ينشر "برلمانى" النص الكامل لكلمة الرئيس عبد الفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، خلال الجلسة رفيعة المستوى حول الهجرة واللجوء، التى عقدت اليوم بالأمم المتحدة، مؤكدًا فيها أن مصر تعزز جهود التوعية بمخاطر الظاهرة، وأن القوات المسلحة المصرية تتصدى للمهربين بشكل دائم.
السيسي بالأمم المتحدة: الجيش المصرى يعمل للقضاء... من طرف youm7
وأوضح الرئيس أن مصر استقبلت 5 ملايين لاجئ، مشيرًا إلى أن إغلاق الحدود يخالف الاتفاقيات الدولية.. وجاءت كلمة الرئيس كالتالى:
السيد أمين عام الأمم المتحدة
السيدات والسادة رؤساء الدول والحكومات ورؤساء الوفود
اسمحوا لى فى البداية أن أحيى السيد السكرتير العام على عقد هذه الجلسة، وأن أثنى على الجهد المتميز الذى بُذل خلال الفترة الماضية للإعداد لما سيخرج عنها من نتائج هامة، لمعالجة قضية التدفقات الكبيرة وغير المسبوقة للهجرة واللجوء وما تفرضه من تحديات تجاه مجتمعاتنا.
السيدات والسادة
أود أن أعرض للجهود الوطنية لتعظيم الفوائد الإيجابية للهجرة ومكافحة تهريب المهاجرين، حيث وضعت الحكومة المصرية مسألة تطوير التشريعات ذات الصلة على رأس أولويات إستراتيجيتها الوطنية لمعاقبة مرتكبى تلك الجرائم وتعويض الضحايا، وصدر قانون مكافحة الاتجار فى البشر فى عام 2010، وجارى الانتهاء من قانون لمكافحة الهجرة غير الشرعية.
كما عززت مصر من جهود التوعية بمخاطر الهجرة غير الشرعية للشباب وإعادة تأهيل راغبى الهجرة والتعامل مع التحديات التى يواجهونها. كل ذلك بالإضافة إلى الجهود التى تبذلها قوات الأمن والقوات المسلحة لتأمين الحدود البرية والبحرية وإحباط محاولات تهريب المهاجرين والقبض على العصابات لاتخاذ الإجراءات القانونية ضدهم.
وانطلاقا من إيماننا القوى بأهمية العمل المشترك والتعاون لمعالجة جذور الأزمة، نحرص على المشاركة بفعالية فى المحافل الإقليمية والدولية ذات الصلة على المستويات العربية والأفريقية والأوروبية، وفى إطار المنظمات الدولية وعلى رأسها المنظمة الدولية للهجرة والمفوضية السامية لشئون اللاجئين. ونؤكد دائما فى إطارها على محورية البُعد التنموى والبعد عن سياسة غلق الحدود واحترام حقوق الإنسان للمهاجرين وتوفير الحماية لهم بما يتفق والالتزامات الدولية.
السيدات والسادة
تتحمل مصر انطلاقاً من التزامها الدائم بمسئولياتها منذ تفجر قضية اللجوء أعباء استضافة أعداد ضخمة من اللاجئين والمهاجرين من مختلف الجنسيات بلغ عددهم ما يقرب من خمسة ملايين لاجئ ما بين مسجلين وغير مسجلين، ونعمل على توفير سبل المعيشة الكريمة لهم دون عزلهم فى معسكرات أو ملاجئ إيواء، ويتمتع العديد منهم بمعاملة متساوية للمواطنين المصريين فى خدمات التعليم والصحة والسكن والاستفادة من منظومة الدعم السلعى أسوة بالمواطنين رغم العبء الكبير على الموازنة العامة للدولة.
ولعلنا نتفق جميعاً أن مكافحة الهجرة غير الشرعية ينبغى أن تكون على رأس أولوياتنا الدولية، ولنتفق أيضا انه لا سبيل لوقف تدفقات الهجرة غير الشرعية إلا بمعالجة جذورها الرئيسية وفتح مزيد من قنوات الهجرة الشرعية وتطوير أنماط جديدة لها، والتوصل لحلول سياسية للأزمات التى تشهدها دول المنطقة، وليس من خلال الحلول الأمنية وغلق الحدود بالمخالفة لاتفاقية 1951 الخاصة بوضعية اللاجئين والقانون الدولى لحقوق الإنسان .
السيدات والسادة
إن الإدارة الجيدة للهجرة تعود بالنفع على دول المصدر والمعبر والمقصد، فهى تسهم فى تلبية احتياجات أسواق العمل ودعم جهود التنمية وخلق فرص استثمارية وفتح أسواق جديدة، غير أننا نرصد بمزيد من القلق ظاهرة كراهية الأجانب والتمييز العنصرى ضد اللاجئين والمهاجرين التى تتصاعد وتيرتها فى العديد من مناطق العالم، وبدأت تظهر فى شكل ممارسات سلبية وعنيفة، تتخذها بعض الحكومات مثل مصادرة الأملاك، أو على المستويات الشعبية مثل استهداف الجماعات المتطرفة للأطفال والقصر من اللاجئين، وكذا تزايد الرفض المجتمعى لاستقبال اللاجئين وإدماجهم فى المجتمعات المستقبلة والتقاعس عن تقديم سبل الرعاية والخدمات الأساسية.
السيد الأمين العام
نُثمن غالياً جهودكم لدفع الزخم الدولى لتناول قضايا الهجرة واللجوء، ونرحب بالجهود الجارية من أجل صياغة وإصدار العهدين الدوليين حول اللاجئين والهجرة، وندعوكم إلى بذل المزيد من الجهد لتعزيز العمل المشترك وتشجيع الحوار بين الدول حول الهجرة والتنمية وتقاسم الأعباء والمسئوليات وتطوير رؤية موحدة وموقف قوى لتوفير حياة كريمة لهؤلاء اللاجئين والمهاجرين واحترام حقوقهم وكرامتهم الإنسانية، ومعالجة الأسباب الرئيسية التى تؤدى بالبشر إلى الهجرة والنزوح واللجوء مما يجعلهم فريسة فى أيدى عصابات الجريمة المنظمة. فقد آن الأوان لتنسيق العمل الدولى لاسيما وأننى ألمس رغبة حقيقية للاستفادة من هذا الزخم والبناء عليه.
وختاما، أجدد وأؤكد التزام مصر بدعم جهود التعامل مع قضايا اللجوء والهجرة، وأدعوكم جميعا لتعزيز التعاون لدعم جهود التنمية والتوصل إلى حل للصراعات السياسية فى المنطقة، حتى لا يضطر البشر إلى النزوح من أوطانهم بحثا عن الأمان أو لنيل حقهم فى الحياة.