الإثنين، 10 مارس 2025 03:40 م

الألعاب النارية في رمضان بين البهجة والمخاطر.. الداخلية تبذل جهودا كبيرة للحد من خطورتها على حياة المواطنين.. الشرطة تداهم أوكار تصنيعها وتحرز ملايين القطع.. حملات مكبرة لاستهداف مروجى ألعاب الموت بالشهر الكريم

الألعاب النارية في رمضان بين البهجة والمخاطر.. الداخلية تبذل جهودا كبيرة للحد من خطورتها على حياة المواطنين.. الشرطة تداهم أوكار تصنيعها وتحرز ملايين القطع.. حملات مكبرة لاستهداف مروجى ألعاب الموت بالشهر الكريم ألعاب نارية
الإثنين، 10 مارس 2025 12:00 م
كتب محمود عبد الراضي
مع حلول شهر رمضان المبارك، يملأ الأجواء صوت البهجة والفرحة، ولكن بين ذلك الضجيج من ضحكات الأطفال وأصوات التراويح، تطفو على السطح آفة أخرى بدأت تلاحق أبناء هذا الوطن في الشهر الفضيل: الألعاب النارية.
 
على الرغم من كونها رمزاً للبهجة في العديد من المناسبات، إلا أنها أصبحت في رمضان عبئاً جديداً على كاهل المجتمع، حيث يعاني منها البعض بشكل مفرط، خاصة بعد ساعات الإفطار، مهددة الأرواح ومستنفذة الأمن.
 
"الألعاب النارية" التي أصبحت عادة شائعة في رمضان، يراها البعض وسيلة للترفيه والتسلية بعد صيام يوم طويل، لكن لا أحد يعير انتباهاً للمخاطر التي تنطوي عليها، فأصوات الانفجارات التي يطلقها الأطفال والشباب بين الأزقة والشوارع لا تأتي بالفرح وحده، بل تسجل العديد من الحوادث والإصابات نتيجة استخدام هذه الألعاب بشكل غير مسؤول. ففي العديد من الحالات، تسببت الألعاب النارية في حروق خطيرة وكسور، فضلاً عن اندلاع حرائق في بعض المناطق السكنية، وما يزيد من تعقيد الموقف هو أن هذه الألعاب تُباع وتُشترى دون رقابة، مما يعرض حياة المواطنين للخطر.
 
الداخلية، ودرءاً لهذه المخاطر، تولّت مهمة التصدي لهذه الظاهرة بكل حزم. فمن خلال حملات أمنية مُنسقة عبر مختلف أنحاء الجمهورية، استهدفت وزارة الداخلية المواقع التي تبيع هذه الألعاب المحظورة، لوقف انتشارها وحماية أرواح المواطنين، فقد وجه قطاع الأمن العام بالتنسيق مع عدد من مديريات الأمن حملات أمنية مكثفة أسفرت عن ضبط 75 قضية تتعلق بالألعاب النارية في رمضان، ومن بين المضبوطات كان ما يقارب 2,5 مليون قطعة ألعاب نارية متنوعة، وهي أرقام تعكس حجم الانتشار الكبير لهذه الظاهرة.
 
إحدى أبرز الضبطيات كانت في مركز شرطة طنطا بالغربية حيث تم القبض على شخص عاطل وبحوزته أكثر من 674 ألف قطعة ألعاب نارية متنوعة، وكان يخطط لتوزيعها بغرض التجارة، بينما في مركز شرطة ساقلتة بسوهاج، تم ضبط 158 ألف قطعة  بحوزة صاحب مكتبة له معلومات جنائية، بالإضافة إلى ضبط 25 ألف قطعة  في قسم شرطة البساتين بالقاهرة و28,702 قطعةفي قسم شرطة فيصل بالسويس.
 
هؤلاء المتهمون جميعهم اعترفوا بحيازتهم للألعاب النارية بهدف الاتجار بها وتحقيق أرباح غير مشروعة، ما يعكس حجم الجريمة الاقتصادية التي تؤثر بشكل مباشر على أمن المجتمع.
 
القضاء على هذه الظاهرة يحتاج إلى تعاون من جميع أطياف المجتمع، بدءاً من الجهات الرقابية المعنية إلى أولياء الأمور الذين يجب عليهم توعية أبنائهم بمخاطر الألعاب النارية، والحد من بيعها في الأسواق الشعبية.
 
لا بد من التأكيد على أن الألعاب النارية، رغم كونها جزءاً من التراث الشعبي في بعض الأماكن، يجب أن تظل في إطار الاستخدام الآمن والموضح ضمن القوانين.
 
شهر رمضان الذي هو شهر العبادة والتقوى، يجب أن يظل بعيداً عن هذه الممارسات التي تضر بالمجتمع، لأن الأمن لا يقتصر على حماية الجسد من الأخطار فحسب، بل يمتد ليشمل حماية الأرواح والبيئة من الممارسات السلبية التي تضر بالصحة العامة.
 
لذلك، تبقى المسؤولية على عاتق الجميع، من جهاز الدولة إلى المواطنين، لضمان أن تبقى البهجة في رمضان محصورة في الخير والسلام، وأن يكون أمن المواطنين هو الهم الأول لكل فرد في المجتمع.

الأكثر قراءة



print