حذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية من أن الأوضاع في غزة وصلت إلى أسوأ مراحلها خلال الـ18 شهرا الماضية، منذ اندلاع الحرب، مشددا على تفاقم الأزمة الإنسانية بشكل غير مسبوق.
أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، الثلاثاء، أن المستشفيات استقبلت خلال الساعات الـ 24 الماضية 17 شهيدًا و69 إصابة، جراء استمرار العدوان الإسرائيلي على القطاع.
وبذلك، ارتفعت الحصيلة الإجمالية للشهداء منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر 2023 إلى 51 ألف شهيد، فيما بلغ عدد الجرحى أكثر من 116 ألف إصابة، وفق الإحصائيات الرسمية الصادرة عن وزارة الصحة في غزة.
وأوضحت الصحة في غزة أن حصيلة الشهداء والإصابات منذ 18 مارس 2025 فقط، بلغت 1,630 شهيدًا و4,302 إصابة، في مؤشر واضح على تصاعد وتيرة العدوان خلال الأسابيع الأخيرة.
ويأتي ذلك في ظل أوضاع إنسانية متدهورة، ونقص حاد في الخدمات الطبية جراء الحصار الإسرائيلي المستمر والدمار الواسع الذي طال المرافق الصحية في القطاع.
إلى ذلك، جدد جيش الاحتلال الإسرائيلي، هجماته الجوية والمدفعية على مناطق متفرقة في قطاع غزة، حيث واصلت قوات الاحتلال قصفها المكثف ونسف عشرات المنازل، خاصة في منطقة مصبح شمال مدينة رفح الفلسطينية جنوبي القطاع.
وأسفر القصف عن سقوط عدد من الشهداء والجرحى، بعد أن استهدفت طائرات الإسرائيلية المسيرة منزلًا قرب مفترق الغفري في شارع الجلاء وسط مدينة غزة. في الوقت ذاته، دمرت القوات الإسرائيلية مباني سكنية شمال شرقي رفح، بينما تعرضت عدة مناطق في شمال القطاع لقصف مدفعي متواصل.
واستأنفت المدفعية الإسرائيلية المتمركزة شرقي مدينة غزة قصفها باتجاه المناطق الشمالية، في حين أطلقت المروحيات العسكرية نيرانها صوب شمال شرقي رفح الفلسطينية، ما زاد من حجم الدمار والضحايا في صفوف المدنيين.
على جانب آخر، توقّع قيادي في حماس، أن تسلّم الحركة للوسطاء في مصر وقطر، ردّها خلال الـ 48 ساعة المقبلة، على المقترح الجديد حول وقف إطلاق النار.
وقالت حماس في بيان لها إنّ "قيادة الحركة تدرس بمسؤولية وطنية عالية المقترح الذي تسلّمته من الوسطاء، وستقدّم ردّها عليه في أقرب وقت، فور الانتهاء من المشاورات اللازمة بشأنه".
وأضاف أن "مشاورات معمقة وبمسؤلية وطنية عالية لاتزال مستمرة ضمن الأطر القيادية للحركة، ومشاورات مع فصائل المقاومة لبلورة موقف موحّد".
وقال عضو المكتب السياسي في حماس، سهيل الهندي، في تصريح صحفى، إن الحركة سوف ترد على المقترح "فور انتهاء مشاوراتنا الداخلية وبعد انتهاء المشاورات مع قادة فصائل المقاومة".
وأضاف القيادي في حماس أن "العودة للاتفاق الموقع في 17 كانون يناير الماضي واستكمال تنفيذ البروتوكول الإنساني، هو المدخل الحقيقي لاستعادة الأسرى الإسرائيليين في غزة، وليس التصعيد العسكري".
وشدّد على "أن محددات المقاومة ثابتة، وتتمثل بالوقف التام لحرب الإبادة، والانسحاب الشامل لقوات الاحتلال الاسرائيلي من قطاع غزة، وأي أفكار ومقترحات جديدة لا تتضمن هذه المحددات مصيرها الفشل".
وأكد الهندي أن "سلاح المقاومة غير قابل للنقاش، متمسكون بحق شعبنا المشروع في مقاومة الاحتلال بالأشكال كافة حتى التحرير والعودة".
وتأتي تصريحات القيادي بحماس، فيما كانت الحركة، قد أعلنت مساء أمس الإثنين، أنها تدرس "بمسؤولية عالية" مقترحا تسلّمته من الوسطاء بشأن وقف لإطلاق النار في قطاع غزة، مؤكدة أنها ستردّ على هذا المقترح في "أقرب وقت".
وشدّدت حماس في بيانها على "ضرورة أن يحقّق أيّ اتفاق قادم وقفا دائما لإطلاق النار، وانسحابا كاملا لقوات الاحتلال الاسرائيلي من قطاع غزة، والتوصّل إلى صفقة تبادل حقيقية، وبدء مسار جادّ للإعمار، ورفع الحصار" عن القطاع الفلسطيني.
في السياق نفسه، أكد رئيس الهيئة العامة للاستعلامات الدكتور ضياء رشوان، مساء الاثنين، أن مصر وقطر تبذلان طوال الوقت ما يمكن أن يوفر المصلحة للقضية الفلسطينية.
وقال رشوان لــ "القاهرة الإخبارية" إن مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة ستشهد تحولًا إيجابيًا؛ بسبب الجهود الكبيرة التي تبذلها مصر وقطر، موضحا أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب يعلم أن هناك مفاوضات شاقة تجري بشأن غزة، ويدرك أن الإسرائيليين يرفعون سقف مطالبهم.
وأوضح رشوان "أن ترامب، منذ تجدد العدوان على غزة، أعطى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الفرصة الكافية لتحرير المحتجزين الإسرائيليين، وهذه المهلة أصبحت في نهايتها"، مؤكدا أن حركة حماس "تعلم جيدًا قيمة الوقت الآن، وأعتقد أن ردها على المقترح الإسرائيلي سيكون سريعًا"، بحسب قوله.
في القدس، اقتحم مئات المستعمرين الإسرائيليين، الثلاثاء، المسجد الأقصى المبارك، بحماية مشددة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي.
واقتحم أكثر من 1220 مستعمرا ساحات المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة، على شكل مجموعات متتالية، في ثالث أيام "عيد الفصح اليهودي".
وذكرت دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس، في بيان، أن الاقتحامات تخللتها جولات وطقوس استفزازية داخل باحات المسجد الأقصى، من بينها أداء رقصات علنية وترديد الترانيم.
وأظهرت مقاطع مصورة إقدام مجموعة من المستعمرين على الرقص والغناء قرب باب الأسباط، الذي شهد احتشاد المئات في انتظار تسهيل اقتحامهم للمسجد الأقصى، فيما استباح الآلاف منطقة حائط البراق بداعي أداء الصلوات.
وفرضت شرطة الاحتلال الاسرائيلي إجراءات أمنية مشددة، حيث حولت المسجد الأقصى ومحيطه إلى ثكنة عسكرية، ومنعت دخول العديد من المواطنين إليه، واحتجزت بطاقاتهم الشخصية عند البوابات الخارجية.
وحولت سلطات الاحتلال الاسرائيلي مدينة القدس وبلدتها القديمة إلى ثكنة عسكرية، ونشرت الآلاف من عناصرها ووحداتها الخاصة في الشوارع والطرقات لتأمين اقتحامات المستعمرين واستفزازاتهم.