قال محمد وحيد، المتخصص فى مجالات التقنية والاستثمار فى التكنولوجيا والرقمنة، إن النظام الجديد وطفرة التعليم التى تشهدها مصر، تُبشر بتطور كبير على صعيد قدرات وكفاءة العنصر البشرى، والإمكانات والفرص المتاحة للخريجين فى سوق العمل، لكن الأمر يتطلب مزيدا من التحسين من خلال برامج وأنظمة التدريب والتأهيل النوعية، وتخطيط مسارات نوعية لصقل المهارات وإكساب الشباب مزيدا من المعرفة والكفاءة، من خلال خطط تدريب حديثة اعتمادا على الأنظمة الرقمية وتطورات مجتمع الاتصال وحالة سوق العمل والاقتصاد العالمى وما يحتاجه من مهارة وخبرة.
وأضاف محمد وحيد، أن سوق الاقتصاد الرقمى الآخذة فى التطور والنمو عالميا، باتت تشكل الحصة الأكبر من حجم الناتج العالمى، ويُمكن بقدر بسيط من الجهد والتخطيط أن نحقق منافع أكبر للأفراد والمجتمع، لا سيما مع اتساع حجم التجارة والخدمات المقدمة إلكترونيا، وفرص الوصول السهل إلى تلك البيئات العملية والانخراط فيها. متابعا: "السوق الرقمية بالغة الاتساع والضخامة، وآخذة فى النمو بوتيرة متسارعة، وحال تأهيل الشباب وصقل مهاراتهم يُمكن زيادة حجم حضورنا داخل تلك المنظومة العصرية، وتأهيل ودمج ملايين الشباب فى الاقتصاد العالمى الحديث،، بما يساعدهم على خلق وظائف وتحقيق دخل عالٍ بالقياس للوظائف التقليدية وفرص العمل المتاحة داخل مصر".
وأكد خبير الاستثمار التكنولوجى، أن ميزة الاقتصاد الرقمى وبيئة العمل المستحدثة، أنها لا تتقيد باعتبارات الجغرافيا والعُمر ومعوقات السكن والانتقال وكُلفة المعيشة، إذ يُمكن لكل فرد أن يعمل من داخل منزله، وأن يصل لأية سوق أو شركة ويُحقق دخلا من أى دولة بالعالم، وكل ما نحتاجه للوصول إلى تلك الحالة هو مزيد من التدريب والتأهيل وصقل قدرات الشباب بما يسمح لهم بالانخراط فى العالم الرقمى، واكتشاف الفرص واستغلالها بشكل جيد، لافتا إلى أن سوق العمل المستقل والتجارة والتسويق الإلكترونى وإنتاج المحتوى تتسع لكل الراغبين ومن يمتلكون أدواتها وإمكانات التعامل معها، وبإمكان مصر دمج ما لا يقل عن 10 ملايين شاب فى هذا المجال، وتحقيق مداخيل بعشرات مليارات الدولارات سنويا، بما ينشط الاقتصاد الوطنى ويزيد الدخل القومى ويُحفز معدلات الإنفاق والنمو.
وشدد "وحيد"، على أن هناك منصات عالمية كُبرى تُتيح مزايا نوعية فيما يخص الخدمات والعمل المُستقل، فضلا عن إمكانية العمل عن بُعد حال امتلاك المهارات اللازمة للمنافسة مع قوة العمل المتوافرة فى الأسواق الأخرى، لكن أهم ما يُمكن المنافسة فيه وتحقيق عوائد كبيرة ومباشرة وسريعة من خلاله، هو سوق إنتاج المحتوى والتجارة والتسويق الإلكترونى من خلال المنصات العالمية والأسواق الرقمية والتطبيقات المتخصصة ومواقع التواصل الاجتماعى، موضحا أن الساحة مفتوحة لكل من يُنتج سلعة أو يُقدم خدمة لعرضها والوصول بها إلى كل دول العالم، وبالمثل فإن كل شاب بإمكانه دخول عالم إنتاج المحتوى وتحقيق دخل مباشر من الرعاية والإعلان المُبرمج أو الشخصى، فضلا عن إمكانية تحويل أية صفحة أو حساب إلكترونى إلى منصة دعاية أو نقطة تسويق لصالح النفس والغير، وهو مجال جديد وغير مطروق وحال الالتفات إليه يُمكن الحصول على حصة كبيرة من سوق الإعلانات الرقمية فى مصر والعالم، وتحويل مواقع التواصل إلى فرص عمل ودخل تفيد ملايين المستخدمين بشكل مباشر، وتنعكس آثارها الإيجابية على السوق المحلية والاقتصاد الوطنى ومعدلات الإنفاق والناتج وتداول السلع والخدمات.