ألقى المهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، كلمة اليوم الأربعاء، فى افتتاح المؤتمر الوطنى الأول لعلماء وخبراء مصر فى الخارج، الذى يعقد تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، بمدينة الغردقة خلال يومى 14 و15 ديسمبر الجارى، بمشاركة نخبة من علماء مصر وخبرائها فى الخارج والداخل، وطلاب مصر المتفوقين، وبحضور عدد من الوزراء، ومحافظ البحر الأحمر، وممثلى الجهات والهيئات ذات الصلة.
وجاءت نص كلمته كالآتى:
أود فى مستهل كلمتى فى افتتاح المؤتمر الوطنى الأول لعلماء مصر بمدينة الغردقة، أن أنقل إليكم تحية تقدير وإعزاز من الرئيس عبد الفتاح السيسى وتمنياته لكم بالتوفيق والسداد فى هذا الحشد المتميز، وأن يبلغ مؤتمركم الأول غاياته المأمولة، والتى نتطلع إليها جميعًا.
وأوضح أن مصر حكومة وشعبًا ترحب بكم جميعًا فى وطنكم الأم، الذى كان ومايزال يفخر بأبنائه المغتربين، بتميزهم وتفوقهم فى مجالات شتى، يُضرب بهم المثل ويعطون القدوة ويمنحون الالهام للكثيرين من طلابنا المتفوقين، الذين أسعد بتواجدهم معنا فى هذا المؤتمر.
يقينا فإن مشاركتكم الكريمة وتلبيتكم للنداء الوطنى فور تلقيه، لهى موضع فخر واعتزاز منا جميعًا، ومن شأنها أن تولد زخمًا من علمكم وجهدكم وخبراتكم المتميزة، فى آليات البناء والتحديث التى تدور رحاها ليلاً ونهارًا بأرضنا الطيبة، دون هوادة أو كلل أو ملل، رغم الصعوبات الكثيرة والتحديات الجمة التى نواجهها دائمًا وأبدًا بلا خوف أو جزع، عازمين على أن الصواب وحده غايتنا ابتغاء مصلحة هذا الوطن، وثقة فى وعى شعبه وتحضره وتفهمه للصعوبات الراهنة فى تلك المرحلة الفارقة / من تاريخه.
إن مؤتمركم هذا ليحمل فى ثناياه رسالة إلى الجميع، مؤداها أن تلك المرحلة الدقيقة التى تمر بها مصر، لتستوجب منا جميعًا نحن أبناء الوطن فى الداخل والخارج أن تتضافر جهودنا سوياً، كى يعضد بعضها بعضًا، سعيًا لترسيم سياسات فاعلة، واقتراح حلول ناجحة لمشكلات مزمنة أو قديمة، يعانى منها مجتمعنا من تراكمات لعقود خلت لا مجال للحديث عنها أو عن أسبابها الآن، وإننا نتطلع لأفكاركم وإسهاماتكم التى هى بلا شك ثمرة علم دؤوب وعمل مثمر، لكى نستطيع معًا بروح واثقة وخطى ثابتة المضى قدمًا على طريق المستقبل المنشود، كى يأتى يوم نترك فيه لأجيالنا القادمة ما يجعلهم يفخرون بأسلافهم.
تعلمون جميعاً أن مصر تمتلك إمكانيات واعدة حضارياً وتاريخياً وجغرافياً، وتعتز كثيراً بقاعدتها البشرية المتميزة، فالشباب هو قوامها الرئيسى، وخبرات أفرادها ومؤسساتها بالغة العراقة والكفاءة، فضلاً عن علاقات إقليمية ودولية طيبة تعزز آمال السلام وثقافة التعاون الدولى، وتواجه أخطار العنف والإرهاب بلا هوادة.
ولقد تبدى عزم مصر الأكيد وتصميمها الذى لا يلين على اقتلاع جذور الخطر الداهم، الذى يسعى للنيل من استقرارنا، وذلك خلال الأحداث الأخيرة، والتى كان أخرها تلك الفاجعة التى تعرضت لها الكنيسة البطرسية، وسقط خلالها شهداء وجرحى من أبنائنا، إن مثل تلك الأحداث لم ولن تفت من عضدنا، بل ستزيدنا إصراراً وعزيمة، على اقتلاع جذور الإرهاب وتجفيف منابعه، كل هذا وكثير غيره من شأنه أن يجعل من أفكاركم البناءة رافدًا يُفضى فى نهر العمل الممتد من أقصى مصر إلى أدناها، بمشروعات عملاقة وأخرى متوسطة وصغيرة، تلبى الاحتياجات وتوفر فرص عمل لمئات الآلاف من شعبنا.
إن الحكومة تعد هذا المؤتمر بمثابة تكئة نرتكز عليها جميعًا لتعظيم إسهاماتكم القيمة فى تلك المشروعات الكبرى ومن أهمها مشروع تنمية محور قناة السويس، والذى سيحظى بالجانب الأكبر من الاهتمام فى مناقشات هذا المؤتمر.
إن الدولة خطت خطوات هامة فى مجال تنفيذ مشروعات محور تنمية منطقة قناة السويس، بحفر القناة الجديدة، والبدء فى الأنفاق التى تصل بين سيناء والدلتا، وإنشاء المنطقة الاقتصادية وإنشاء الطرق بالمنطقة وغير ذلك.
وتطلع الدولة لأن تجعل منطقة قناة السويس، مركزًا دافقًا لصناعات حديثة ومتطورة، لتلبية احتياجات الأسواق المحلية والمحيطة والأسواق العالمية، كما أن الأمل معقود على أن توفر تلك المنطقة بمشروعاتها المستقبلية الآلاف من فرص العمل لتسهم، جنباً إلى جنب مع مشروعات أخرى، فى تخفيف وطأة مشكلة البطالة وتحسين مستوى المعيشة لأبناء الشعب المصري.
إن الحكومة على ثقة بأن هذا المؤتمر يمثل فرصة سانحة، للتفاعل الإيجابى المنشود بين علماء وشباب مصر من ناحية، والقائمين على أمر مشروعاتها القومية من ناحية أخرى بما يحقق الأهداف المرجوة، وان هذا التضافر يشد من أزر الوطن، ويمهد الطريق للمزيد من التقدم والنماء، فلن يبنى مصر إلا سواعد أبنائها، فمصر التى ساهمت على امتداد حقب التاريخ بقوة فى بناء الحضارة الإنسانية، لتتطلع إلى علمكم وجهدكم يا أبناء مصر بالخارج والداخل، أن تتبوأ مجددًا بعون الله وتوفيقه مكانتها التى تليق بها الآن ومستقبلاً.