من يتجرع مرارة الشعور بالحزن والألم الذى يسببه الموت حين يخطف احبائنا فى لحظات ، فإنه يعز عليه أن يترك قلبه ولو للحظات فريسة لمشاعر "الوجع" التى يتسبب فيها الخصام والفراق . فلا شئ يستحق أن نهدر أوقاتنا وأحلى أيام حياتنا فى المهاترات والمشاحنات والخلافات التى تأتى دائماً من أتفه الأسباب.
فليتنا نهئ المناخ الصحى بداخلنا للمشاعر النبيلة والأحاسيس الصادقة وأن نتخذ من الحب دستوراً نهتدى به ، فلا شئ يعادل الاحساس بنعمة الهدوء النفسى ، خاصة بعد أن تحول الوفاء والاخلاص الى عملة نادرة ، صحيح هذه هى سنة الحياة التى تركت الحقد والغل والكراهية تملأ القلوب.. ولكن لو اتخذنا قراراً باعلان الحرب على "الحزن" لتغيرت حياتنا بالكامل واصبحنا بالفعل نتنفس حباً مع من نحبهم باخلاص فى هذه الحياة.
ولأن الموت هو الحقيقة الوحيدة المؤكدة فى هذه الحياة علينا أن نتصالح مع أنفسنا وان نكون اكثر تسامحاً مع الجميع وذلك تصديقاً لقول المولى عز وجل {فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ }
وقوله أيضاً {فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلَامٌ ۚ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ}.
صدق الله العظيم