قال محمد وحيد، المتخصص فى مجالات التقنية والاستثمار فى التكنولوجيا والرقمنة، إن مصر عاشت عقودا طويلة تواجه مشكلات لوجستية واقتصادية بسبب ضعف بنية الاتصال، لكنها تجاوزت الآن كل صعوبات البنية الرقمية، بفضل الطفرة الكبيرة فى المشروعات وتأسيس بنية تحتية جديدة وعصرية تماما، والآن أصبحنا نملك قدرات اتصال ونقل للبيانات والمعلومات ووصول إلى العالم والشبكات الدولية بمعدلات وإمكانات غير مسبوقة.
وأضاف محمد وحيد، أن السنوات الأخيرة شهدت رهانا كبيرا وشاملا من الدولة على قطاع الاتصالات، وعملا جادا ومتواصلا من أجل تطوير القطاع وتحديث البنية التكنولوجية وتجديد شبابها، وامتد الأمر إلى مشروعات عصرية نوعية مثل المجتمعات العمرانية الجديدة ومدن الجيل الرابع ووضع أكواد تقنية جديدة ضمن اشتراطات البناء. متابعا: "الآن يتمتع كل مواطن بخدمات اتصال على أعلى مستوى، وبإمكان الجميع الوصول إلى الإنترنت بمنتهى السهولة واليُسر وبتكلفة زهيدة للغاية، وهذا الأمر مفتاح تنموى مهم على صعيد الاقتصاد والتنمية والتشغيل وجودة الحياة والوصول إلى الرفاهية المعيشية الكاملة".
وأكد خبير الاستثمار التكنولوجى، أن آليات إدارة الاقتصاد القديمة لم تعد صالحة لخوض غمار العصر الحالى بتعقيداته وأنماط عمله المستحدثة، والدولة كانت على وعى كامل بذلك من سنوات، لذا تحركت باتجاه تطوير قدراتها وتوظيف التكنولوجيا بشكل أكبر فى الاقتصاد والإدارة والعمل التنفيذى، وأنجزت كثيرا فى تأسيس وامتلاك بنية تحتية قوية للاتصالات، وإطلاق أضخم برنامج فى المنطقة للتحول الرقمى، وميكنة الخدمات والعمل الحكومى، وتدريب وتأهيل الشباب على التكنولوجيا، وتشجيع الاستثمار فى المجالات التقنية المتطورة، وبفضل كل تلك الجهود أصبح لدينا قاعدة تنموية قوية وراسخة، يمكن البناء عليها من أجل مزيد من الاندماج فى السوق العالمية، وخلق فرص استثمار وتجارة وتشغيل أوسع، ومساعدة ملايين الشباب على الانخراط الفعال فى بيئة العمل الدولية والفوز بوظائف وفرص دخل مجزية وغير تقليدية.
وشدد "وحيد"، على أن واجب كل شاب مصرى حاليا أن يهتم بالمعرفة والخبرة وامتلاك الأدوات التقنية اللازمة للتجاوب مع سوق العمل الجديدة ومتغيراتها الإقليمية والعالمية، وأن يبادر بالحركة واغتنام الفرص فى هذا المجال، والسير على وتيرة متجاوبة مع رؤية الدولة والقيادة السياسية والمؤسسات التنفيذية الساعية إلى توظيف التكنولوجيا والاتصال فى بناء الاقتصاد وتعزيز مسيرة التنمية بأفضل صورة ممكنة، مؤكدا أنه بإمكان كل شاب الآن أن يعمل ويبتكر وينافس على كل الفرص والوظائف بالداخل والخارج، وأن يستفيد من التكنولوجيا فى تحقيق دخل وأرباح كبيرة عبر أنظمة العمل المستقل والعمل عن بُعد والتجارة الإلكترونية وإنتاج المحتوى وأنشطة التسويق والإعلان الرقمية، سواء بشكل فردى أو من خلال تشكيل روابط وتحالفات بينية، والسعى للفوز بحصة من سوق الإعلانات الضخمة عبر توظيف الحسابات والصفحات الشخصية فى العمل كمنصات دعاية شخصية مباشرة مقابل عوائد من الشركات والمنتجين والمعلنين، وكل تلك الأمور باتت يسيرة وفى المتناول بفضل طفرة التعليم والمعرفة، وبنية الاتصال غير المسبوقة التى وفرتها الدولة للمجتمع وبيئة العمل وسوق الاستثمار والتجارة.