كتب محمد مجدى السيسى
ترتفع وتيرة الأحداث داخل ائتلاف دعم مصر، ممثل الأغلبية تحت قبة البرلمان، كلما اقتربنا من توقيت إجراء انتخابات رئاسة الائتلاف، المقرر لها أن تكون قبل بدء دور الانعقاد الثانى وفقا لنص اللائحة الداخلية للائتلاف، وخلال الفترة الأخيرة انتقل الحديث عن المؤشرات والتوقعات من مربع الحديث عن ترشح أسماء بعينها، إلى إعلان البعض ذلك بشكل رسمى، ما يجعل المعادلة معقدة والمشهد أكثر سخونة، خاصة أنه قد ترددت معلومات داخل الائتلاف تؤكد أن شخصًا واحدًا سيعلن ترشحه فعلاء عبد المنعم المتحدث باسم ائتلاف دعم مصرقط، إلا أن التحركات الجارية تعكس احتمالية وجود مسار آخر.
آخر من حملوا المفاجآت فى هذا الإطار، النائب علاء عبد المنعم المتحدث باسم ائتلاف دعم مصر، الذى أعلن رسميًّا - فى تصريح لـ"برلمانى" - استعداده للترشح فى انتخابات رئاسة الائتلاف، مؤكّدًا أن هذه الخطوة مشروطة بعدم ترشح الدكتور أحمد سعيد نائب رئيس الائتلاف الحالى، معلّلاً ذلك بأن "سعيد" هو الأصلح لرئاسة الائتلاف، ومفسّرًا هذا الرأى بأنه مؤهل علميًّا وعمليًّا، إذ إنه حاصل على درجة الدكتوراة فى العلوم السياسية، وكان رئيسًا لحزب المصريين الأحرار فى فترة سابقة، وبهذا فإنه على دراية بالأطر التنظيمية للأحزاب وكيفية تفعيلها، على حد قوله.
من جانبهم، فسر مراقبون للمشهد السياسى حديث علاء عبد المنعم، بأنه لا يحمل إعلانا بترشحه لرئاسة الائتلاف، قدر ما هو إعلان دعم مباشر للدكتور أحمد سعيد نائب رئيس الائتلاف فى الانتخابات المقبلة، مؤكدين أن ما أعلنه المتحدث الرسمى هو حديث سياسى قد يُخفى فى طياته الرغبة فى إغلاق الباب مبكّرًا أمام من ينتوى الترشح فى مواجهة "سعيد"، رافعًا بذلك الحرج عنه، خاصة أن المتحدث الرسمى اختتم تصريحه بالقول: "طالبته بالترشح، وهو لم يمانع، لكنه يدرس الأمر".
وباتصال "برلمانى" بالدكتور أحمد سعيد نائب رئيس الائتلاف، لمعرفة موقفه بشكل واضح بعيدًا عن التكهنات، لم يسرد الرجل تفاصيل كثيرة، لكنه ظهر متحفّظًا على الأمر، لافتًا خلال حديثه إلى أنه سيحسم موقفه النهائى يوم السبت المقبل، معلّلاً ذلك برغبته فى دراسة الأمر بعناية، خاصة أن رئاسة ائتلاف بحجم "دعم مصر" ليست سهلة، ولكنها تحتاج إجابات على أسئلة كثيرة، منها لماذا يترشح؟ وما الذى يُمكنه تقديمه للائتلاف فى الفترة المقبلة؟
قد يفتح الحديث المقتضب للدكتور أحمد سعيد الباب أمام التوقعات المتصاعدة بترشحه، خاصة أن مصادر مقربة منه أكدت لـ"برلمانى" أنه يعكف منذ أيام على دراسة الأمر برمّته بشكل أكاديمى، وأنه يعد رؤية شاملة تتضمن خطوات حقيقية للوصول بالائتلاف إلى شكل مؤسّسى أكثر تنظيمًا، مشيرة إلى أنه سيعمل على جسّ النبض بعدها بين نواب الائتلاف، لمعرفة حجم الدعم المتوقع منهم، لينتهى بعد دراسة كل ذلك إلى حسم موقفه النهائى من الترشح.
فى السياق ذاته، لم يخرج طاهر أبو زيد الأمين العام للائتلاف ، من بورصة التوقعات للترشح لانتخابات رئاسة الائتلاف حتى الآن، فوفقًا للمشاهدات داخل الائتلاف، فإن الرجل يكثف من تواصله مع أعضاء بارزين بائتلاف الأغلبية إلى جانب عدد آخر من الشباب، دون إعلانه الرسمى عن ترشحه، ذلك إلى جانب ما كشفته مصادر عن أنه تحدث مع عدد من المقربين له عن نيته فى عقد مؤتمر صحفى لإعلان ترشحه حال حسمه لذلك.
وباتصال "برلمانى" بالنائب طاهر أبو زيد، الذى يؤدى فريضة الحج بالأراضى المقدسة حاليًا، قال نصًّا: "أنا فى مناسك الحج، والوقت غير مناسب لإعلان قرارى الآن"، ما يصب فى اتجاه المعلومات المترددة سابقًا عن نيته الترشح لرئاسة الائتلاف، ذلك لأنه لم ينف الأمر، وبسؤاله عما إذا كان قد قرر الترشح لرئاسة الائتلاف من عدمه، خاصة أن "أبو زيد" معروف بحسمه للأمور خلال تصريحاته، إما بالنفى الصريح أو أن الأمر موجود ضمن جدول أفكاره.
على جانب كل ذلك، يتبقى اللواء سعد الجمال، الرئيس المؤقت للائتلاف والعنصر الغامض فى اللعبة، حتى بعد محاولة "برلمانى" الاتصال به، إذ يؤدى فريضة الحج هو الآخر، إلا أن الرجل لم يعط إجابة واضحة، سواء بقراره الترشح أو عدمه، لكن المتوفر من معلومات أنه أجرى عددًا من الاتصالات بعدد من نواب قطاع الجيزة والصعيد مؤخّرًا، استعدادًا لدعمه حال حسمه للترشح فى انتخابات رئاسة الائتلاف.