الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون
احتلت زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للقاهرة – التي استمرت ثلاثة أيام - صدارة الصحف الفرنسية والتي وصفتها بأنها حملت رسائل رمزية كبيرة لدعم جهود مصر لتهدئة الأوضاع في الشرق الأوسط، ورفض علنى لمخططات واشنطن وتل أبيب لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة المنكوب، فضلا عن تأكيدها على العلاقات الاستراتيجية بين القاهرة وباريس واصفه الزيارة بأنها تاريخية لا تٌنسى..
وبينما انتشرت صور ماكرون في الأماكن التاريخية المصرية مثل المتحف المصري الكبير وخان الخليلي، اهتمت الصحف الفرنسية الصادرة، اليوم الثلاثاء، بالنتائج المثمرة للمباحثات المصرية الفرنسية التى جرت بالأمس بين السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى ونظيره الفرنسى إيمانويل ماكرون على الصعيدين العربى والثنائى، والتى أبرزت توافق الموقفين المصرى والفرنسى بشأن القضية الفلسطينية.
وتحدثت صحيفة "لوفيجارو" عن الاستقبال الحافل للرئيس الفرنسي بنيران المدفعية لدى وصوله إلى قصر الاتحادية، وقالت "لوفيجارو"، إن ماكرون أكد للرئيس عبد الفتاح السيسي رفضه لخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتحويل غزة إلى "ريفييرا الشرق الأوسط" غير المتوقعة.
ونقلت عن ماكرون قوله مع الرئيس عبد الفتاح السيسي: "نحن نعارض بشدة أي نقل للسكان وضم غزة والضفة الغربية". وأضاف أن "هذا سيشكل انتهاكا للقانون الدولي وتهديدا خطيرا لأمن المنطقة بأكملها، بما في ذلك أمن إسرائيل". وكان هذا تذكيرا واضحا في اليوم الذي بدأ فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو زيارته إلى واشنطن للقاء حليفه دونالد ترامب.
وأشارت "لوفيجارو" إلى أن الرئيس عبدالفتاح السيسي أعد خطة بديلة لإعادة إعمار القطاع الفلسطيني، والتي أقرتها الدول العربية في قمة عقدت في الرابع من مارس على ضفاف النيل، وأكد إيمانويل ماكرون أن هناك "خطة واقعية" تدعمها فرنسا، من شأنها أن "تفتح الطريق أمام حكم جديد" في قطاع غزة الذي مزقته ثمانية عشر شهراً من القصف الإسرائيلي.
بينما قالت "لوبينيون" أن إيمانويل ماكرون، والرئيس عبد الفتاح السيسي، والملك الأردني يريدون طرح خطة بديلة على دونالد ترامب بشأن غزة، مشيره إلى أن كلا من باريس والقاهرة، وعمان تدفع نحو خطة عربية لإعادة إعمار قطاع غزة، والتي يوافق عليها أبرز الشركاء الأوروبيين، وتسعى فرنسا للحصول على دعم واسع النطاق.
ونقلت الصحيفة عن مصدر في الإيليزيه قوله إن الخطة العربية قاعدة جيدة للنقاش ويجب تعزيزها من خلال العمل مع جميع الشركاء العرب، واعتبر أن موضوعات أخرى مثل الأمن الإسرائيلي يجب أن تطرح أيضا على الطاولة، لكن من غير المقبول فرض عمليات تهجير قسري للسكان، بما يتعارض مع القانون الدولي الإنساني، حيث قد يؤدي ذلك إلى مزيد من زعزعة الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط الهشة
وأشار التقرير إلى زيارة الرئيس الفرنسي اليوم الثلاثاء إلى مدينة العريش والتي اعتبرتها زيارة رمزية للغاية، على بُعد 50 كيلومترًا فقط من قطاع غزة وستكون فرصة لتجديد تأكيد التزام إيمانويل ماكرون بـ«الدعوة إلى وقف لإطلاق النار» بين إسرائيل وحركة حماس.
أما صحيفة "لوموند" الفرنسية فقد أبرزت أيضا استقبال السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي لنظيره الفرنسي بوابل من طلقات المدفعية، ثم تطرقت إلى القمة الثلاثية المصرية الأردنية الفرنسية، وقالت إنه في أعقاب اجتماعهم، أجرى القادة الثلاثة- اتصالا هاتفيا- مع دونالد ترامب لعرض مواقفهم، قبل أن يستقبل رئيس الوزراء الإسرائيلي في البيت الأبيض. وتركزت المناقشات، بحسب بيان الإليزيه، على "السبل الكفيلة بتأمين وقف إطلاق النار بشكل عاجل في قطاع غزة، مع التأكيد على الحاجة إلى استعادة الوصول الكامل على الفور لتسليم المساعدات الإنسانية والإفراج عن جميع الرهائن والمعتقلين"
وذكرت "لوموند"، أن القادة الثلاث أكدوا أيضا "ضرورة تهيئة الظروف المواتية لإيجاد أفق سياسي حقيقي وحشد الجهود الدولية لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني واستعادة الأمن والسلام للجميع وتنفيذ حل الدولتين".
وأبرزت صحيفة "لوموند" إشادة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالجهود الحثيثة التي تبذلها مصر كوسيط مشارك مع قطر والولايات المتحدة من أجل تحقيق هدنة في الأراضي المحتلة، وأشار ماكرون أيضا إلى تعزيز الشراكة الاقتصادية والأمنية والأكاديمية والثقافية مع مصر.
كما أبرزت "لوموند" تأكيد السيد الرئيس السيسي على "الوضع المأساوي" في قطاع غزة وتأكيده مع الملك الأردني رفضهما لأي "تهجير للفلسطينيين" ردا على "خطة ترامب" لإجلاء جزء كبير من سكان غزة، كما أبرزت صحيفة "ليبراسيون" معارضة الرئيسين عبد الفتاح السيسي وإيمانويل ماكرون بشدة أي تهجير للسكان وأي ضم لغزة والضفة الغربية وتأكيدهما خلال المؤتمر الصحفي المشترك ـ أن هذا سيكون انتهاكا للقانون الدولي وتهديدا خطيرا لأمن المنطقة بأكملها، بما في ذلك أمن إسرائيل.
