كتبت إيمان علي
قال اللواء الدكتور رضا فرحات، نائب رئيس حزب المؤتمر أستاذ العلوم السياسية، إن الحوار الوطني يعد منصة محورية لمناقشة القضايا الوطنية والإقليمية الحساسة التي تواجه مصر والمنطقة، خصوصا في ظل التحديات الإقليمية المتزايدة في الفترة الأخيرة، كما أنه يوفر فرصة لتبادل الأفكار والرؤى بين مختلف القوى الوطنية حول القضايا التي تواجه الوطن، مما يسهم في تعزيز التلاحم الاجتماعي وزيادة الوعي العام بالتحديات الراهنة، ويمكن المجتمع من التعامل معها بشكل أكثر فعالية.
وأشار إلى أن القضايا المطروحة على طاولة الحوار تشمل ملفات ذات أهمية قصوي وقضايا حيوية مثل الدعم، الذي يمثل أحد أهم ملفات العدالة الاجتماعية، وأيضا الاستجابة السريعة لتوجيهات الرئيس السيسي خلال حفل تخرج دفعة أكاديمية الشرطة للتعامل مع هذه القضايا بجدية، لتعكس رؤية القيادة السياسية نحو تعزيز الأمن القومي المصرى ومواجهة التحديات المحيطة التى تؤثر على الأمن القومى المصرى.
وأوضح نائب رئيس حزب المؤتمر، أن الحوار الوطني يتعامل مع هذه القضايا من منظور متكامل، حيث يتم التركيز على الأبعاد الاقتصادية والأمنية والاجتماعية لكل أزمة، مع الحرص على تقديم حلول مستدامة، مشيرا إلى أن الجلسة الطارئة المقررة السبت المقبل لمناقشة القضايا الإقليمية تهدف إلى بلورة رؤية وطنية واضحة تدعم موقف مصر الثابت في الدفاع عن مصالحها القومية، وهو ما يؤكد الرغبة القوية في التعامل بجدية مع التحديات الأمنية والسياسية التي تواجه البلاد.
وأوضح أستاذ العلوم السياسية، أن الحوار الوطني اعتمد منهجية شاملة ومتكاملة لمناقشة ملف الدعم الحساس، حيث أكد أن استمرار الأمانة الفنية في تلقي الاقتراحات حتى 10 أكتوبر 2024 هي إشارة واضحة إلى الرغبة في إشراك جميع القوى الفاعلة في المجتمع في اتخاذ القرار، مشيرا إلى أن الجلسات العلنية والمخصصة، التي ستعقد خلال أسبوع كامل، تتيح فرصة حقيقية لتفاعل جميع الأطراف، سواء السياسية أو المجتمعية أو الاقتصادية، وتبادل الأفكار والخبرات للوصول إلى حلول ملموسة ومستدامة تضمن تحقيق العدالة في توزيع الدعم ووصوله إلى مستحقيه.
وأضاف فرحات، أن الدعم يعتبر أحد القضايا المحورية، ويتطلب معالجة دقيقة تأخذ بعين الاعتبار احتياجات المواطنين الأكثر احتياجا دون الإضرار بالاقتصاد الوطنى، لافتا إلى ضرورة حاجة إلى مراجعة آليات الدعم الحالية وتطوير سياسات أكثر فعالية تهدف إلى توجيه الدعم للفئات المستحقة بطريقة تضمن تحسين جودة الحياة لهم وفي الوقت ذاته تساهم في استقرار الاقتصاد.
وفيما يخص القضايا الإقليمية والأمن القومي، شدد أستاذ العلوم السياسية على أن إدراج هذه الملفات العاجلة في جدول أعمال الحوار الوطني يعكس وعي القيادة المصرية بأهمية تعزيز الأمن القومي في ظل التوترات والتصعيدات الخطيرة التي تشهدها المنطقة مشيرا إلى أن مصر، بحكم موقعها الاستراتيجي وثقلها الإقليمي، تواجه تحديات متزايدة تتطلب من الجميع الالتفاف حول الدولة ودعم موقفها في هذه المرحلة الحرجة.
وأكد فرحات، أن الحوار الوطني يعمل بالتوازي على مسارات متعددة لضمان تحقيق الاستقرار الداخلي والخارجي، مشيرا إلى أن قضايا الدعم والأمن القومي تتكامل في تحقيق الهدف الأسمى وهو حماية الدولة المصرية وتعزيز مكانتها في المنطقة، مؤكدا أن الحوار الوطني ليس مجرد إطار نقاشي، بل هو أداة حقيقية لدعم الدولة في مواجهة التحديات والتفاعل مع تطلعات الشعب المصري.