قال محمد وحيد، رئيس مجلس إدارة كتاليست ومؤسس منصة جودة للتجارة الإلكترونية، إن مصر نجحت بجدارة خلال أزمة كورونا، واجتازت الاختبار الذى فشلت فيه كثير من الدول والأسواق الكبرى، وهو ما تتوالى التأكيدات عليه من خلال التقارير وشهادات المؤسسات الدولية، وآخرها صندوق النقد الدولى الذى توقع سابقا أن تسجل مصر نموا بـ2% رغم انكماش أغلب الأسواق الإقليمية، قبل أن يُعدل توقعاته فى تقرير أكتوبر الجارى إلى 3.5% خلال 2020.
وأضاف مؤسس أول منصة إلكترونية لتجارة المنتجات المصرية، أن هناك 3 عوامل دعمت صمود الاقتصاد المصرى رغم التحديات، وساعدت على ضبط مؤشرات الاقتصاد وتحسين الدين الخارجى الذى سجل مؤخرا تراجعا واضحا فى نسبته مقابل الناتج الإجمالى، وذلك لأول مرة منذ 4 سنوات، فى تأكيد واضح على عبور أزمة كورونا وبدء مسار التعافى الكامل منها. متابعا: "أهم العوامل الضامنة لصمود السوق وتجاوزها تداعيات كورونا، تمثلت فى امتلاك ركائز ثابتة فيما يخص مكونات الإنتاج، وتنوع هيكل الاقتصاد على مستوى القطاعات الأكثر إسهاما فى الناتج المحلى ومؤشرات نموها، التى تتقدم فيها قطاعات حيوية مهمة مثل العقارات والتشييد والبناء بما توفره من عوائد ضخمة إلى جانب استيعابها لنسب كبيرة من العمالة. وعلى سبيل المثال يُسهم قطاع تجارة الجملة والتجزئة بنحو 13.6% من الناتج، والصناعة بـ11.7%، والزراعة 11.3%، والعقارات 10.3%، والبناء 4.9%، والنقل والتخزين 4.6%".
وأكد رئيس مجلس إدارة كتاليست المتخصصة فى ريادة الأعمال والحلول المبتكرة للتجارة والخدمات، أن أهم الدروس المكتسبة خلال الأزمة العالمية الحالية، أن التخطيط المسبق والعمل الجاد والمبكر على تحسين الأوضاع وتلافى المشكلات المتوقعة، يمكن أن يكون طوق النجاة المهم والمضمون بينما يغرق الآخرون، لافتا إلى أن تلك الرؤية تنطبق تماما على آثار برنامج الإصلاح الاقتصادى الذى بدأته مصر مبكرا، وتحديدا قبل 4 سنوات، وبات الآن واحدا من أهم العوامل المساندة للسوق وصمودها، عبر ما حققه من إعادة هيكلة السوق ومكونات الموازنة والدعم، وعلاج المشكلات الهيكلية الموروثة، وصولا إلى ضبط الاختلالات وتحسين مؤشرات الأداء فيما يخص الناتج والنمو والتجارة الخارجية والبطالة والتضخم وعجز الميزان التجارى وميزان المدفوعات.
ولفت "وحيد" إلى أن ثالث العوامل المعززة للصمود والتعافى، تتمثل فى الرؤية الواضحة لدى الدولة لتجاوز أزمات الماضى وتوفير مسار مستقر يضمن استدامة النمو، وقد أثبتت تلك الرؤية فاعليتها بتعزيز القدرات الإنتاجية وأداء التجارة وسوق العمل، إلى جانب تحقيق معدل نمو بـ5.6% فى النصف الأول من العام المالى الماضى، وانخفاض البطالة لنحو 8% خلال الفترة نفسها، والتضخم لأقل من 5% حتى مارس الماضى، مع ارتفاع الاحتياطى بمستوى مستقر ليغطى واردات تتجاوز 8 أشهر. واختتم بالتشديد على ضرورة الاستعداد الجيد للفترة المقبلة، مع اتجاه كل دول العالم لفتح الأسواق واستعادة الأنشطة الطبيعية، طمعا فى التعافى وتجاوز تأثيرات الأزمة على الاقتصاد، وفى ظل الثبات المصرى والمؤشرات الإيجابية وما يتحقق من نمو وطفرات يومية، فإن مصر تملك فرصا عظيمة للتوسع واختراق مزيد من الأسواق وتعزيز حالة الاستقرار والتعافى.
جدير بالذكر، أن محمد وحيد رائد أعمال شاب، أطلق عددا من المشروعات الرائدة على مدى خمس عشرة سنة، وحقق نجاحات عديدة فى قطاعات التجارة والعقارات والخدمات، ومؤخرا أسس مشروعه الجديد مُمثلا فى شركة "كتاليست" المتخصصة فى ريادة الأعمال والحلول المبتكرة للتجارة والخدمات، التى أطلقت أولى علاماتها التجارية أواخر يناير الماضى من خلال منصة جودة للتجارة الإلكترونية، أول سوق رقمية لتجارة المنتجات المصرية، التى فتحت باب تسجيل العارضين بالإعلان عن حزمة من المزايا التسويقية والخدمية، وشبكة واسعة من الشركاء والموزعين ومقدمى خدمات النقل وأنظمة السداد النقدى والإلكترونى، فضلا عن برامج للتدريب والتأهيل والدعم الفنى لرواد الأعمال والمشروعات الصغيرة، بينما قال "وحيد" فى تصريحات صحفية سابقة إن "كتاليست" تُخطط خلال الفترة المقبلة لإطلاق مزيد من العلامات الرائدة فى مجالات خدمات النقل الذكية ومنصات التشغيل المستقل، كما تسعى لإبرام اتفاقات وتحالفات مع شركاء صناعيين من مصر وعدة دول إقليمية، بغرض تعزيز فرص الدعم والمساندة لرواد الأعمال، وتسهيل نفاذ المنتجات المصرية للأسواق الخارجية، وصولا إلى إنشاء سوق إقليمية مُتكاملة تكون بمثابة حاضنة للمشروعات الصغيرة، بغرض تطوير القدرات الإنتاجية والتجارية، وتعزيز الإيرادات وفرص نمو الاقتصادات الناشئة بالمنطقتين العربية والأفريقية.