رفضت الدول الأعضاء فى مجلس الأمن المجازر التى ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلى فى غزة وأسفرت عن استشهاد عدد كبير من المدنيين من بينهم أطفال ونساء بعد غارات جوية متواصلة بالإضافة إلى إجبار المئات على ترك منازلهم ومناطق الايواء التى يعيشون بها بعد قطع المساعدات عنهم منذ اكثر من 15 يوما متواصلة.
من جانبه قال توم فليتشر منسق الأمم المتحدة للإغاثة الطارئة إن "أسوأ مخاوفنا تحققت" خلال ساعات الليل فى غزة لافتا الى التقارير حول استشهاد مئات الأشخاص وأوامر الاخلاء التى أصدرتها القوات الإسرائيلية مؤكدا أنه لا يمكن تقبل ما يحدث محذرا من عواقب نقص التمويل على عملية الإغاثة، قائلا إن الاستجابة الإنسانية لم تتلقَّ سوى 4% مما هو مطلوب للعام الحالي
وأضاف المسؤول الأممى أن سكان غزة " يعيشون مجددا فى خوف شديد".
مشيرا الى ان قوات الاحتلال الاسرائيلى قطعت دخول جميع الإمدادات المنقذة للحياة عن 2.1 مليون شخص منذ 2 مارس. قائلا أن قوات الاحتلال الاسرائيلى رفضت دخول جميع المساعدات عند معبر كرم أبو سالم رفضا ممنهجا التى أصبحت راكدة وأن الطعام يفسد وصلاحية الأدوية على وشك الانتهاء.
المراقب الدائم لفلسطين لدى الأمم المتحدة رياض منصور قال إن التقارير الحالية تشير إلى مقتل أكثر من 400 شخص وإصابة ما يقرب من 600 فى غضون ساعات قليلة قائلا ما يحدث يذكرنا بالقصف الإجرامى الذى عانى منه شعبنا لأكثر من 15 شهرا".
وأضاف المراقب الدائم لفلسطين لدى الأمم المتحدة: "يُقتل الفلسطينيون بشكل عشوائى، ويُحرمون من المساعدات الإنسانية بشكل عشوائى، ويُشوهون ويُحتجزون بشكل عشوائي. إننا ندين ذلك بأشد العبارات. هذا لا يمكن تبريره أبدا ويجب أن يتوقف فورا".
فيما قال المتحدث باسم المجموعة العربية السفير ماجد عبد الفتاح عبد العزيز المراقب الدائم لجامعة الدول العربية لدى الأمم المتحدة إن استئناف القصف العسكرى الإسرائيلى المكثف على قطاع غزة "وتكثيف سياسة التجويع والحصار" وقطع التيار الكهربائى عن المنشآت الحيوية بما فيها محطات تحلية المياه الرئيسية يفاقم معاناة أكثر من مليونى فلسطينى يعيشون فى ظروف قاسية.
وأعلن إدانته ورفضه لهذه "الإجراءات اللا إنسانية"، التى قال إنها لا يمكن وصفها سوى على أنها "عقاب جماعى تنتهجه إسرائيل بحق الشعب الفلسطينى، وعلى نحو يتنافى مع القيم والمبادئ الإنسانية التى تقوم عليها ومن أجلها هذه المنظمة".
وشدد على حتمية أن ينهض مجلس الأمن الدولى بمسؤولياته هذه المرة وأن يجبر إسرائيل على الوفاء بالتزاماتها بموجب اتفاق وقف إطلاق النار، بما فى ذلك فتح كافة المعابر أمام المساعدات الإنسانية والمستلزمات الطبية والوقود وإعادة التيار الكهربائى للقطاع وحذر من "تبعات إخفاق المجلس فى اتخاذ هذه الإجراءات" وقال إن ذلك ينذر بوقوع كارثة إنسانية كبرى لن تحمد عقباها.
ومن جانبه المندوب الدائم للجزائر لدى الأمم المتحدة السفير عمار بن جامع أشار إلى أن بلاده طلبت عقد جلسة مجلس الأمن. وتحدث عن القصف الإسرائيلى الأخير على قطاع غزة، وقال إن الدم الفلسطينى "يستخدم مرة أخرى كأداة للحسابات السياسية للساسة الإسرائيليين".
وأعرب جيروم بونافو الممثل الدائم لفرنسا لدى الأمم المتحدة، عن إدانة بلاده للضربات الإسرائيلية فى قطاع غزة. ودعا إلى وقف فورى للأعمال العدائية التى التى هدد حياة السكان المدنيين فى غزة.
وأضاف الممثل الدائم لفرنسا: "ندعو السلطات الإسرائيلية إلى حماية جميع المدنيين بشكل دائم وإعادة الوصول إلى المياه والكهرباء، وإلى رفع العقبات التى تعترض دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة على الفور".
وأعرب جيروم بونافو عن ترحيب بلاده باقتراح خطة إعادة إعمار غزة التى قدمتها الدول الأعضاء فى جامعة الدول العربية، خلال قمة القاهرة فى 4 مارس الماضى وحث جميع الأطراف على الاستفادة من نقاط قوة هذه الخطة للمضى قدما، لا سيما بشأن قضايا الأمن والحوكمة مؤكدا أن مستقبل غزة لا يمكن فصله عن تسوية سياسية شاملة للصراع الإسرائيلى الفلسطيني.
وقال نائب المندوب الدائم لروسيا لدى الأمم المتحدة دميترى بوليانسكى، إنه عندما طلبت الجزائر والصومال عقد هذا الاجتماع، "ربما لم يخطر ببالهما أن الوضع سيزداد سوءا عشية الاجتماع، وأن جميع اتفاقات وقف إطلاق النار ستُلغى عمليا".
وأضاف بوليانسكى إن ما تفعله إسرائيل "أعادنا إلى حالة من عدم اليقين فيما يتعلق بوضع الفلسطينيين داعيا مجلس الأمن فعل كل ما فى وسعه لضمان استئناف وقف إطلاق النار مؤكدا أنه لا توجد أى اعتبارات سياسية يمكن أن تبرر مثل هذا التأخير الذى أدى إلى فقدان عدد كبير من الأرواح".
وأعرب السفير الروسى عن قلقه البالغ إزاء استمرار الهجوم على الأونروا، والذى قال إنه "سياسى بطبيعته". وقال إن الهيئات الإنسانية الأممية أثبتت قدرتها على العمل بفعالية فى القطاع ويجب دعمها مضيفا "لا ينبغى استخدام معاناة الناس كسلاح حرب أو ابتزاز أو أداة للتأثير على المجتمع الدولى ككل، ومع ذلك فهذا بالضبط ما يحدث".