السبت، 19 أبريل 2025 12:50 م

من آلام الصلب إلى نور القيامة.. الأقباط يحيون الجمعة العظيمة أقدس أيام السنة القبطية.. رمزية خاصة للطعام الفول للحياة الجديدة والطعمية تحاكى القبر..وانتظار النور المقدس بكنيسة القيامة يوم سبت الفرح كمعجزة سنوية

من آلام الصلب إلى نور القيامة.. الأقباط يحيون الجمعة العظيمة أقدس أيام السنة القبطية.. رمزية خاصة للطعام الفول للحياة الجديدة والطعمية تحاكى القبر..وانتظار النور المقدس بكنيسة القيامة يوم سبت الفرح كمعجزة سنوية كنيسة - صورة أرشيفية
الجمعة، 18 أبريل 2025 10:00 ص
كتبت بتول عصام
يُحيي الأقباط، يوم الجمعة العظيمة، أحد أهم وأقدس الأيام في التاريخ القبطي وأسبوع الآلام الذي يسبق عيد القيامة المجيد، وذلك بإقامة صلوات خاصة تتواصل من الصباح الباكر حتى غروب الشمس، تخلد ذكرى محاكمة السيد المسيح وصلبه وموته ودفنه، بحسب الإيمان المسيحي.
 
طقوس الجمعة العظيمة
تبدأ الصلوات في الكنائس القبطية الأرثوذكسية منذ الساعة السادسة صباحًا، وتستمر حتى السادسة مساءً، وسط ترديد الألحان الحزينة وقراءات إنجيلية تعكس مراحل الآلام التي مر بها السيد المسيح، وتمتد الصلوات لتشمل صلوات السواعي من باكر وحتى الساعة الثانية عشر، حيث ترمز كل ساعة إلى حدث من الأحداث التي صاحبت يوم الصلب.
 
فالساعة الثالثة ترمز إلى وقت المحاكمة، والسادسة إلى لحظة الصلب، والتاسعة إلى ساعة الموت، بينما تشير الثانية عشر إلى إنزال الجسد المقدس من على الصليب ودفنه في القبر.
 
يرتبط هذا اليوم بصوم انقطاعي صارم، يمتنع خلاله الأقباط عن تناول الطعام أو الشراب لنحو 18 ساعة، تكريمًا لآلام السيد المسيح، وعند غروب الشمس، يفطرون على أطعمة نباتية بسيطة مثل الفول النابت والطعمية، كما يشرب البعض الخل، استحضارًا لما ذاقه المسيح على الصليب.
 
أطعمة خاصة في الجمعة العظيمة
لا تخلو المائدة القبطية في هذا اليوم من دلالات رمزية، إذ يحمل كل صنف من الطعام معنى خاصًا في المعتقد الشعبي والديني، إذ يرمز الفول النابت إلى الحياة الجديدة بعد الصلب، والطعمية، تُشبه الحجر الذي وضع على قبر المسيح، ولكونها أيضًا طعامًا بسيطًا شائعًا، تشير إلى التواضع، أما المحشي، فيحمل رمزية دفن المسيح، إذ يُشبه تجهيز ورق العنب أو الكرنب بالكفن الذي لُف فيه الجسد المقدس.
 
من الحزن إلى النور.. طقوس "سبت الفرح"
مع نهاية الجمعة العظيمة، تبدأ الكنيسة الاستعداد للاحتفال بـ"سبت النور"، المعروف أيضًا بـ"سبت الفرح"، وهو اليوم الذي قضاه السيد المسيح في القبر قبل قيامته، ويُقام في هذا اليوم طقس "أبو غلمسيس"، وهي كلمة يونانية تعني "سفر الرؤيا"، وفيه يُقرأ سفر الرؤيا كاملًا بعد الانتهاء من قراءة المزامير، وسط طواف الكهنة بالشموع والترانيم.
 
النور المقدس.. معجزة سنوية في كنيسة القيامة
يتزامن "سبت النور" مع ظهور النور المقدس من قبر السيد المسيح بكنيسة القيامة في القدس، وهو حدث سنوي يتوافد إليه آلاف المسيحيين من مختلف أنحاء العالم، ويُعتبر معجزة متكررة تتجلى كل عام في الظهيرة، حيث يخرج النور من القبر دون تدخل بشري.
 
وفي مصر، يمتزج الطابع الديني بالشعبي في هذا اليوم، إذ تشارك نساء كثيرات في طقس تكحيل العيون بعصير البصل، اعتقادًا بأنه يزيد من قوة البصر ويبارك العيون بالنور المقدس، ويرتبط هذا التقليد بنص وارد في سفر الرؤيا: "كَحِّلْ عَيْنَيْكَ بِكُحْلٍ لِكَيْ تُبْصِرَ" (رؤيا 3:18)، كما يُعتقد أنه يعود إلى زمن الفراعنة، حين استخدم الكحل كوسيلة علاجية وروحية في آن واحد.
 
ختام أسبوع الآلام والاستعداد لعيد القيامة
تُختتم الاحتفالات بسبت النور في الساعات الأولى من صباح الأحد، حيث يُقام قداس عيد القيامة المجيد، الذي يُعد من أعظم أعياد المسيحية، إذ يرمز إلى الانتصار على الموت وبداية الحياة الجديدة، وهو الركيزة الأساسية في الإيمان المسيحية.

الأكثر قراءة



print