كتب أحمد براء
وصف الدكتور عمار على حسن، الروائى والخبير فى علم الاجتماع السياسى أداء البرلمان فى دور الانعقاد الأول، بأنه "يليق بسُلْطة تميل إلى الانفراد بالقرار"، محذرًا من أن هذا الوضع يشكل خطرًا داهمًا على مصر.
وقال "حسن"، فى تصريحاتٍ لـ"برلمانى": "كان بوسع البرلمان، لو أنه يمثل كل فئات المجتمع من حيث توجهاتها ومصالحها؛ أن يكون مكانًا لصناعة السياسة بدلاً من موت السياسة فى المجال العام، وهو ما يجعل المشكلات والسخط والمطالب تتجه إلى الرئاسة مباشرة، ومنها إلى المؤسسة العسكرية التى صارت فى الواجهة".
وأضاف "حسن": "لقد عمل البرلمان، فى أغلبه، على إرضاء السلطة التفنيذية مُمَثَّلَة فى الرئيس والحكومة، أكثر من إرضاء الشعب صاحب السيادة والشرعية ومن انتخب مجلس النواب.. والقلة التى اختلفت مع هذا التوجه وأرادت أن تمارس دورها الحقيقى فى الرقابة والتشريع وتمثيل مصالح الناس؛ قُمِعَت بقسوة وبصورة مباشرة، وهو أشبه بالكوميديا السوداء".
وعن أداء الدكتور على عبد العال، رئيس مجلس النواب، قال الخبير فى علم الاجتماع السياسى: "إنه حالة صارخة لسوء الاختيار، فالسلطة التنفيذية تصورت أن رجلاً ضعيفًا فى هذا الموقع ميزة لها، لكن ها هو يشكل عبئًا عليها".
أبو حامد يرد: خالد يوسف مسافر أمريكا مع الرئيس يبقى فين القمع ده؟
فيما رفض النائب محمد أبو حامد، عضو ائتلاف "دعم مصر" تصريحات الدكتور عمار على حسن، قائلاً: "مجموعة القلة اللى بيتكلم عنها ارتكبت تجاوزات عديدة، سواء لائحية، أو تجاوز للأصول والمبادئ المتعارف عليها دوليًا فى التعامل مع المؤسسة التى ينتمى لها أى فرد، بالإضافة إلى تشكيكهم أكتر مرة فى الإجراءات التى يتبعها البرلمان وإيحاءهم بأن هناك تدليسًا فى عملية التصويت على مشروعات القوانين، وعلى الرغم من ذلك الدكتور على عبد العال لم يحولهم للجنة القيم".
وتساءل أبو حامد فى تصريحاتٍ لـ"برلمانى": "كيف يتعرضون للقمع ومنهم من يخرج ضمن الوفود الخارجية التى يحركها البرلمان؟!، ومؤخرًا الوفد المسافر مع الرئيس عبد الفتاح السيسى للولايات المتحدة الأمريكية، يضم النائب خالد يوسف عضو تكتل 25– 30، فين القمع ده؟!.. إحنا خلصنا من مظلومية الإخوان وجماعة الإسلام السياسى، ومع الأسف هندخل فى مظلومية تانية من نوعية معارضين يا إما تستجيب لأفكارهم الشاذة بنسبة 90% وغير العلمية، أو يطرحوا فرضية أنهم مظلومون، وزى ما كان الإخوان بيبتزوا المجتمع كله بالأفكار الدينية، المعارضة من النوع ده بتمارس نفس مظلوميتهم، وزى ما المواطن اكتشف أن معارضة الإسلام السياسى لم تكن إلا ستارا لمغازلة مشاعر المواطنين؛ هيكتشف قريبًا نوعية معينة من المعارضة لا فارق معاها مصالح الشعب".
واستنكر أبو حامد هجوم عمار على حسن على الدكتور على عبد العال، قائلاً: "لا أقبل هذا الحديث على الإطلاق، هذا تطاول صريح على المجلس وقيادته وإرادتنا كنواب، ظنًا ووهمًا أن اللى كان موجود أيام مبارك لسه موجود، وإننا بتجيلنا تليفونات تقول لنا انتخبوا مين وماتنتخبوش مين، الدكتور على عبد العال اِنْتُخِبَ بإرادة حرة، بأغلبية النواب ومنهم كُتَل معارضة، والرجل بذل مجهودات ضخمة لكى يستوعب المجلس فى ظروف صعبة جدًا، ولعب دورًا مهمًا فى عودة البرلمان لكل المحافل الدولية، وأى تطاول عليه هو تطاول على إرادة النواب وغير مقبول".
وأكد أبو حامد، أن الجلسة الأخيرة للبرلمان بدور الانعقاد الأول، شهدت توجّهًا لاتخاذ المجلس كل الإجراءات المتاحة فى إطار القانون والدستور لوقف مثل هذه التجاوزات غير المقبولة.