لشبونة- محمد الجالى
عقد الرئيس عبد الفتاح السيسى، ظهر الاثنين، جلسة مباحثات مع "أنطونيو كوستا"، رئيس وزراء البرتغال، وحضر من الجانب المصرى وزراء الخارجية سامح شكرى، والتجارة والصناعة طارق قابيل، والاستثمار داليا خورشيد، ومن الجانب البرتغالى وزراء الخارجية، والدفاع، والتخطيط والبنية التحتية، إضافة إلى سفيرى البلدين فى القاهرة ولشبونة.
وفى هذا الإطار، قال السفير علاء يوسف، المُتحدث الرسمى باِسم رئاسة الجمهورية، إن الرئيس استهل المباحثات بالإعراب عن سعادته بزيارة لشبونة، وتقديره لما لاقاه من دفء وترحاب من الجانب البرتغالى، بما يعكس عُمق أواصر الصداقة والروابط التاريخية التى تجمع بين البلدين.
وأعرب الرئيس عن حرص مصر على الدفع قدمًا بعلاقاتها مع دول الاتحاد الأوروبى، وفى مقدمتها البرتغال، أخذًا فى الاعتبار المصالح المشتركة التى تربط بين الجانبين، لا سيما فى ضوء ما تتعرض له منطقة الشرق الأوسط من تحديات، ما يتطلب تعزيز التعاون بين دول جنوب المتوسط وشماله، من أجل التغلب عليها.
وأكد الرئيس السيسى، على أهمية تعزيز التعاون الاقتصادى بين البلدين، مشيرًا إلى أن حجم التبادل التجارى لا يتناسب مع ما يجمع بين البلدين من علاقات سياسية متميزة، وأشار إلى وجود آفاق رحبة لتعزيز التعاون الاقتصادى والتجارى بين مصر والبرتغال، وإلى اتفاقيات التجارة الحرة التى تربط مصر بالعديد من التجمعات، ومنها الميركسور بأمريكا الجنوبية، فضلاً عن الجهود التى تقوم بها مصر لتطوير وتحديث الصناعة، وإنشاء المدن والمناطق الصناعية الجديدة والقرى الذكية، ودور هذه الخطوات فى دعم الاقتصاد.
كما أشار الرئيس إلى إمكانية استفادة الشركات البرتغالية من موقع مصر الاستراتيجى، ولا سيما منطقة قناة السويس، لتصدير منتجاتها إلى الأسواق فى العالم العربى وأفريقيا.
وأضاف المُتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، أن رئيس الوزراء البرتغالى أنطونيو كوستا، رحب بزيارة الرئيس السيسى إلى لشبونة، مشيرًا إلى أنها تمثل خطوة مهمة نحو تعزيز العلاقات بين البلدين، وأعرب "كوستا" عن حرص بلاده على تطوير وتنمية العلاقات التى تجمعهما، مشيرًا إلى أهمية عقد اللجنة المشتركة بين البلدين، لا سيما فى ضوء إمكانات التعاون الكبيرة المتاحة.
وأشاد "كوستا" بالقرارات الاقتصادية الأخيرة التى اتخذتها الحكومة المصرية، مشيرًا إلى اهتمام العديد من الشركات البرتغالية بالعمل فى مصر، وخاصةً فى مجالات البنية التحتية، والإنشاءات، والطاقة المتجددة، وذلك فى ضوء المشروعات الكبيرة التى تنفذها مصر فى الوقت الراهن، فضلاً عن تعزيز التعاون فى مجال النقل البحرى وتشغيل وإدارة الموانئ.
وأشار المتحدث الرسمى إلى أن المباحثات تناولت سُبل تطوير التعاون الثنائي في العديد من المجالات، لاسيما فى القطاعات الاقتصادية والتجارية.
وتطرقت المباحثات إلى مستجدات الأوضاع فى منطقة الشرق الأوسط، حيث تم التأكيد على أهمية تعزيز الجهود الدولية من أجل التوصل لتسويات سياسية للأزمات القائمة بالمنطقة.
وتم خلال المباحثات التشاور أيضاً حول سبل تعزيز التعاون بين البلدين فى مجال مكافحة الارهاب والتطرف، بالإضافة إلي زيادة التنسيق فيما يتعلق بآليات التعاون الأورومتوسطى وعلى رأسها الاتحاد من أجل المتوسط، إلى جانب القضايا الأفريقية باعتبارها أولوية متقدمة ونقطة التقاء هامة لسياسة البلدين الخارجية، مع طرح إمكانية تفعيل التعاون الثلاثى بين البلدين فى إفريقيا.