اتهمت لجنة قطاع الطب البيطرى، المجلس الأعلى للجامعات بالموافقة على إنشاء كلية للطب البيطرى بجامعة المنوفية، رغم عدم وجود مبنى مخصص لها، بالإضافة إلى خطر إنشاء الكلية بمزرعة "طوخ طنبشا"، لما هو معروف عن تاريخ تلك المنطقة من انتشار وباء السل المعدى للإنسان، بجانب إعلان الكلية ضمن تنسيق الجامعات للعام الحالى، رغم رفضها لإنشاء الكلية وتحذيرها من خطورة ذلك.
وجاء بالمستندات، التى حصل "برلمانى" على نسخة منها، أن لجنة قطاع الطب البيطرى، تلقت خطابا من الدكتور أشرف حاتم أمين المجلس الأعلى للجامعات، لإعلامها بقراره بتشكيل لجنة من القطاع المختص لدراسة إمكانية بدء الدراسة بكلية الطب البيطرى بجامعة المنوفية، على أرض الجامعة بطوخ طنبشا، بعد تلقيه قرار الموافقة من مجلس الجامعة بإنشاء كلية للطب البيطرى.
وجاء تعليق لجنة قطاع الطب البيطرى، مؤكدا أن جامعة المنوفية لم تنفذ قرار عدم بدء الدراسة بالكلية إلا عقب تحقق القطاع من توافر كافة الإمكانات المادية اللازمة لبدء الدراسة، لافته إلى أن الأحداث التى مرت فى سياق إنشاء كلية الطب البيطرى أعطت انطباعا سلبيا نتيجة تهميش المجلس الأعلى للجامعات لدورها أو لجدوى وجود اللجنة كلجنة فنية استشارية له، وأن الإجراءات لم تسير فى المسار الصحيح والمتفق عليه، مشيرة إلى أنها تخلى مسئوليتها عن أى مشكلة تعليمية أو صحية أو غير ذلك، قد تطرأ مستقبلا بالكلية، مؤكده أنها تسجل ذلك لدى المجلس حتى لا تقع تحت طائلة المساءلة القانونية.
وأشارت لجنة القطاع البيطرى، إلى أن هناك 16 كلية للطب البيطرى تخرج أعداد كبيرة من البيطريين تزيد عن احتياجات سوق العمل، مؤكدة أن 4 كليات منهم يقعون فى محيط الكلية المقترحة، موضحة أن أسباب رفضها تضمنت أيضا عدم وجود مبنى منفصل للكلية، فى الوقت الذى أكدت فيه الجامعة أن لديها مزرعة كبيرة فى طوخ طنبشا بها محلب آلى وقطيع حيوانات، بمنطقة ساءت أوضاعها وأصيبت الحيوانات المتبقية بها فى الفترة الأخيرة بالسل المعدى للإنسان، مؤكدة أن استخدام موقع مؤقت للدراسة لن يؤدى إلى تخريج طبيب جيد، ولابد من بداية صحيحة بإنشائها على المنطقة التى خصصتها المحافظة للجامعة. ولفتت لجنة قطاع الطب البيطرى، إلى أن جامعة المنوفية لم تقدم دراسة جدوى لإنشاء الكلية، بجانب عدم وجود برنامج تعليمى لمرحلة البكالوريوس، الأمر الذى حال دون قدرة لجنة القطاع على تقييم الكلية الجديدة، موضحة أن قرارها بإنشاء الكلية كان من حيث المبدأ، وبناءا على موافقة الجامعة بعدم بدء الدراسة إلا بعد استكمال كافة المقومات الخاصة بالدراسة، ثم صدر قرار المجلس الأعلى للجامعات بإنشاء الكلية بالشرط نفسه.
وأكدت لجنة القطاع، أنها فوجئت بإدراج الكلية ضمن 25 كلية جديدة دخلت بتنسيق الجامعات العام الجارى، بعد موافقة المجلس الأعلى للجامعات على تقرير اللجنة المشكلة التى زارت جامعة المنوفية، رغم استمرار عدم تنفيذ الجامعة ملاحظات لجنة القطاع.
وطالبت لجنة قطاع الطب البيطرى، الدكتور أشرف الشيحى وزير التعليم العالى، والدكتور أشرف حاتم أمين المجلس الأعلى للجامعات بإجراء تحقيق فيما ورد من حيثيات بشأن إنشاء كلية الطب البيطرى جامعة المنوفية، لافته إلى أنها ستبنى رأيها على نتيجة التحقيق بالاستمرار فى أداء الدور الذى كلفت به أو الاعتذار عنه.
وقال الدكتور سامى طه نقيب البيطريين السابق، وعضو اللجنة التخطيطية، فى تصريحات خاصة لـ"برلمانى"، :" فى الأصل لا داعى لإنشاء هذه الكلية طالما فى نفس المحافظة كلية أخرى، ولا يمكن وضع كلية طب بيطرى معنية بالثروة الحيوانية، بمكان كان موبوءا قبل ذلك، والذى قد يعرض العودة بالإصابة، لذا فلما الإصرار على فتح الكلية؟ هل هو لفتح مناصب جديدة للأساتذة؟، نحن ندعم الكليات القائمة، وتعيين خريجيها".
وأكد "طه"، أنه عند عرض الأمر على اللجنة التخطيطية، تم رفض إنشاء الكلية، إلا أنه بعد دعوة الدكتور أشرف حاتم الأمين العام للمجلس الأعلى للجامعات، لعقد اجتماع بأعضاء اللجنة التخطيطية بقطاع الدراسات بقطاع الطب البيطرى، وافقت بعد مناقشات، رغم أنه لا داعى للكلية، خاصة أن سوق العمل فى الطب البيطرى متأزم.
من جانبه، أكد الدكتور معوض الخولى، رئيس جامعة المنوفية، أن اتهام لجنة قطاع الطب البيطرى ليس صحيحا، موضحا أن الكلية فى مبنى مستقل لكنها فى منطقة كلية الزراعة، مشيرا إلى أن مقرها بشبين الكوم وليست فى مزرعة طوخ طنبشه، مضيفا:" كما أن المنطقة التى أكدت اللجنة على وجود وباء بها، تم التخلص من القطيع المصاب منذ فترة، والجامعة تجرى تطهيرات للمكان باستمرار، ولن يتم إنشاء الكلية عليها".
وتابع الخولى،: تم تجهيز مبنى الكلية بالأجهزة الخاصة، ولم تأت لجنة القطاع من الأساس لها، إلا أن لجنة المجلس الأعلى للجامعات هى الأقوى، وتم تشكيلها من 3 رؤساء جامعات "الدكتور صلاح البنان، الدكتور عبيد صالح، وعلى شرف الدين"، وجميعهم أساتذة بالطب البيطرى، وعاينوا المعامل، وأكدوا أن الكلية ترقى لبدء الدراسة فيها هذا العام، وهذا لتخفيف العبء على الطلبة، واستيعاب عدد أكبر من الطلبة المتفوقين"، لافتا إلى أن أقرب كلية للطب البيطرى للمنوفية هى طب بيطرى كفر الشيخ والتى تبعد 65 كيلو عن شبين الكوم، ومدينة السادات أكثر من المسافة السابقة، والمنطقة تحتاج كليتين للطب البيطرى خاصة أنها تضم أغلب الثروة الحيوانية فى مصر.