منذ توليه منصبه عام 2013، زار البابا فرنسيس، رأس الكنيسة الكاثوليكية، دولاً عربية عدّة، حمل إليها رسائل سلام وتلاقٍ ومحبّة، وشدّد خلالها على أهمية الحوار ووقع وثيقة الأخوة الإنسانية التاريخية في الإمارات، وزار بيت لحم وصلى القدّاس الإلهي في كنيسة المهد، والتقى شيخ الأزهر في مصر.
الأردن
وبدأ البابا فرنسيس مشوار زياراته إلى الدول العربية من الأردن عام 2014، حيث التقى الملك عبدالله الثاني، ورافقه في جولة إلى المغطس، موقع المعمودية على نهر الأردن، حيث زار موقع عمادة السيد المسيح وصلى فيه، كما زار نهر الأردن وأدى صلاة على ضفته.
فلسطين
ثم انتقل البابا فرنسيس من الأردن إلى فلسطين المحتلّة، وزار بيت لحم قادماً من الأردن، فأصبح أول بابا يسافر مباشرة إلى الضفة الغربية بدلاً من الدخول عبر إسرائيل.
وأدّى الصلاة في كنيسة المهد في بيت لحم والتقى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، كما توقف عند الجدار الفاصل بين بيت لحم وإسرائيل وأدّى الصلاة، وهي خطوة تحمل رمزية السلام ونبذ التفرقة.ثم توجه البابا فرنسيس إلى تل أبيب والقدس.
مصر
وفي عام 2017، زار البابا فرنسيس مصر، بدعوة من شيخ الأزهر الشريف أحمد الطيب، وشارك في مؤتمر السلام العالمي، والتقى بالرئيس عبد الفتاح السيسي، وكانت زيارة في إطار تعزيز الحوار بين الأديان، وهي الزيارة الأولى من نوعها منذ 17 عاما، عندما زار البابا يوحنا بولص الثاني مصر عام 2000، بهدف تعزيز العلاقات بين الكنيسة الكاثوليكية والمسيحيين الأرثوذوكس في مصر، وتعزيز الحوار بين الأديان.
وحرص بابا الفاتيكان خلال زيارته لمصر على أن يُردّد عبارة الدين لله والوطن للجميع باللغة العربية، ووصف مصر بأرض اللقاء بين السماء والأرض والعهود بين البشر والمؤمنين .
الإمارات
وحملت زيارته إلى الإمارات حملت رمزية تاريخية وإنسانية كبيرة في سياق مشوار زياراته إلى الدول العربية، فقد زار البابا فرنسيس أبوظبي عام 2019، والتقى شيخ الأزهر الشريف هناك أيضًا، ووقع على وثيقة الأخوة الإنسانية، التي مثّلت إعلاناً مشتركاً يحث على السلام بين الناس في العالم.
المغرب
في العام نفسه، وصل البابا فرنسيس إلى المغرب في زيارة رسمية بدعوة من الملك محمد السادس، وتمحورت حول الحوار بين الأديان وقضايا المهاجرين.
وكانت هذه الزيارة استثنائية لأنها حصلت بعد 34 عاما تقريباً على زيارة البابا يوحنا بولس الثاني إلى المملكة، في صيف 1985.
العراق
عاد البابا فرنسيس إلى زيارة الدول العربية عام 2021، فزار العراق في أول رحلة خارج الفاتيكان منذ تفشي وباء كورونا. وكانت الزيارة الأولى في التاريخ لحبر أعظم إلى العراق، وتزامنت مع تصعيد أمني بعد سلسلة من الهجمات الصاروخية التي استهدفت قاعدة عين الأسد العسكرية التي تستضيف القوات الأميركية.
والتقى البابا فرنسيس المرجع الشيعي في العراق، آية الله علي السيستاني.
البحرين
وكانت آخر زيارات البابا فرنسيس إلى الدول العربية إلى البحرين عام 2022، وكانت الاولى أيضاً لحبر أعظم، شدد خلالها على أهمية الحوار الإسلامي المسيحي.
وتوفي بابا الفاتيكان عن 88 عاماً بعد معاناة من أمراض مختلفة خلال فترة بابويته التي استمرت 12 عاماً.
وأمضى البابا خمسة أسابيع في مستشفى جيميلي في روما حيث تلقى العلاج من التهاب رئوي مزدوج، وغادرها في 23 مارس، ولم يظهر علناً بعدها سوى في 6 أبريل، حيث خرج إلى ساحة القديس بطرس في الفاتيكان على كرسي متحرك، في ختام قداس بمناسبة عام اليوبيل للكنيسة الكاثوليكية.
وعقد البابا فرنسيس اجتماعاً خاصاً في الفاتيكان، صباح الأحد، مع نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس، وذكر البيان أن فانس، التقى البابا فرنسيس في مقر إقامته في الفاتيكان لتبادل التهاني بعيد الفصح.
وجدد البابا فرنسيس الأحد، دعوته لوقف إطلاق النار الفوري في غزة عبر رسالة بمناسبة عيد الفصح، قرأها أحد مساعديه عندما ظهر بابا الفاتيكان لفترة وجيزة في الشرفة الرئيسية لكاتدرائية القديس بطرس.
ووصف بابا الفاتيكان، الذي كان لا يزال يتعافى من الالتهاب الرئوي وكان لا يمارس إلا القليل من المهام بأوامر من الأطباء، في الرسالة الوضع في غزة بأنه "مأساوي ومؤسف"، ودعا أيضاً حركة "حماس" إلى إطلاق سراح من تبقى من المحتجزين.