ما صار لعائلتنا لكن الحمد لله أن أخواتي عادوا لحضن أمي وأتمنى أن يكون شقيقاي سيف وجاد الحق ضمن أسماء الأسرى الذين سيفرج عنهم خلال الصفقة، وشقيقي آدم الذي أفرج عنه بالجنوب عاد باليوم الثاني لوقف إطلاق النار وكانت مفاجأة للجميع، حيث ماكنا نعرف أنه سيعود وكانت فرحتنا كبيرة واستقبلناه بحفاوة، والأهم أننا نستقبل رمضان وقد انتهت الحرب وعاد بعض الأحباب".
وتواصل الحديث عن طبيعة حياة العائلة، مع حلول شهر رمضان وتضرر آلاف المنازل، حيث تقول " بيتنا تضرر من القذائف لكن من يجرب النزوح مستعد أن يعيش في خيمة على ركام بيته، ونحن نعيش في بيتنا رغم الضرر الذي فيه، ولا زلنا نسمع صوت الطائرات في سماء غزة، ولكوننا قريبين من الحدود مع الاحتلال نسمع أصوات إطلاق نار عدما يقترب أي شخص من الحدود".
دعوات بضرورة إدخال مستلزمات صيانة البنية التحتية
وفي بيان صادر عن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، في 29 يناير الماضي، أكد ضرورة إدخال مستلزمات صيانة البنية التحتية، بما في ذلك محطة الكهرباء وشبكات وآبار المياه، لضمان استمرارية الخدمات الأساسية ومنع انهيار القطاعات الحيوية، وذلك قبل استقبال شهر رمضان، موضحا أن استمرار الاحتلال في عرقلة دخول هذه الاحتياجات يُفاقم الأزمة الإنسانية العميقة في القطاع ، ويُعرّض حياة ملايين المدنيين للخطر، مما يستوجب تدخلاً فوريًا وجادًا لوقف هذه الجريمة الإنسانية، وتحميل الاحتلال المسؤولية الكاملة عن تداعياتها.
عودة نصف مليون نازحٍ من أبناء الشعب الفلسطيني لشمال غزة
وأوضح أن هذه الأزمة الإنسانية تتفاقم بالتزامن مع عودة نصف مليون نازحٍ من أبناء الشعب الفلسطيني من محافظات الجنوب والوسطى إلى محافظات غزة والشمال، عبر شارعي الرشيد وصلاح الدين، وذلك بعد تهجيرهم قسرًا منذ بدء حرب الإبادة الجماعية.
مشاهد فرحة الفلسطينيين بقدوم شهر رمضان
مشاهد فرحة الفلسطينيين بقدوم شهر رمضان، يؤكدها لؤي الغول مدير مكتب نقابة الصحفيين في غزة، الذي يؤكد أن سكان القطاع رغم الألم والجراح والدمار الهائل والنكبة الجديدة التي حلت بهم وهول الآلة الإسرائيلية وهول الدمار وقتل الأطفال والشيوخ والنساء إلا أن الشعب يلملم جراحه وما زال يعشق الحرية ويشتم نسيم الحرية ويفرح بقدوم الشهر الكريم بالاحتفالات والطقوس والزينة
ويضيف لؤي الغول، ، أن أسر القطاع تجهزت لشهر رمضان مع استمرار وقف إطلاق النار، حيث بدأت الأضواء تزين الخيام المهترئة المتهالكة والشعب يقول بأنا هنا باقون لن نغادر من أرضنا ولن يقتلعنا الاحتلال صامدون كشجر الزيتون وعلى ثوابتنا الوطنية الفلسطينية محافظون على مر العصور، متابعا :"نحن شعب يستحق الحياة والحرية والسلام ويحب الطمأنينة والسكينة لكل أنحاء العالم يريد أن يعيش في أمان"
طريقة احتفال الفلسطينيين برمضان تشبه المصريين
"شهر رمضان يدخل علينا بنكهة خاصة في غزة لأننا شعب قريب من مصر وهناك عادات متقاربة ومتشابهة، فمع وقف إطلاق النار جاء رمضان وقد بدأت الزيارات العائلية والسهرات والسمر والتنظيمات الفلسطينية زارت أهالى الشهداء في أول أيام الشهر"، هنا يصف لؤى الغول طريقة استقبال أهالى القطاع للشهر الكريم، متابعا :"هناك العديد من الفعاليات المنظمة وزيارات للجرحى بجانب تعليق الزينة في كل الشوارع المدمرة حي يشعر الفلسطينيين بالفرحة بهذه المناسبة السعيدة على كل إنسان".
جهود الحكومة الفلسطينية لتوفير مقومات الحياة اللازمة لسكان غزة لاستقبال شهر رمضان
قبل قدوم رمضان، عملت الحكومة الفلسطينية على بذل جهود عديدة لتوفير مقومات الحياة اللازمة لسكان غزة لاستقبال هذا الشهر، وهو ما كشفته تصريحات رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى، خلال اجتماعه بمجلس الوزراء في 4 فبراير الماضي، بتأكيده أن الحكومة ضمن جهودها المستمرة تسريع وصول المساعدات الإنسانية، وفتح الطرق وإزالة الركام، وتوفير تجمعات مناسبة لإيواء من تدمرت بيوتهم، تمهيدًا لإعادة الإعمار الشامل، وإنشاء الفريق الوطني للتحضير لإعادة الإعمار الذي يعمل بالتنسيق مع مختلف المؤسسات الأممية والدولية الشريكة، للتحضير لعملية إعادة الإعمار.
وأوضح حينها أن الحكومة عملت على الأرض من خلال غرفة العمليات الحكومية للتدخلات الطارئة في المحافظات الجنوبية بالتنسيق مع مختلف الشركاء، على توفير ما أمكن من الخدمات الأساسية لأهالي القطاع، من مياه وكهرباء وصحة وتعليم، انطلاقًا من المسئولية الوطنية تجاه الفلسطينيين الذين عانوا ويلات الحرب طوال 15 شهرا.
جهود البلديات لدعم الفلسطينيين
من جانبها بدأت البلدات في اتخاذ كافة التدابير اللازمة لعودة الحياة فورا وفتح الطرق ودعم السكان كي يستطيعون استقبال رمضان، حيث يؤكد الدكتور أحمد الصوفي رئيس بلدية رفح، أنهم عملوا على تهيئة الظروف لعودة النازحين في المدينة منذ أسابيع وعملت فرق الدفاع المدني والبلدية تفقد المباني والشوارع والتعامل مع الأجسام المشبوهة لضمان سلامة عودة المواطنين إلى أماكن سكانهم، بجانب وصول المساعدات للسكان وضمان توافر كافة مقومات الحياة.
ويضيف "الصوفي" ، أن هذه الفرق انتشرت في كل ربوع المدينة، ووزعت إرشادات للمواطنين لضمان الأمن والسلامة لهم، وإزالة الأنقاض بينما يضمن سهولة حركة المواطنين.
بينما المهندس عاصم نبيه المتحدث باسم بلدية غزة، فيؤكد أن البلدية طالبت المواطنين بضرورة الحيطة والحذر لضمان سلامتهم وأرسلت تعليمات للمواطنين بضرورة عدم العيش أمام منازل متضررة خوفا من إمكانية انهيارها عليهم، وعملت على فتح الشوارع للجهات المختصة سواء جهاز الدفاع المدني أو وزارة الأشغال العامة لإزالة الأنقاض.
خطة إغاثية عاجلة لسكان غزة
وبدأت منذ بداية وقف إطلاق النار عمليات إغاثة سريعة لسكان القطاع، نفذتها بعض الوزارات الفلسطينية، وهو ما كشفه رئيس لجنة طوارئ وزارة التنمية الاجتماعية رياض البيطار، في بيان للوزارة، في 8 فبراير الماضي – أي قبل ثلاث أسابيع من حلول رمضان - بأن وزارته وبالتعاون مع وزارتي الأشغال والحكم المحلي تعمل وفق خطة إغاثية عاجلة لإدارة حالة الإغاثة في الشمال وغزة، وفق منهجية مشتركة تشارك فيها كافة الاطراف ذات الصلة.
وأوضح أن هناك فريق في الأربع مناطق في قطاع غزة الشرق والغرب والشمال والجنوب، بعد وضع خطة عمل مشتركة تضمنت الحديث عن الاحتياجات وتوزيع الخيام والعلاقة بين كافة المناطق وفقا للتقديرات التي اخذت بعين الاعتبار والتوقعات أيضا في بعض المناطق كشرق نتساريم وشرق غزة والتفاح والشجاعية وبيت لاهيا وجباليا وبيت حانون وشمال غرب غزة، وتم تحديد نسبة لكل منطقة شمال غزة 46% وشرق غزة 18% وجنوب غزة 20%، وغرب غزة 16%، حيث يتم توزيع الخيام من خلال وزارة الأشغال ويتم استلامها من قبل وزارة التنمية الاجتماعية وبالتنسيق مع المؤسسات.
ولفت إلى أن خطة العمل التي وضعتها اللجنة تبدأ بإعداد المخيمات، بحيث يصبح هناك قطع أرض جاهزة بالتنسيق مع المؤسسات بتجهيز البنية التحتية للمناطق وتسليم كافة المناطق للخيام لنصبها، مع الأخد بعين الاعتبار أن الحاجة لـ30 ألف خيمة لإعداد المخيمات كمرحلة أولى ولم يصل منها إلا القليل، بينما الخطوة الثانية التي سيتم العمل عليها وضع نسبة للمخيمات ونسبة للأسر التي تحتاج لنصب الخيام في أماكن سكنها.
تعويض غياب الموائد الرمضانية بالإفطار الجماعى في مراكز النزوح
خلال حديث لؤي الغول سلط الضوء على تشابه عادات أهل غزة في رمضان مع المصريين، وبالطبع على رأسها موائد الرحمن الذي اشتهر بها الشعب المصرى خلال هذا الشهر الكريم، وأصبحت ضمن الطقوس السنوية لقطاع غزة إلا أن الوضع الآن أصبح مختلفا بشكل كامل عن السنوات الماضية، حيث منازل مدمرة والعيش في خيام والاعتماد على المساعدات، ولم تعد الظروف مناسبة لإقامة موائد الرحمن، إلا أن سكان القطاع استبدلوا ذلك بالإفطار الجماعي في مراكز النزوح التي يتجمعون فيها.
من جانبه يؤكد أمجد الشوا، مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، أن المنظمات الأهلية تقدم مساعدات للأسر التي تعود لمنازلها أو تعيش فوق ركام منازلها، سواء من خلال توزيع مساعدات غذائية أو الخيام أو توصيل المياه سواء مياه الشرب أو الاستخدام اليومي وإيصالها للمناطق والأحياء المختلفة.
ويوضح مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية أن الشبكة قدمت العديد من البرامج مع عودة النازحين لأماكنهم سواء بتوزيع المساعدات الغذائية والمياه والقطاع الصحى والخيام مع دخول أعداد من الخيام لتوزع بشكل مباشر خاصة للأسر التي فقدت منازلها أو تعيش في مراكز إيواء أو تعيش فوق ركام منازلهم .
عودة السكان من مراكز النزوح إلى منازلهم وأحيائهم السكنية
وعاد الملايين من النازحين إلى منازلهم أو أنقاض بيوتهم التي قصفها الاحتلال، ففي 25 يناير الماضي، رحبت وزارة التنمية الاجتماعية بعودة السكان من مراكز النزوح إلى منازلهم وأحيائهم السكنية، وخاصة من محافظات الجنوب والوسطى إلى محافظات غزة وشمال غزة، داعية المواطنين القادمين من الجنوب إلى الشمال بالاهتمام بجلب خيامهم معهم لعدم توفر الخيام حتى اللحظة.
أحد الفلسطينيين الذين يحتاجون لخيام بعد تدمير الاحتلال لمنزله، جمال ذيب المقيم في جباليا، والذي يؤكد أن الغالبية العظمى من منازل المخيم أصبحت مدمرة من بنيها منزله الذي انهار بشكل كامل، مشيرا إلى أنه وأسرته ينامون في الشارع في ظل هذا الطقس القارس في ظل نقص للخيام التي تصل لشمال القطاع.
عائلة جمال ذيب تتجمع من جديد في شمال غزة بعد تشتيت الاحتلال لها
جمال ذيب، الذي نزحت زوجته وأولاد إلى الجنوب خلال العملية العسكرية الإسرائيلية الأخيرة على شمال القطاع، لكن فضل هو أن يبقى في جباليا، لكن ما إن بدأ تنفيذ وقف إطلاق النار إلا وعادت أسرته له من جديد وتجمع الشمل ولكن أصبحوا بدون منزل، حيث يصيف هذا المشهد قائلا في تصريحات له :" مشهد عودة الأهل كان مميز وذكرى لا تنسى والأهم أننا تجمعنا مع شهر رمضان المبارك، ولكننا لا زلنا نبحث عن خيام فما زلنا نحن وجيراننا نعيش على أنقاض منازلنا في الشوارع وتفاجئنا من حجم الدمار الذي ألحقه الاحتلال بشارعنا".
خطة لإزالة الركام لإقامة التجمعات السكنية المؤقتة
من جانبه يؤكد المهندس عاهد بسيسو وزير الإسكان والأشغال العامة الفلسطينية، أن الوزارة بالتعاون مع جميع الوزارات والهيئات ذات الاختصاص أعدت خطة للتدخل في غزة وتشكيل فريق عمل لحصر الأضرار التي لحقت بقطاع الإسكان والطرق والمباني العامة، والتي هي من صلب عمل الوزارة بالإضافة إلى أعمال البنية التحتية، تهيدا لتنفيذ عمليات الإغاثة ثم الإيواء مدتها 3 سنوات يرافقها خطة إعادة إعمار غزة بمراحلها المتعددة من إزالة الركام لإقامة التجمعات السكنية المؤقتة وما يرافقها من أعمال بنية تحتية لعدد من التجمعات على امتداد مناطق القطاع.
ويضيف وزير الإسكان والأشغال العامة الفلسطينية، إن حجم الدمار الهائل الذي لم يسبق له مثيل في التاريخ المعاصر يفرض علينا السعي للحصول على شراكات دولية لها التجربة والممارسة في إعادة الإعمار لنقل الخبرة وتوفير الإمكانيات والتمويل، مؤكدا ضرورة عقد مؤتمر دولى لإعمار غزة وخصوصا للدول المانحة وبهدف التنسيق وحشد التمويل وخصوصا لدول الاتحاد الأوروبي والبنك الدولي وبنك الاستثمار الأوروبي والتي جميعها أبدو الاهتمام بعملية إعادة الإعمار بجانب الدول العربية والصناديق وبنوك التنمية الإسلامية والعربية.
وفي 27 يناير بحث وزير الأشغال العامة الفلسطيني مع سفير مصر لدى دولة فلسطين إيهاب سليمان، خطط الإيواء والإغاثة وإزالة الركام وإعادة الإعمار في قطاع غزة، وحينها ذكر بيان الوزارة الفلسطينية، أن الطرفان تبادلا الرؤى بشأن خطط عمليات الإيواء والإغاثة وإزالة الركام، وإعادة بناء الطرق والمباني العامة والإسكان وتأهيلها، والتصورات بشأن إعادة إعمار قطاع غزة، حيث ثمن عاهد بسيسو الجهود التي تضطلع بها مصر، ومحورية الدور المصري في عمليات الإغاثة والإنعاش المبكر وإعادة الإعمار في القطاع، من خلال الاستفادة من الخبرات المصرية الكبيرة في مجالات التشييد والبناء.
نجاح جهود مصر في إدخال المعدات الثقيلة والكرفانات إلى القطاع
وفي 19 فبراير الماضي، نجحت جهود مصر في إدخال المعدات الثقيلة والكرفانات إلى القطاع تمهيدا لإزالة الركام والأنقاض وفتح الطرق في مدن غزة التي دمرها الاحتلال خلال عدوانه الأخير.
ونعود لجمال ذيب مرة أخرى، حيث يكشف كيف استطاعت زوجته وأولاده الصغار العودة من الجنوب للشمال بعد تنفيذ وقف إطلاق النار ، بقوله إن أسرته عادت مشيا على الأقدام لأكثر من 10 كيلو مترات، بذلوا مجهود جبار ولكن حلم العودة للشمال ولم الشمل كان دافعا لهم لتخطى كل هذه المسافة وأن نحتفل معا بالشهر الكريم، فلا زالت الاحتفالات مستمرة وإصرار على البقاء رغم كل هذا الدمار وكل ما نعانيه إلا أننا أصحاب الأرض مصممون على البقاء والصمود وسنعمر شوارعنا ونقيم خيامنا فوق بيوتنا المدمرة.
كما يتحدث جمال ذيب عن المبادرات الإنسانية التي يوفرها الجيران لبعضهم خلال شهر رمضان، موضحا أن هناك تراحم وتكاتف بين الجيران في توفير السكن لمن هم بدون مأوى وبعضهم يستضيف بعض السكان في منازلهم المدمرة ويعيشون سويا ويتقاسمون الطعام، والجميع يدعم بعضه من أجل المرور من هذه الفترة الصعبة.
تحسن إمكانية وصول المساعدات الإنسانية في غزة
وفي 31 يناير الماضي، أعلن برنامج الأغذية العالمي عن تحسن إمكانية وصول المساعدات الإنسانية في غزة منذ وقف إطلاق النار في 19 يناير الجاري، مع دخول نحو 600 شاحنة إنسانية يوميًا بما في ذلك 50 شاحنة محملة بالوقود، معلنا في بيان له أنه سلم 10300 طن متري من الغذاء، في حين يصل مجموع شحنات الغذاء للبرنامج مع شحنات وكالة "الأونروا" التي دخلت القطاع إلى 32 ألف طن متري.
وأضاف أن البرنامج يعمل على توسيع نطاق التحويلات النقدية التي وصلت بالفعل حتى الآن إلى 6400 أسرة للوصول إلى 150 ألف أسرة، واستعادة عمل المخابز لتوفير الخبز بأسعار معقولة، ومراقبة حركة النزوح والأسواق لتكييف توجيه المساعدات حسب الاحتياجات، كما يعمل على دعم توزيع الأونروا للغذاء وسط التحديات السياسية المستمرة.
في جنوب القطاع الوضع مختلف بعض الشئ، وهو ما تكشفه الصيدلانية سهى شعت، المقيمة في خان يونس، والتي تؤكد أن الوضع أفضل نوعا ما عن أوضاع الشمال، مؤكدة توافر السلع بأسعار مناسبة للمواطنين خلال شهر رمضان، بجانب استمرار توزيع كوبونات دورات جديدة وطرود غذائية مما يضمن توافر الطعام بشكل يكفى الجميع.
"الوضع في الشمال أصعب بكثير من الجنوب، بل إن كثير من سكان الشمال عندما ذهبوا إلى منازلهم ووجدوها مدمرة عادوا من جديد للجنوب للعيش معنا"، هنا تشرح سهى شعب ، حجم مأساة سكان الشمال، مشيرة إلى أن هناك تكاتف كبير بين الأهالى في توفير مستلزمات الحياة لكافة الجيران وتأجير الشقق ليتمكن الناس من العيش فيها.
"الوضع أكبر من مسألة التكاتف، ولابد من خطة واضحة رفع الردم وإعمار الإعمار وتأهيل المستشفيات وإعادة العملية التعليمية بشقيها مدارس وجامعات"، حسبما تؤكد الصيدلانية الفلسطينية، من أجل ضمان سير الحياة بانتظام وأمان السكان، بجانب ضخ كميات كبيرة من المعدات الثقيلة والجرافات لفتح الطرق وإزالة الردم وتوفير آبار مياه لتغذية معظم المناطق وتعمير شبكة الكهرباء حتى تعود تدريجيا على القل 3 أو 4 ساعات يوميا.
ما ذكرته الدكتورة سهى شعت، أكد عليه المكتب الإعلامي الحكومي في غزة في 3 فبراير الماضي، عندما طالب بضرورة إعطاء الأولوية لإرسال الخيام ومستلزمات الإيواء ضمن القوافل الإغاثية القادمة، إلى جانب المواد الغذائية والإغاثية في الوقت الحالي، خاصة أن توفير المأوى أصبح مسألة إنسانية ملحة لا تحتمل التأجيل، وهو الاحتياج الأكثر إلحاحًا في هذه المرحلة، لضمان الحد الأدنى من الحماية لآلاف الأسر التي تفترش العراء في ظل أجواء الشتاء القاسية.
وهنا يؤكد إسماعيل الثوابتة، مدير المكتب الإعلامى الحكومي، أنه فور وقف إطلاق النار بدأت عمليات عودة المواطنين لمنازلهم، وإرسال المكتب لمجموعة من التعليمات والتوجيهات في إطار الحفاظ على السلامة العامة وضرورة تجنب تداول الشائعات والمعلومات المغلوطة خاصة تلك التي ينشرها الإعلام العبري والتي تهدف لزعزعة الصف الفلسطيني، منها تحذير الفلسطينيين خلال التنقل وعودة النازحين بالابتعاد عن الأماكن المدمرة لتجنب المخاطر .
وفي 27 يناير الماضي، أكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أن أكثر من 5,500 موظف حكومي عملوا على تسهيل عودة النازحين من محافظات الجنوب والوسطى إلى محافظات غزة والشمال، من جميع الأجهزة والوزارات والمؤسسات الحكومية، مؤكدا الحاجة إلى 135,000 خيمة بشكل فوري وعاجل حيث بلغت نسبة الدمار الذي نفّذه جيش الاحتلال بالمحافظتين أكثر من 90%، معلنا وجود غرفة عمليات مخصصة لمتابعة أحوال النازحين، إعداد أكثر من 33 مخيم لاستيعاب النازحين، بجانب إعداد 50 مركز إيواء وجهزنا الأرض وحفرنا الآبار.
من جانبها بدأت وكالة الأونروا تنظيم جلسات تأهيل نفسي للفلسطينيين في القطاع لتخفيف العبء عليهم ولتجاوز تلك المرحلة الصعبة التي مروا بها، وهو ما توضحه إيناس حمدان، مديرة الإعلام بوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين بأن الوكالة الأممية تنظم في الوقت الراهن جلسات دعم نفسي للأسر الفلسطينية النازحة تضمن دعمهم، بجانب إرسال المساعدات والخدمات للمجتمعات التي نخدمها بالقطاع.
وبشأن تفاصيل الدعم النفسي الذي تقدمه الوكالة الأممية، تؤكد "حمدان"، في تصريحات، أن الأونروا تواصل تقديم خدمات الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي في المناطق الوسطى وخان يونس من خلال فرق من الأطباء النفسيين والمشرفين لمساعدة الحالات الخاصة المحولة من المراكز الصحية ومراكز الإيواء، وتتضمن الاستشارات الفردية وجلسات التوعية والدعم لحالات العنف المبني على النوع الاجتماعي.
ولكن بالعودة مرة أخرى إلى شمال غزة، سنجد نجوى العرقان، التجمع تجمعت لديها عائلاتها نازحين بعد أن تدمرت بيوتهم بفعل القصف، في ظل نقص كبير في المياه وانقطاع الكهرباء، بينما تبكى رحيل شقيقها الشهيد خلال هذا العدوان والذي افتقدته الأسرة كثيرا في هذا التجمع.
تصف "العرقان" الواقع المؤلم في الشمال مع حلول شهر رمضان، مشيرة ، أن النازحين يزينون الدمار خلال شهر رمضان بالزينة لإظهار التحدي وتوصيل رسالة أنهم باقون في الأرض ولن يرحلوا، مشيرة إلى أنه رغم الوجع الذي حل بالعائلة بسبب فقدان الأحبة والنزوح المستمر خلال 15 شهرا من الحرب إلا أن الفرحة عمت بعد التجمع في مكان واحد لاستقبال هذا الشهر الكريم.
تتحدث عن شعور عائلتها بعد فقدانهم شقيقها، قائلة :"في عتمة الليل جلس كل كبير في أسرتي في ركن من بيتي الصغير الدافئ يحتضن همه وحزنه ويقول ليت رمزي معنا الآن ثم بدأوا في صمت يفكرون أين يسكنون؟ ومن يرفع لنا ركام آلاف الأطنان؟ وكيف سنحصل على خيمة؟ وأين ستضعها؟ ليختبئ الجميع يناجي ربه تحت بطانية خفيفة لكثرة الأحباب، بعد أن أسدل الله عز وجل ثوب السكينة والطمأنينة ولكن تشتعل في القلب نار العجز والحيرة وفقدان الأحبة"، مشيرة إلى أنه لا يوجد مياه بالشمال حتى الآن.
وفي 24 يناير الماضي أعلنت سلطة المياه الفلسطينية، أن طواقمها الفنية تواصل عملية حصر الأضرار المائية في شمال القطاع الناجمة عن العدوان، موضحة أن طواقمها تواجه صعوبات أمام الوصول إلى مرافق المياه والصرف الصحي بسبب حجم الدمار الهائل للأحياء السكنية والبنى التحتية والشوارع المؤدية إليها، بجانب وجود نقص كبير في المعدات والآليات الثقيلة والوقود الخاص بها للعمل على إزالة الركام وفتح ممرات إنسانية لتسهيل عمليات الفحص والتقييم.
وأشارت إلى أن طواقمها الفنية تمكنت من الوصول لمحطة تحلية مياه البحر شمال غزة وإجراء تقييم فني أولي لحجم الأضرار التي لحقت بها، وتبين وجود أعطال فنية جسيمة في الأجزاء الكهربائية والإلكتروميكانيكية في جميع المراحل والوحدات العملياتية للمحطة، بالإضافة إلى قيام الاحتلال بتجريف كامل لبعض المكونات الأساسية للمحطة التي أدت إلى تدمير خمسة آبار تغذية من مياه البحر، وخط المدخل للمحطة، إضافة إلى تدمير مولدين للطاقة، ومضخة وخط المياه الراجعة، وايضاً تدمير الأسوار الخارجية، ومضخات خط المخرج، كما أن هذه المحطة تعد الوحيدة في منطقة شمال وادي غزة وتغطي كامل الأحياء الغربية الشمالية للمدينة بقدرة إنتاجية 10,000 كوب/يوميا، حيث لا يوجد بدائل تغطي حجم هذا الاحتياج مع صعوبة حفر آبار مياه نتيجة تملح الخزان الجوفي بنسب عالية بمياه البحر في المناطق الغربية للمدينة.
وكشفت أيضا أنها تعمل على بتوفير وتركيب عشر محطات تحلية متنقلة في مناطق الوسط والجنوب لقطاع غزة بالتعاون مع مصلحة مياه الساحل، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP، حيث إن السعة الانتاجية لهذه المحطات تصل إلى 25 متر مكعب/ساعة لكل منها، وبالتالي يتم إنتاج 250 متر مكعب بواقع 10 ساعات عند بدء عملية التشغيل، بجانب دراسة المواقع المناسبة لمثل هذا النوع من المحطات في مناطق وسط وجنوب القطاع، حيث إنها تمتاز بعملها وفق نظام هجين يجمع بين النظام الشمسي والمولدات الكهربائية مع توفير الأنظمة كجزء من عملية تشغيل المحطات.
رسالة عاجلة توجهها نجوى العرقان للمجتمع الدولي، بضرورة إدخال أعداد كافية من الخيام خاصة أن 80%من شمال القطاع أصبح مدمر بالكامل، و10% بشكل جزئي والباقي سليم بلا شبابيك أو أبواب، بجانب المعدات لإزالة أطنان الركام المتواجدة في الشوارع والتي تمنع البعض من نصب خيامهم إن توافرت لدى بعض العائلات
رغم كل ما يمر به قطاع غزة، يبقى رمضان مناسبة دينية واجتماعية تعكس قوة أهل القطاع وإصرارهم على الاحتفاء بالحياة الأجواء الرمضانية، بكل تفاصيلها، تكشف عن ثقافة متجذرة في الكرم والتضامن، وتشير إلى قدرة الناس على الحفاظ على بهجة رمضان حتى في أحلك الظروف.
يذكر أن فلسطين أعلنت اليوم ثبوت رؤية هلال رمضان ليكون غد السبت أول أيام الشهر المبارك.