أكد النائب سامح الشيمي، عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس الشيوخ، أن زيارة الرئيس الإندونيسي برابوو سوبيانتو إلى مصر، واللقاء الذي جمعه بالسيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، تمثل علامة فارقة في مسار العلاقات الثنائية، وتجسد تحولًا استراتيجيًا في منطق الشراكات الدولية، يقوم على إرادة وطنية مستقلة، وإدراك مشترك لحجم التحديات التي تواجه العالم النامي.
وأوضح الشيمي، في بيان له، أن توقيع البلدين على إعلان الشراكة الاستراتيجية ليس فقط تتويجًا لمسار طويل من التعاون، بل هو بداية لمرحلة أكثر نضجًا، تُعيد تموضع البلدين في معادلة العلاقات الدولية، خارج حسابات الاصطفاف التقليدي، وبعيدًا عن مركزية القوى الكبرى، التي لم تعد وحدها تصوغ مسارات التنمية أو تحدد أولويات الأمن الإقليمي.
وأضاف عضو مجلس الشيوخ أن ما جاء في جدول الزيارة من مباحثات موسعة حول قضايا التصنيع المشترك، والاستثمار، والاتصالات، وأمن الطاقة والغذاء، يعكس بوضوح تقارب الرؤى السياسية والاقتصادية بين القاهرة وجاكرتا، ويؤسس لمنصة عمل مشترك تنطلق منها مبادرات تنموية متبادلة، قادرة على توليد فرص واقعية للنمو في ظل أزمات الاقتصاد العالمي المتلاحقة.
وشدد الشيمي على أن التعاون الدفاعي الذي تمت مناقشته بين الطرفين، يحمل أبعادًا بالغة الأهمية، في وقت تتسارع فيه التهديدات العابرة للحدود، مشيرًا إلى أن مصر -بما تملكه من خبرات عسكرية ومؤسسات تدريبية رفيعة المستوى- قادرة على لعب دور محوري في بناء قدرات الشركاء، وعلى رأسهم إندونيسيا، بما يرسخ الأمن الإقليمي ويعزز من مفهوم الأمن الجماعي.
كما أشاد بحرص الرئيس السيسي على اصطحاب نظيره الإندونيسي في جولة ميدانية شملت الأكاديمية العسكرية ونادي الفروسية بالعاصمة الإدارية، معتبرًا أن هذه الزيارة لم تكن مجرد استعراض إنشائي، بل رسالة حضارية تحمل مضمونًا عسكريًا وتنمويًا متكاملًا، يجمع بين بناء الإنسان وتطوير الدولة.
وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، ثمّن الشيمي الموقف الموحد بين مصر وإندونيسيا الرافض لسياسات التهجير والعدوان، والداعم لحل عادل يضمن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967، مؤكدًا أن هذا الموقف الأخلاقي والسياسي يعكس ثقل البلدين في العالم الإسلامي، وقدرتهما على التأثير في مسارات الحل العادل والشامل للقضية.
وتابع "إن ما نشهده اليوم من ترفيع للعلاقات بين مصر وإندونيسيا، هو جزء من حراك دولي جديد، تقوده دول قادرة على كسر الجمود، وصياغة نموذج مختلف للعلاقات الدولية يقوم على التعاون الندّي، والشراكة المستدامة، والاحترام المتبادل للسيادة والمصالح."