وزارة التربية والتعليم
في حادث مفاجئ وصادم، توفي أسامة البسيوني، مدير إدارة الباجور التعليمية بمحافظة المنوفية، إثر أزمة صحية مفاجئة متزامنا مع زيارة وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، محمد عبد اللطيف، لإدارة الباجور، الحادث خلف وراءه العديد من التساؤلات حول ملابسات الوفاة التي أثيرت بشأنها العديد من الشائعات عبر منصات التواصل الاجتماعي، بعضها يتهم وزير التربية والتعليم بالتسبب في الحالة الصحية للفقيد نتيجة تعامل غير لائق خلال الزيارة وبينما قدم الوزير تعازيه الرسمية، تجدد الجدل في أروقة البرلمان وأوساط الرأي العام، مطالبًا بفتح تحقيقات لتوضيح الحقيقة الكاملة.
وتقدم وزير التربية والتعليم، محمد عبد اللطيف، بخالص التعازي لأسرة الفقيد أسامة البسيوني، مؤكدًا في بيان له أن الراحل كان مثالًا للالتزام والانضباط وحسن الإدارة في منصبه كمدير لإدارة الباجور التعليمية. وأوضح الوزير أن الراحل كان له دور كبير في تحسين سير العملية التعليمية في المنوفية، داعيًا الله أن يتغمده بواسع رحمته. ومع ذلك، لم تقتصر ردود الفعل على هذا البيان الرسمي، إذ أثار تداول بعض الأخبار المتعلقة بملابسات الزيارة التي قام بها الوزير لمدارس إدارة الباجور التعليمية تساؤلات عديدة.
وفقًا للوزارة، شهدت زيارة الوزير إشادة منه لما لمسه من انضباط في العملية التعليمية في المدارس التي زارها، خاصة في مدرسة الشهيد رائد طيار محمد عادل شبل عباس الثانوية، حيث أعرب عن إعجابه بانضباط الطلاب وانتظام العملية التعليمية. ولم ترد الوزارة على ما تم تداوله من شائعات حول وقوع مشادات أو تعليقات غير لائقة من قبل الوزير أو مساعديه تجاه مدير الإدارة الراحل.
لكن الأمور اتخذت منحى مختلفًا في البرلمان، حيث تقدم النائب هاني خضر عضو مجلس النواب ببيان عاجل لرئيس مجلس النواب، موجهًا اتهامات خطيرة ضد وزير التربية والتعليم. وقال خضر في بيانه إن وفاة أسامة البسيوني جاءت نتيجة تعامل غير إنساني من الوزير ونائبه، الذين -حسب وصفه- تعرضوا للفقيد بكلمات جارحة أمام العاملين في المدرسة خلال الزيارة، مما تسبب في أزمة صحية حادة له انتهت بوفاته، كما اتهم البيان وزير التربية والتعليم بالتستر على الحقيقة، حيث أشار إلى بيان الوزارة الذي تم نشره على وسائل التواصل الاجتماعي والذي جاء وفقًا له "مخالفًا للواقع"، حيث أكد البيان إشادة الوزير بالفقيد وتقديره له.
وفي خطوة مماثلة، تقدمت النائبة سناء السعيد، عضو مجلس النواب عن الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، بطلب إحاطة موجه إلى رئيس مجلس الوزراء ووزير التربية والتعليم، مستنكرة ما وصفته بالتعامل غير المهني مع الموظفين في القطاع التعليمي. وقالت السعيد في طلب الإحاطة إن هناك شهادات تشير إلى تعرض الفقيد للتعنيف لفظيًا من قبل الوزير خلال الزيارة، مما أدى إلى تعرضه لأزمة قلبية حادة وشددت النائبة على ضرورة فتح تحقيق برلماني لتوضيح الحقائق، مؤكدة أن وزارة التربية والتعليم يجب أن تكون نموذجًا في التعامل الإنساني والمهنية مع جميع العاملين في المجال التعليمي.
وفي السياق نفسه، طالب النائب إيهاب منصور، رئيس الهيئة البرلمانية للحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، بفتح تحقيق عاجل يتضمن الاستماع لشهادات شهود العيان، فضلاً عن تفريغ كاميرات المراقبة في المدارس التي تم زيارتها من قبل الوزير. وأكد منصور على أهمية إجلاء الحقيقة كاملة أمام الرأي العام، مشددًا على ضرورة التعامل بشفافية مع الحادثة التي أثارت جدلًا واسعًا.
وطالب أعضاء مجلس النواب المتقدمين بأدواتهم الرقابية بسرعة انتهاء التحقيقات الرسمية التي ينبغي أن تُجرى بشكل شفاف وعادل، لضمان محاسبة المسؤولين عن أي خطأ قد يكون قد تسبب في هذه النهاية المأساوية.
