كتب مصطفى النجار
دعت سارة حمودة محللة أسواق المال، لدراسة التداعيات الاقتصادية للأزمة العنصرية فى أمريكا على مصر، والتى تجددت بعد أحداث دالاس الأخيرة فى الولايات المتحدة والتى شهدت تظاهرات كبيرة للمواطنين السود احتجاجًا على مقتل رجلين أسودين على يد الشرطة.
وأوضحت سارة حمودة، فى تصريحات خاصة لـ"برلمانى"، أن الولايات المتحدة تمتلك أقوى اقتصاد فى العالم، حيث إنها تعتمد على اقتصاد السوق المبنى على الاستثمار الحر والمنافسة التجارية، كما أنها تمتلك ثروات كبيرة من موارد المنجم والطاقة مثل (البترول، الغاز الطبيعى، الفحم، واليورانيوم)، ورغم هذه الثروة فإن الولايات المتحدة هى أكثر البلدان استيرادا للنفط من الوطن العربى، وبالتالى فشركاتها فى كل أنحاء العالم ستتأثر بما فيها مصر، وهو ما قد يؤثر على تدفق المزيد من رؤوس الأموال والمعونات الحكومية المقدمة لمصر.
وأكدت محلة أسواق المال، أن مصر لم تكن بعيدة عن الأزمة وتفاعلاتها، بحكم اعتمادها على اقتصاد السوق وما ينطوى عليه من تشابكات عالمية فسوف نشاهد انخفاض معدل النمو فى الودائع (الحكومية – قطاع الأعمال العام – قطاع الأعمال الخاص – القطاع العائلى)، والناجم عن تراجع معدل نمو الناتج المحلى الإجمالى سواء بالعملات الأجنبية أو بالعملات المحلية، وكذلك تأثر كل تعاملات البنوك المرتبطة بالتجارة الخارجية أو الداخلية (الاعتمادات المستندية – خطاب الضمان – الشيكات – التحويلات – البطاقات الائتمانية) نتيجة لتراجع نشاط الصادرات والواردات، وتراجع معدل نمو الناتج المحلى الإجمالى، ومن ثم تأثر حركة التجارة الداخلية مع اتجاه أسعار العائد إلى التراجع حيث سيتجه معدل التضخم إلى الانخفاض نتيجة للركود وانخفاض أسعار السلع المستوردة.
ولفتت سارة حمودة إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تحظى بأهم الإنتاجيات الصناعية على المستوى العالمى، ويعود نجاح الصناعة الأمريكية إلى قدرتها على التجديد وصادراتها التكنولوجية وتنوع المنتجات ووجود اليد العاملة المؤهلة، حيث تحتل الولايات المتحدة الأمريكية الصدارة فى عدة ميادين (البترول، السيارات، صناعة الطيران والكهرباء، مواد الاستهلاك) لكن الصناعة الأمريكية تتقدم أكثر فأكثر نحو التخصص فى قطاعات التكنولوجيا الدقيقة المتطورة (الطيران، الفضاء، الإلكترونيك، التسلح، الكيمياء الدقيقة(، ووسط الحالة التى تشهدها الولايات المتحدة الأمريكية من العنصرية ضد المواطنين السود فإن الولايات المتحدة ستواجه أزمات اقتصادية شرسة منها التوقع بتراجع الدولار بشكل ملحوظ مقابل العملات الرئيسية، وتراجع نمو السياحة بعد طالبت بعض الدول مواطنيها الموجودين فى الولايات المتحدة بتوخى اليقظة والحذر أثناء زيارتهم للمدن التى شهدت احتجاجات عنيفة.