أعلنت نقابة المهندسين المصرية، فى مؤتمر صحفي عقدته لجنتها الاستشارية لإعادة إعمار غزة، عن رؤيتها العاجلة والعملية للمشاركة في تنفيذ "الخطة المصرية العربية" لإعادة إعمار القطاع، وذلك انطلاقًا من دورها الوطني والقومي، ومساهمة منها في جهود الدولة المصرية لدعم الشعب الفلسطيني في ظل ما يتعرض له من عدوان مستمر.
ومن جهته قال المهندس كريم الكسار، الأمين العام المساعد لنقابة المهندسين ومنسق اللجنة الاستشارية لإعادة إعمار غزة بالنقابة، إن الخطة التي تمتد على مدار 6 أشهر، تتضمن إنشاء 30 تجمعًا سكنيًا مؤقتًا، يستوعب كل منها نحو 25 ألف نسمة، بواقع 4000 أسرة، لتصل الطاقة الاستيعابية الإجمالية إلى 750 ألف نسمة، وأوضحت النقابة أن التجمعات سيتم توزيعها جغرافيا بالقرب من مناطق السكن الأصلية، مع مراعاة البعد الاجتماعي والثقافي، واختيار أراض ذات ملكية عامة لتفادي النزاعات القانونية.
وتشمل التجمعات وحدات سكنية مؤقتة مصممة بشكل تكعيبي بمساحة تتراوح بين 30 و35 مترًا مربعًا، مصنوعة من مواد خفيفة مقاومة للحرائق والأمطار، وتوفر عزلًا حراريًا، مع سهولة الفك والتركيب.
كما تضم التجمعات مدارس ابتدائية وإعدادية، مستوصفات صحية، مراكز خدمات وإمدادات، مساجد، ساحات مفتوحة، بنية تحتية متكاملة تشمل محطات كهرباء وخزانات مياه ومعالجة الصرف الصحي، إلى جانب مراكز إدارية وأمنية.
وأكدت النقابة أن هذه الرؤية تمثل نموذجًا علميًا وواقعيًا لإعادة الإعمار، يجمع بين الاعتبارات الفنية والاجتماعية والبيئية، لكنها تظل مشروطة بتوافر التمويل اللازم، وفتح المعابر، وضمان دخول المساعدات والمعدات المطلوبة.
وتضمنت الخطة العاجلة أن يشتمل كل تجمع للإيواء المؤقت على الآتي: وحدات سكن مؤقت، حوالي من 4000 إلى 4200 وحدة، مدارس ابتدائية الاستيعاب نحو 30 من السكان) - مدارس إعدادية لاستيعاب نحو 15%
من السكان) - داخل منشآت خفيفة مؤقتة - مدرسة أو اثنتان ( لاستيعاب 3% من السكان)، ومستوصفات صحية، وحدة لكل 8000 نسمة)، تشمل صيدليات، ومرکز خدمات صحية متعددة التخصصات على مستوى التجمع، فضلا عن مركز لتوزيع الإمدادات وخدمات الإغاثة، ومجمع أسواق، وساحات مفتوحة متعددة المستويات المساحات على مستوى التجمع.
كما تم تقسيمها لعدة مستويات، المستوى الأول: داخل الوحدة التجميعية الأولية (10) وحدات سكنية)، المستوى الثاني في مواقع وسيطة داخل الساحات الفرعية 240 وحدة سكنية، وساحة رئيسية عامة على مستوى التجمع، ومجمع صغير لخدمات الإصلاح والصيانة، وعناصر البنية الأساسية والتحتية داخل كل تجمع، وتشمل محطة توليد كهرباء وحدات طاقة شمسية / خزانات مياه وحدة ضخ شبكة المياه وحدات لمعالجة مياه الصرف الصحي، والمسجد الرئيسي للتجمع ومساجد صغيرة ضمن كل وحدة تجميع المستوى الثاني)، (منشآت مؤقتة).
أما مواصفات الوحدات السكنية المؤقتة: فهى "تكعيبي" يختلف عن شكل الخيمة التقليدية) ذو مسقط أفقي مستطيل، وارتفاع لا يقل عن 2.6 متر، مصنوع من مادة غشائية مرنة (Membrane) مثل البوليستر السميك المعالج أو ما شابهها، ذو الكفاءة العالية بخصائص مقاومة للحريق وتسريب مياه الأمطار، مع عزل حراري مناسب، والغلاف الغشائي الغلاف الخارجي أو السقف يرتكز على هيكل معدني خفيف من اسطوانات الألومينيوم أو الحديد، سهل الفك والتركيب، والمساحة التقديرية تتراوح بين (30) و (35) م2 لتناسب متوسط أسرة مكونة من 6 أفراد.
ثانياً: إصلاح وتأهيل البنية التحتية لخدمة تجمعات الإيواء المؤقت حيث يحتاج القطاع لحوالى 125 ألفوحدة سكنية مؤقتة، ويعنى هذا المحور بتأمين الإمدادات المائية، وإنشاء نظم لتجميع الصرف الصحي، والإمداد بالطاقة الكهربائية، بما يخدم تجمعات الإيواء المؤقت على مستوى قطاع غزة، ثالثاً: إعادة تأهيل شبكة الطرق ويشمل إعادة تأهيل وربط مسارات طرق تجمعات الإيواء المؤقتة بالمسار الإقليمي الرئيسي (محور صلاح الدين وبقية المناطق العمرانية في القطاع، رابعاً: إدارة وتدوير الحطام على مستوى القطاع والمقدر بحوالى51 مليون طن.
من ناحيته، أكد المهندس أحمد زكى عابدين، رئيس اللجنة الاستشارية لإعادة الإعمار، أن اللجنة عملت على وضع رؤية فنية استشارية بهدف طرحها على الجهات المعنية بملف القضية الفلسطينية فى غزة، إلا أن بدء إعادة الإعمار لن يتم إلا عقب التوصل إلى قرار سياسى واضح للجميع، حتى لا تتعرض عمليات الإعمار للقصف والهدم مجددا، وأضاف: كان هناك ادعاءات غير منطقية تؤكد أنه لا يمكن إعادة الإعمار لغزة فى ظل وجود أهلها على ارضها، إلا أن لجنة نقابة المهندسين تصدت لهذه الادعاءات الكاذبة، حتى وضعنا خطة عاجلة لإعادة الإعمار، مع استمرار الأهالى فى أراضيهم.
فيما قال المهندس طارق وفيق، وزير الإسكان السابق، رئيس لجنة الإعمار العاجل المنبثقة من اللجنة الاستشارية لإعمار إعمار غزة بنقابة المهندسين، إن الخطة الزمنية لتنفيذ الخطة ترتبط ارتباطا مباشرا بما يحدث على أرض الواقع فى القطاع من أحداث، حيث يصعب فى الوقت الحالى إدخال شربة مياه، وبالتالى يصعب تنفيذ الخطة إلا عقب وقف الاعتداءات.
