كتب محمد طنطاوى
من جديد تحاول وزيرة التضامن الاجتماعى، الدكتورة غادة والى، إيهامنا بأن قرار إلغاء سفرها إلى المكسيك على الخطوط الجوية البريطانية، للمشاركة فى ندوة حول سياسات الحماية الاجتماعية، مرتبط بعدم حصول مساعدتها ومديرة برنامج "تكافل وكرامة"، الدكتورة نيفين القباج، على تأشيرة الترانزيت لبريطانيا، وليس سفرها على الدرجة الاقتصادية، وطلبها السفر على درجة رجال الأعمال.
الوزيرة أرسلت بيانا عبر المستشارة الإعلامية للوزارة، قالت فيه: "المعلوم لدى الجميع أن إنجلترا منذ أكثر من 3 أشهر تلزم ركاب الترانزيت بالحصول على الفيزا، وهذه التعليمات المشدّدة للسفر موجودة على موقع السفارة والشركة التى تتولى استصدار الفيزا لبريطانيا تعلق هذا المنشور فى مقرها، وعند الاتصال بها تبلغ الراغبين فى السفر عن طريقها كترانزيت إلى دولة بضرورة استصدار فيزا خاصة بها".
كما أضافت المستشارة الإعلامية فى ردّها، أن الوزيرة غادة والى اضطرت لتغيير سير الرحلة لميونخ بألمانيا، ثم مكسيكو سيتى، بدلاً من لندن، نظرًا لعدم وجود تأشيرة دخول إلى بريطانيا لدى الدكتورة نيفين القباج مساعدة الوزيرة ومديرة برنامج تكافل وكرامة، والتى كانت ترافقها، وقد تدخل السفير المكسيكى لدى القاهرة لتغيير التذاكر عبر ألمانيا.
بالرجوع إلى موقع السفارة البريطانية بالقاهرة، اكتشفنا أن ما جاء فى بيان المستشارة الإعلامية ما هو إلا محاولة للتستر والتغطية على حقيقة رفض الوزيرة السفر على الدرجة الاقتصادية، ولذلك طلبت تغيير السفر من الشركة البريطانية إلى شركة لوفتهانزا الألمانية، فموقع السفارة أشار إلى إعفاء المسؤولين الحكوميين، وتحديدًا الوزراء، من تأشيرة الدخول إلى بريطانيا أو الترانزيت إذا كانوا فى مهمة رسمية، ووفقًا للبيانات الصادرة عن وزارة التضامن فإن الوزيرة من المفترض أنها فى مهمة رسمية، ومن ثمّ فإنها ليست مطالبة هى ومساعدتها بالحصول على تأشيرة الدخول إلى بريطانيا.
المهمة الحكومية تعفى المسؤول من تأشيرة دخول بريطانيا
وبخلاف أنها وزيرة، فإن قواعد الحصول على تأشيرة ترانزيت لا تنطبق على حالة الوزيرة غادة والى ومساعدتها، ووفقًا لما هو مكتوب على موقع السفارة فإن الترانزيت فى أحد مطارات بريطانيا ليس بحاجة لتأشيرة، إذا كان الوصول والسفر عن طريق الطيران، وأن يكون لديهم تأكيد بالوصول ومغادرة المطار فى اليوم نفسه، وأن تكون لديهم تأشيرة دخول للدولة المتجهين إليها، وهو ما ينطبق على حالة سفر الوزيرة ومساعدتها، إذ إن غادة والى لن تغادر المطار وكل ما فى الأمر أنها ستبقى ترانزيت لعدة ساعات تغادر بعدها إلى مكسيكو سيتى، وهو ما يؤكد أن ما صدر عن المستشارة الإعلامية لوزيرة التضامن لا علاقة له بالحقيقة مطلقًا .
قواعد الحصول على الفيزا لا تنطبق على الوزيرة ومساعدتها
وحاول "برلمانى" التأكد مرة أخرى من سلطات المطار، إذ نفى مصدر مسؤول بمطار القاهرة الدولى ما ادّعته وزيرة التضامن الاجتماعى من إلغائها لسفرها بسبب عدم وجود تأشيرة دخول إلى بريطانيا فى طريق رحلتها إلى المكسيك، وقال المصدر إنه من المعروف ومتاح للجميع السفر إلى دولة المقصد عن طريق النزول "ترانزيت" فى أى دولة فى العالم، حسب القوانين الدولية المنظمة للطيران، دون الحاجة إلى تأشيرة دخول لدولة الترانزيت، إلا فى حالة الخروج من المطار، وأوضح المصدر أنه تم تحرير مذكرة بواقعة وزيرة التضامن يفيد إلغاء الوزيرة لسفرها اعتراضًا على حجز مقعد اقتصادى لها فى الطائرة المتجهة إلى لندن وليس كما ادعت حاجتها أو حاجة مرافقتها لتأشيرة دخول بريطانيا.
ولفت المصدر، إلى أن مبررات الوزيرة التى ساقتها لا أساس لها، بدليل وجود الحجز على متن الطائرة، ومن المعروف أنه لا يمكن تأكيد الحجز إلا إذا كانت جميع الإجراءات سليمة، ولو كان يلزم وجود التأشيرة لرفضت الخطوط البريطانية تأكيده.
كما أكدت مصادر دبلوماسية، أن حالة سفر الوزيرة إلى المكسيك والترانزيت فى لندن لا تحتاج لتأشيرة دخول، بل على العكس ووفقاً للقوانين البريطانية، إذا كانت الوزيرة أو مساعدتها يحملان التأشيرة الأمريكية فمن حقهما الحصول على تأشيرة دخول لبريطانيا لمدة 24 ساعة شريطة أن تكون مدة الترانزيت أكثر من 6 ساعات .