تقدم النائب طارق شكري عضو مجلس النواب بسؤال برلماني إلى المستشار الدكتور حنفي جبالي رئيس المجلس، موجه إلى رئيس الوزراء، ووزراء التجارة والصناعة والتخطيط والزراعة، حول سبل جذب الاستثمارات الأجنبية الفارة "الهاربة" من السودان على خلفية النزاع العسكري المشتعل على أراضيها.
وأشار إلى أنه تزايدت خلال السنوات العشر الماضية اهتمامات دول العالم بقضايا جذب الاستثمارات الأجنبية "الهاربة" من مواقع النزاع في مختلف بلدان العالم، واحتدت المنافسة بينها للفوز بأكبر نسبة ممكنة، وهو ما يعرف في العلوم الاقتصادية بـ سبُل الاستفادة من تداعيات أزمات الغير .
وذكر أن الاشتباكات في السودان لها عدة انعكاسات اقتصادية، وهي تدمير البنية التحتية للبلاد وخلل في سلاسل التوريد، وتحويل الإنفاق من قطاعات مهمة إلى التمويل العسكري، وتراجع ثقة المستثمر الأجنبي وهروبه إلى ملاذ آمن.
وأوضح أن حجم الاستثمارات الأجنبية في السودان قفز خلال السنوات الأخيرة إلى 42 مليار دولار، تحتل الصين الصدارة بين الاستثمارات الأجنبية، متوقعًا أن تفقد السودان الاستثمارات الأجنبية التي دخلت إلى أراضيها كأحد تداعيات اندلاع هذه الاشتباكات.
وأكد أن الاستثمارات الأجنبية المباشرة تحتاج أن تكون المخاطر السياسية عند أدنى مستوى لها، والدولة الأقرب لهذه الاستثمارات "الفارة" هي مصر بحكم الموقع، فضلًا عما تتمتع به دونًا عن دول المنطقة من مزايا تنافسية وبيئة أعمال صالحة للاستثمار واستقرار سياسي وأمني.
وأشار إلى أن المواجهات العنيفة التي تدور رحاها بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع، قد تكبد الاقتصاد السوداني ما يقارب نصف مليار دولار يوميا حال استمرارها، وستكون لها نتائج شديدة السلبية على مستوى المؤشرات الاقتصادية الكلية، حيث ينذر بتراجع النمو الاقتصادي وفقدان الاستثمارات الأجنبية وهروبها إلى الدول الآمنة، متوقعا أن يؤدي الصراع العسكري الدائر حاليًا في السودان إلى خروج ما يفوق 25 مليار دولار من الاستثمارات الأجنبية المباشرة من البلاد فهي تحتاج إلى الاستقرار السياسي والاقتصادي.