أكدت وزارة الصحة والسكان أنها تولي أهمية قصوى لمكافحة العدوى بفيروس نقص المناعة البشري المسبب لمرض الإيدز وتقديم الرعاية للمصابين بهذا الفيروس في مصر ، مشيرة إلى أنه تم إنشاء البرنامج الوطني للإيدز عام 1986 ومنذ ذلك الوقت وضعت العديد من الخطط الإستراتيجية التي تهدف إلى الحفاظ على معدل الانتشار المنخفض وتقليل معدلات الإصابة والوفاة المتعلقة بالعدوى بفيروس الإيدز ورعاية ودعم المتعايشين مع الفيروس وذويهم.
وكشف بيان رسمى صادر عن الوزارة عن أعداد المصابين منذ عام 1986 حتى الآن، حيث بلغ عدد المصابين التراكمي 8437 مصاب (جميع الحالات المسجلة منذ 1986 - أحياء ووفيات) حتى نوفمبرعام 2016 ، منهم 6882 متعايش على قيد الحياة بنهاية نوفمبر 2016 ، حوالي 82% من المصابين من الرجال و18% من السيدات ، وأكثر من 75% من المصابين في الفئة
العمرية من 15 إلي 50 سنة.
وتماشيا مع إستراتيجية تسريع المسار والقضاء علي الإيدز كمشكلة تهدد الصحة العامة بحلول عام 2030، فقد قام البرنامج الوطني للإيدز بوزارة الصحة والسكان بوضع الإطار الإستراتيجي 2015 –2020 من خلال أربعة إطارات ، الإطار الأول وهو الوقاية ، والإطار الثاني ويتمثل في الفحص والعلاج والرعاية ، والإطار الثالث وهو تهيئة البيئة الداعمة ومكافحة الوصم والتمييز ، فيما يتمثل الإطار الرابع في التنسيق والإدارة ويتم التركيز على الحد من الحواجز للوصول للخدمات الصحية للمرضى.
أكد الدكتور عمرو قنديل رئيس قطاع الشئون الوقائية والمتوطنة إن الإيدز لا ينتقل عن طريق المعايشة اليومية مع المصابين مثل المصافحة ومشاركة الطعام ومشاركة الملابس ، وأماكن العمل ،وحمامات السباحة ، دورات المياه ، المواصلات ، العرق ، العناق ، التقبيل ، ولا ينتقل عن طريق لدغ الحشرات ، ولا يوجد أى داع لعزل المصابين بالإيدز بدون مبرر طبى.
و تتشابه تلك الطرق مع طرق العدوى بفيروس الإلتهاب الكبدى بي وسي (B,C) والعدوي المنقولة جنسيا مثل السيلان والزهري وغيرها, مما يجعل الإلتزام بإجراءات مكافحة العدوى المطبقة كافى للحد من إنتقال العدوى بفيروس نقص المناعة البشرى الإيدز داخل المنشآت الصحية.
من جانبه قال الدكتور علاء عيد رئيس الإدارة المركزية للشئون الوقائية إن البرنامج القومي لمكافحة الإيدز يتبني هذا العام شعار " منع الوصم بالمرافق الصحية ودعم مجهودات الوقاية" ، وقد قام القطاع الوقائي بوزارة الصحة بتعميم العديد من المنشورات والتنبيه المشدد على جميع المنشآت الصحية بضرورة تقديم كافة الخدمات الطبية التى يحتاجها المصابين بفيروس نقص المناعة البشرى"الإيدز" الذين يترددون على تلك المنشات فى إطار من السرية والمساواة مع باقى المرضى للحفاظ على صحة وحياة المصابين بالفيروس ومنع حدوث مضاعفات أو وفاة نتيجة للتقاعس عن تقديم الخدمة لهم وضرورة الإلتزام التام بتطبيق إجراءات مكافحة العدوى طبقا للدليل القومى فى هذا الشأن حيث أن حق الحصول على الرعاية والعلاج مكفول قانونا لكل المواطنين طبقا لنص المادة (18) من الدستور المصرى بدون تمييز لأى سبب ومن يخالف ذلك يعرض نفسه للمساءلة، ولا يوجد نص قانونى أو لائحة تحول بين وصول المصابين بالإيدز لجميع الخدمات الصحية المتاحة بالوزارة.
ويقوم البرنامج بتحديث وإطلاق السياسة الوطنية لمنع الوصم والتمييز تحت شعار "التخلص من الوصم والتمييز داخل المنشآت الصحية" ، وذلك تضامنا مع الشعار العالمي للإحتفالية الخاصة باليوم العالمي للإيدز 2016 لدعم كرامة وحقوق المصابين بفيروس نقص المناعة البشري والإيدز ودعم الخدمات الصحية التي تقدم لهم.
في السياق ذاته قال الدكتور محمد جنيدي مدير عام الإدارة العامة لمكافحة الأمراض المعدية ، إن مصر تعتبر دولة ذات معدل إنتشار منخفض جدا للإصابة (أقل من 0.01 %) وهو ما تؤكده بيانات منظمة الصحة العالمية والأمم المتحدة للإيدز.
من جانبه قال الدكتور وليد كمال مدير البرنامج الوطني لمكافحة الإيدز إن البرنامج يقوم بتوفير العلاج بالأدوية المضادة لفيروس نقص المناعة البشري لكل من يحتاجها من المتعايشين طبقا للدليل الوطني للرعاية والعلاج بمعدل تغطية 100% من المتعايشين المسجلين.
كما يتم صرف العلاج لعدد 2940 مصاب في نوفمبر 2016 ،وقد تم زيادة عدد مراكز تقديم الرعاية الإكلينيكية وصرف العلاج إلي 13 مركز بمحافظات مختلفة ومركز خاص باللاجئين.
إضافة إلى ذلك ، يتم تنفيذ برنامج وقاية الطفل من أم مصابة لجميع السيدات الحوامل المصابات بالفيروس ونجح البرنامج في تحقيق
نسبة 100% لوقاية الأطفال منذ عام 2014.
كما يقوم البرنامج بتوفير حزمة من خدمات المعلومات والمشورة الصحية والاختبار المعملي من خلال عدد 23 مركز للمشورة والفحص الاختياري بعدد 17 محافظة في إطار من السرية والخصوصية التامة بالإضافة إلي خدمات الإحالة للمصابين ولمراكز التأهيل.
ويعتبر الإيدز من الأمراض التي يمكن ان تنتقل عن طريق الدم أو الجنس ويأتي كنتيجة للعدوي بفيروس نقص المناعة البشري ، وتتلخص طرق العدوي في العلاقات الجنسية مع شخص مصاب بالفيروس ، و تبادل الدم الملوث بالفيروس أو مشاركة الأدوات والمحاقن الملوثة بالفيروس ، كذلك نقل العدوى من الأم المصابة بالعدوى إلى الجنين أو الطفل أثناء الحمل أو الولادة أو الرضاعة الطبيعية.