اتهم النائب أحمد عبدالسلام قورة عضو مجلس النواب، وعضو الهيئة البرلمانية لحزب حماة الوطن وزارة الأوقاف بالقصور، والتقاعس والتراخى الخطير والجسيم في أداء وظيفتها، في تبني السياسات والخطط والبرامج الملائمة لجذب الأطفال تربوياً إلى المساجد، الأمر الذى أدى إلى تراجع المستوى الأخلاقي والتربوي وظهور حوادث العنف والجنوح التي بدأت تقع من أطفال جانحين، ما فسره العديد من الخبراء بضعف الجوانب الأخلاقية والتربوية لدى هؤلاء الأطفال مما حدا بهم إلى الوقوع في براثن الجنوح.
جاءت تلك الاتهامات من خلال طلب إحاطة تقدم به، النائب النائب أحمد عبدالسلام قورة الى المستشار الدكتورحنفى جبالى رئيس مجلس النواب، لتوجيهه إلى الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، بشأن سياسة وخطط وبرامج الوزارة في التعامل مع الأطفال من خلال تفعيل الدور التربوي والتعليمي للمساجد.
وأكد "قورة" في طلب الإحاطة، قصور وزارة الأوقاف في تبني السياسات والخطط والبرامج الملائمة لجذب الأطفال تربوياً إلى المساجد، مما ساهم في انعدام وجود عوامل جذب الأطفال إلى المساجد، وغياب رؤية الاهتمام بتربيتهم وتلقينهم تعاليم الدين الحنيف في الأخلاق والمعاملات وغير ذلك، بما يسهم في بناء شخصية الطفل ويغرس في نفسه قيم الحياء في التعامل مع خالقه ومع الناس، وتشجيعهم على حفظ القرآن والاهتمام باللغة العربية.
وأشار "قورة"، في طلب الإحاطة، إلى أنه بالرغم من هذه الظاهرة الخطيرة التي بدأت تلوح في الأفق إلا أننا لم نجد من وزارة الأوقاف - بوصفها جهاز الدولة المسئول عن المساجد وإدارة شئون الدعوة فيها - أي تحرك، حيث لم يتضح لها أية سياسات في هذا المضمار كما لم يثبت وضعها لأية خطط أو برامج تستهدف من خلالها تنفيذ برامج تربوية دينية للأطفال يكون هدفها تقوية الأطفال عقائدياً وتقوية الوازع الديني بداخلهم على نحو يعينهم على التصدي للأفكار الهدامة التي تستهدف هوية الأمة وتضربها في أعز ما تملكه وهو الأطفال والنشء، بل على العكس؛ فقد بدا أن سياسات وزارة الأوقاف مستمرة في التعامل مع قضايا تهذيب السلوك والارتقاء بأخلاق المجتمع على هذا النحو التقليدي النمطي الذي يخلو من أي فعالية واستجابية، في ظل هذه الظروف الصعبة والتحديات التي تحيط بنا
وتساءل "قورة" قائلاً: أين وزارة الأوقاف من الحقوق الدستورية التي كفلها الدستور المصري للأطفال بنص المادة "80" التي كفلت لهم الحق في تربية دينية وتنمية وجدانية ومعرفية وما نصت عليه المادة "2" من الدستور من أن "الإسلام دين الدولة واللغة العربية اللغة الرسمية ومبادئ الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسي للتشريع".
وطالب "قورة" من المستشار الدكتور حنفى جبالى رئيس مجلس النواب بإحالة طلب الإحاطة إلى لجنة الشئون الدينية لمناقشته في حضور وزير الأوقاف حتى يمكن إنقاذ جيل يتعرض للخطر من خلال الأفكار الهدامة التي تستهدف هوية الأمة وتضربها في أعز ما تملكه وهو الأطفال والنشء.
وحدد "قورة" عددا من التوصيات للخروج من تلك الأزمة التي تهدد الأمة، والتي يأتي من بينها؛ إحياء دور المساجد لتكون همزة الوصل بين دور المدرسة والأسرة لإكساب الأطفال المهارات التي لا تتوافر في هاتين البيئتين، وذلك من خلال إشراف الوزارة على وضع مناهج تربوية دينية للأطفال (في علوم الفقه والسيرة النبوية والحديث والأخلاق الإسلامية) وتعميمها على أئمة المساجد، مع تخصيص يوم أو يومين كل أسبوع لتنفيذ برامج تربوية متكاملة (تعليمية تدريبية ترفيهية) ودعوة أولياء الأمور بالمناطق أو الأحياء المحيطة بالمساجد التي ستنفذ فيها هذه البرامج لإحضار أطفالهم لتلقي الدروس التربوية التي ستقدم من خلال الأئمة لتعليم الأطفال آداب الحوار والتعاليم الدينية المحفزة على بناء قويم للشخصية، مع سرعة النظر في إعادة فتح مكاتب تحفيظ القرآن الكريم الملحقة بالمساجد والتي كانت معروفة في السابق باسم (الكتاتيب) واستقبال الأطفال فيها، وفتح المجال أمام محفظي القرآن الذين تعتمدهم الوزارة للعمل بتلك المكاتب وتحفيظ القرآن، وهو ما سيعود بالنفع على المعلمين والأطفال والأسر في آن واحد.
وشدد "قورة" من خلال التوصيات التى سوف يعرضها أمام اللجنة الدينية ، تفعيل دور المساجد في إقامة العديد من الفعاليات والاحتفالات والأنشطة الإجتماعية للأطفال في المناسبات المختلفة كشهر رمضان والمولد النبوي وفي غير ذلك من المناسبات الإسلامية، مع تبني فكرة إعداد وتجهيز المعسكرات التربوية وتنظيم الرحلات بواسطة وتحت إشراف إدارات الأوقاف بالمدن، والتي تستهدف اصطحاب أئمتها لمن يشترك فيها من الأطفال، مما يوفر لهم مناخاً فعالاً من المعايشة التربوية ويسهم في زيادة روح الألفة بين الأطفال ويشيع روح الأخوة والتلاحم والتعاون فيما بينهم وبينهم وبينوأئمتهم، ما سيكون له مردود إيجابي على نفسية الأطفال ويحفز لديهم الشعور باحترام وتوقير العلماء.
كما تناولت توصيات النائب ، فتح المجال أمام المتطوعات من النساء ممن يردن التطوع للمشاركة في الأعمال التربوية والتعليمية للأطفال في المساجد، من خلال إنشاء مكتبات للطفل بالمساجد الكبرى تخصص لتنمية مواهب الأطفال الإبداعية في مختلف المجالات، في الكتابة والرسم والتدريب على الأعمال اليدوية وإتاحة مشاهدة الفيديوهات الهادفة لهم فيما لا يتعارض مع حرمة المساجد، وإقامة الأنشطة الفنية الإسلامية كإقامة الأعمال التمثيلية التي تجسد سيرة النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة وغير ذلك من الأنشطة التي لا تقصر دور المسجد على مجرد أداء العبادات، وهو ما سيكون لذلك أثره الجاذب على الأطفال وسيجعل قلوبهم متعلقة بالمساجد.