عاش النازحون الفلسطينيون في شمال وجنوب غزة، ليلة دامية، بعد أن واصلت طائرات الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب مجازرها بحق المدنيين والأطفال والنساء، فقصفت عائلات بأكملها.
واستُشهد أكثر من 23 نازحا فلسطينيًا خلال الساعات الماضية بعد ارتكاب مجازر بحق نازحين في خيامهم ، طال 3 عائلات، وهم 6 شهداء من عائلة العطل بعد قصف خيمة بمشروع بيت لاهيا، و7 آخرين من عائلة عسلية بعد قصف خيمة بمخيم جباليا، و10 شهداء من عائلة أبو الروس، بعد قصف خيام النازحين بمواصي خانيونس.
وأفاد الدفاع المدني الفلسطيني في تصريحٍ مقتضب، بانتشال أكثر من 15 شهيدًا، معظمهم من النساء والأطفال، جراء استهداف إسرائيلي مباشر لخيام النازحين في نهاية شارع الأسطبل بمواصي خان يونس، وأدى هذا القصف إلى اشتعال النيران في الخيام، مما أسفر عن احتراق الجثامين والمصابين.
بدورها قالت مصادر صحفية فلسطينية، إن 10 فلسطينيون استُشهدوا وأصيب آخرون جراء استهداف الاحتلال الاسرائيلي لخيمة تؤوي نازحين من عائلة "أبو الروس"، مشيرة إلى أن النيران اشتعلت في الخيام.
من جانبها، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، في بيان صدر، الخميس، أن مستشفيات القطاع استقبلت خلال الساعات الـ24 الماضية 40 شهيدا و73 إصابة، نتيجة استمرار العدوان الإسرائيلي على مختلف مناطق القطاع.
وبذلك، ترتفع الحصيلة الإجمالية للعدوان الإسرائيلي المستمر منذ السابع من أكتوبر 2023، إلى 51,065 شهيدا و116,505 إصابات، في ظل تصاعد القصف الجوي والبري، واستمرار استهداف الأحياء السكنية ومراكز الإيواء.
ومنذ استئناف الهجوم الواسع في 18 مارس 2025، سجّلت وزارة الصحة في غزة 1,691 شهيدًا و4,464 إصابة، غالبيتهم من النساء والأطفال، في ظل أوضاع إنسانية متدهورة ونقص حاد في الخدمات الطبية.
في سياق آخر، أكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة."اليونسيف"، الخميس، أن الوضع في قطاع غزة خطير والجميع على حافة الهاوية.
وقال المتحدث باسم اليونيسف في فلسطين إن معدل الأطفال الذين ارتقوا في غزة منذ بداية الحرب وصل إلى 27 في اليوم، فيما أصبح 39 ألف طفل يتيم في القطاع، داعيا المجتمع الدولي ممارسة الضغوط لدخول المساعدات إلى غزة، ويجب عدم تحول دخول المساعدات لغزة إلى ورقة مساومة.
ولفت إلى أن من يحتاجون إلى الخروج من قطاع غزة 16 ألفا منهم 4 آلاف من الأطفال.
ووسع جيش الاحتلال الإسرائيلي، الخميس، من عملياته العسكرية في قطاع غزة، مستهدفا مناطق عدة في أنحاء القطاع. فقد فجرت القوات الإسرائيلية مبان سكنية شمال مدينة رفح وشرق حي الشجاعية، بالتزامن مع شن الطيران الحربي غارات عنيفة على مناطق شرقي مخيم البريج ومدينة غزة.
لليوم الـ31 على التوالي، يواصل الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية المكثفة، والتي صنفتها جهات حقوقية ودولية كحرب إبادة جماعية تستهدف المدنيين والنازحين في قطاع غزة، وسط اتهامات بارتكاب جرائم حرب ومجازر متكررة.
ووفق بيانات صادرة عن الأمم المتحدة، فقد نزح نحو 500 ألف فلسطيني من منازلهم منذ 18 مارس الماضي، نتيجة لتجدد القتال وانهيار اتفاق وقف إطلاق النار.
في الضفة الغربية، طالبت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، المحكمة الجنائية الدولية، ولجنة التحقيق الأممية المنبثقة عن مجلس حقوق الإنسان، ومحكمة العدل الدولية، ومجلس الأمن الدولي، والأمين العام للأمم المتحدة، بكسر صمتهم وتحمل مسؤولياتهم القانونية والأخلاقية تجاه جرائم الإبادة الجماعية، والقصف المتواصل، والإحراق الوحشي للمدنيين الأحياء في قطاع غزة، التي تهدف إلى تهجير أبناء الشعب الفلسطيني قسرياً عبر القوة العسكرية.
وحمّلت "الخارجية" الفلسطينية في بيان صادر عنها، الخميس، المسؤولية للدول التي تدعم الاحتلال الاسرائيلي وتزوده بأسلحة الدمار والقتل الجماعي، مؤكدة أن استمرار إفلات الحكومة الإسرائيلية من العقاب يشجعها على ارتكاب المزيد من الجرائم الموثقة بالصوت والصورة، وعلى مرأى ومسمع من العالم، بما في ذلك الدول التي تزعم التزامها بمبادئ حقوق الإنسان وحل الدولتين.
وجددت "الخارجية" الفلسطينية مطالبتها بموقف دولي حازم يرتقي إلى مستوى هذه الجرائم، ويجبر الحكومة الإسرائيلية على وقف الإبادة والتهجير القسري وسياسات الضم بحق الشعب الفلسطيني، محذرة من أن غياب هذا الموقف يشكل إفلاساً أخلاقياً وقانونياً دولياً يرقى إلى مستوى الشراكة في الجريمة.
وفي سياق متصل، أدانت الخارجية الفلسطينية، الجريمة الوحشية التي تواصل قوات الاحتلال ارتكابها عبر قصف خيام المدنيين النازحين في قطاع غزة وإحراقهم بمن فيهم الأطفال والنساء، كما جرى في منطقة مواصي خان يونس ومناطق أخرى، في واحدة من أبشع صور الإبادة والعنصرية، والتي أودت بحياة العشرات من المدنيين، بمن فيهم أطفال تفحمت جثثهم.