اتحاد الأطباء العرب يعقد بالقاهرة اجتماعه الأكبر منذ تأسيسه بمشاركة 18 دولة.. ويعلن دعمه الكامل لغزة وإدانة العدوان الإسرائيلي
- وزير الصحة: مصر استقبلت مئات الجرحى من غزة.. وخطة طوارئ شاملة لدعم المصابين
- نقيب أطباء فلسطين: لا نستطيع إدخال "شربة ماء".. ونطالب الاتحاد بدور فعّال
- المجلس الأعلى للأطباء العرب: 1394 شهيدًا من الكوادر الطبية في غزة
انعقدت أعمال اجتماع المجلس الأعلى لاتحاد الأطباء العرب، المنعقد بالقاهرة برئاسة الدكتور وليد بن خالد الزدجالي، رئيس الجمعية الطبية العمانية، بالوقوف دقيقة حداد على أرواح شهداء فلسطين، خصوصًا في قطاع غزة، وكافة شهداء الأمة العربية.
وعُقد الاجتماع تحت رعاية رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، وبمشاركة رسمية من ممثلي النقابات والجمعيات الطبية في 18 دولة عربية.
ورحب الدكتور خالد عبد الغفار، وزير الصحة والسكان، بالوفود المشاركة، مؤكدًا أهمية حضور هذا العدد الكبير في ظل التحديات التي تواجهها المنطقة، مشيرًا إلى ضرورة تفعيل دور اتحاد الأطباء العرب في دعم مقدمي الخدمات الصحية بالوطن العربي، خاصة في ظل ما يشهده قطاع غزة من كارثة إنسانية وصحية غير مسبوقة.
وأوضح الوزير أن مصر وضعت خطة طوارئ لاستقبال المصابين الفلسطينيين، بدأت منذ نوفمبر الماضي، وشملت تخصيص 18 ألف سرير و1500 سرير رعاية مركزة، وتوفير أكثر من 60 ألف عنصر طبي، كما فتحت نقابة الأطباء باب التطوع لدعم المصابين.
وأشار إلى استقبال مصر يوميًا من 80 إلى 120 حالة إصابة شديدة، تتطلب تدخلات طبية معقدة، مشيدًا بتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي باستقبال الأطفال الخدّج وتوفير الرعاية اللازمة لهم.
من جانبه، أعرب الدكتور الزدجالي عن امتنانه لمصر على استضافة الاجتماع، مشيدًا بدورها المحوري في دعم القضايا العربية. وأكد أن الاتحاد يضم رسميًا نخبة من القيادات المنتخبة والممثلة للأطباء في أوطانهم، ويعمل على توحيد الجهود الطبية العربية للنهوض بالمهنة والقطاع الصحي.
وأكد الدكتور أسامة عبد الحي، نقيب أطباء مصر والأمين العام لاتحاد الأطباء العرب، أن الاجتماع يعد الأكبر منذ تأسيس الاتحاد عام 1962، مشيرًا إلى جهود استمرت منذ 2007 لإعادة تفعيل الاتحاد وتجاوز الانقسامات الداخلية.
واستعرض عبد الحي ما وصفه بمحاولات سابقة للسيطرة على الاتحاد بطرق غير قانونية، معلنًا توثيق الاجتماعات القانونية بحضور 18 دولة من وزارات الخارجية والتضامن الاجتماعي، ومشيرًا إلى وجود 13 دعوى قضائية متبادلة مع القيادات السابقة.
بدوره، طالب الدكتور شوقي صبيحة، نقيب أطباء فلسطين، بضرورة أن يكون للاتحاد دور حقيقي وفعّال لإنقاذ القطاع الصحي المنهار في غزة، مؤكدًا أن نقص المياه والكوادر والبنية التحتية يحول دون تقديم الرعاية الطبية للمواطنين.
وفي ختام الاجتماع، أدان المجلس الأعلى للاتحاد بشدة العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة، مؤكدًا أن ما يحدث يمثل جريمة إبادة جماعية تستهدف المدنيين والكوادر الطبية والبنية الصحية.
وأصدر الاجتماع بيانًا رسميًا تضمن:
1- الإدانة الكاملة للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، الذي أودى بحياة الآلاف من المدنيين الأبرياء، بمن فيهم الأطفال والنساء، واستهداف المنشآت الطبية والبنية التحتية الصحية بشكل متعمد، وإدانة العدوان على الضفة الغربية والقدس والذي يعد امتدادا لـ"جرائم الإبادة التي يرتكبها الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني.
2- الدعوة العاجلة إلى وقف فوري وشامل للعدوان الإسرائيلي، ورفع الحصار الجائر المفروض على القطاع، بما يتيح تدفق المساعدات الإنسانية والطبية دون عوائق.
3- رفض محاولات التهجير القسري لسكان غزة تحت أي ذريعة كانت، ورفض أي سياسات تدعو لتهجير الفلسطينيين خارج أراضيهم، واعتبار ذلك انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف.
4- التأكيد على الاستعداد الكامل لتقديم الدعم والمشاركة في الخطة العربية لإعادة إعمار قطاع غزة، وخاصة في ما يتعلق بالمنشآت الصحية التي دُمّرت، وتوفير الاحتياجات الطبية الأساسية لدعم النظام الصحي المتهالك.
5- مناشدة المجتمع الدولي والعالم أجمع، والمنظمات الإنسانية، والمنظمات الطبية، والأطراف الفاعلة في المنطقة، بتحمّل مسؤولياتها القانونية والأخلاقية تجاه حماية المدنيين، وضمان إيصال الدعم الطبي العاجل إلى غزة.
6- مناقشة سبل دعم ومساندة القطاع الصحي في غزة، في ظل الظروف الإنسانية الصعبة التي يمر بها، وذلك من خلال تعزيز التنسيق بين الجهات الطبية العربية، وتقديم المساعدات العاجلة، وتنظيم جهود علاج الجرحى والمصابين، بما يعكس التزام اتحاد الأطباء العرب بمسؤوليته الإنسانية والمهنية تجاه الأشقاء في فلسطين.
7- توجيه تحية إجلال وإكبار إلى الزملاء الأطباء العرب الذين دخلوا قطاع غزة، متحدّين الخطر، وحاملين رسالتهم الإنسانية النبيلة في أصعب الظروف، حيث أن تواجدهم في قلب المأساة، إلى جانب زملائهم الفلسطينيين، يجسّد أسمى معاني التضامن المهني والواجب الإنساني.
8- "يترحّم المجلس الأعلى لاتحاد الأطباء العرب على أرواح الشهداء من الكوادر الصحية الذين ارتقوا أثناء تأدية واجبهم الإنساني والمهني في قطاع غزة، والذين بلغ عددهم نحو 1394 شهيدًا من الكوادر الصحية، مؤكدا أن هؤلاء قدّموا أرواحهم، وظلّوا في الصفوف الأولى، يضمدون الجراح ويواجهون الموت بشجاعة وإيمان، وسيبقون رموزًا خالدة للتضحية والفداء.
ويهيب اتحاد الأطباء العرب بجميع الهيئات الطبية العربية والدولية للتكاتف من أجل دعم القطاع الصحي الفلسطيني والأشقاء الفلسطينيين.