الجمعة، 22 نوفمبر 2024 08:43 ص

شيخ الأزهر: الإسلام يحرم على أتباعه أى تصرف يحمل شعورا بالإساءة للوالدين

شيخ الأزهر: الإسلام يحرم على أتباعه أى تصرف يحمل شعورا بالإساءة للوالدين الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر
الإثنين، 04 يوليو 2016 03:51 م
كتب لؤى على
قال الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، إن بر الوالدين يعنى الإحسان إلى الوالدين فى القول والعمل، والعطف عليهما والأدب معهما وإشعارهما بأنهما فى مكان عال ولائق بهما. وأوضح القرآن الكريم هذه المعانى فى قوله تعالى: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا، وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِى صَغِيرًا)، حيث أمر القرآن بالإحسان إليهما، ونهى عن إسماعهما أى صوت يشعر بالتأفف، وعن نهرهما والاستهزاء بكلامهما، ومن فرط الرحمة والأدب والاحترام معهما أمر الولد أن يكون ذليلا بين أيديهم، وهذا ليس ببعيد عن قول النبى –صلى الله عليه وسلم- لمعاوية بن جاهمة عندما أراد الغزو: أَأُمك حيّة؟" قال: نعم، فقال - صلى الله عليه وسلم: الزم رجليها فإنّ الجنة تحت قدميها"، بأن يضع نفسه تحت أوامرها ونواهيها وكأنه بالنسبة لها عبد تأمره فيطيع. وأضاف شيخ الأزهر، فى حلقة أمس من برنامجه (الإمام الطيب) الذى يذاع يوميًّا طوال شهر رمضان المعظَّم، أن الآباء والأمهات الذين يشجعون أبناءهم وبناتهم على مناداتهم بأسمائهم مجردة من الألقاب فيه خطر عليهم وغفلة عن القيم التى ربطها القرآن الكريم بسلوك بر الوالدين، فالبتدريج سيكون هذا عبأ على الأب والأم وسوف يضيق كل منهما بهذه البنت أو هذا الولد يوما ما، مشيراً إلى الأم المصرية قديما كانت أكثر مسئولية فى الوقوف أمام عواطفها الجياشة لصالح تربية الابن وتقديمه للمجتمع بحيث يستطيع أن يتحمل المسئولية كاملة، وعلى الرغم من أن الأم فى هذه الأيام تعلمت وتقدمت وتطورت فإن عاطفتها تغلبها كثيرًا فى مواطن يجب أن تتخلى فيها عن هذه العاطفة ويحكمها العقل فى تربية أبنائها. وأوضح الإمام الأكبر أن فضل الأم يفوق فضل الأب، وحقوقها تفوق ثلاث مرات من حقوق الأب، جاء رجل إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله! من أحق الناس بحسن صحابتي، قال: أمك، قال: ثم مَن؟ قال: أمك، قال ثم مَن؟ قال: أمك، قال: ثم مَن؟ قال: أبوك"؛ لأن الأم حملت والرجل لا ينتبه إلى آلام الحمل بل لا يريد أن يتصورها ولا يريد أن يتوقف لحظة أمام المسئوليات الثقيلة التى ترثها الأم فى الحمل، وفى تربية الطفل، والقرآن الكريم توقف عند معاناة الأم الزائدة التى من أجلها تستحق من الابن أن يوقرها ويبرها أكثر من الأب، قال تعالى فى سورة لقمان: "وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ"، وقال تعالى فى سورة الأحقاف: "وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْراً "، مشددًا على أن عقوق الوالدين دين، فلا شك أن مَن ينهر والديه إذا تقدم السن بهما سيلقى نفس المعاملة من أبنائه فى حال كبره. وفى ختام الحديث قال فضيلته: أتمنى من الشباب المسلم أن يتمسك بفضيلة بر الوالدين وبهذا الخلق الكريم فى معاملة الأب والأم الذى يتميز به المسلم عن غير المسلم فى الدول الغربية، وأن يعلم أن بر الوالدين كنز، يورث السعة فى الرزق ويورث طول الأجل.



print