افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسى صباح اليوم، الخميس، عددا من المشروعات القومية فى مجالات الطرق والإسكان والمياه، وعلى رأسها محور "روض الفرج-الضبعة"، وهو أحد المشروعات العملاقة التى تنفذها الدولة، حيث يهدف إلى ربط محافظة القاهرة بمحافظة مطروح، ويساهم فى تسهيل عبور الناقلات والمواطنين وخلق مناطق تنمية واستثمار وتقليل زمن الرحلات، وسيكون جزءاً من محور "الزعفرانة-مطروح"، الذى يربط بين البحر الأحمر والبحر المتوسط.
كما افتتح الرئيس عن طريق الفيديو كونفرانس مشروع الإسكان الاجتماعى بمدينة سفاجا، ومشروع مياه الصرف الصحى بالقصاصين فى الإسماعيلية، ومحطة تحلية المياه فى مطروح، بالإضافة إلى عدد كبير من مشروعات الطرق والكبارى فى مختلف أنحاء الجمهورية.
وعرض كل من الدكتور مصطفى مدبولى، وزير الإسكان، والدكتور جلال السعيد وزير النقل، واللواء كامل الوزير رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بعرض ما تم إنجازه من مشروعات خلال الفترة الماضية، حيث قدم وزير الإسكان شرحاً لأهم المشروعات التى تنفذها الوزارة للمساهمة فى تحقيق العدالة الاجتماعية وتوفير المسكن الملائم لجميع فئات المجتمع من خلال مشروعات الاسكان الاجتماعى والمتوسط فى المحافظات المختلفة.
وأوضح الدكتور مصطفى مدبولى، أنه تم التخطيط لتنفيذ 490 ألف وحدة سكنية، حيث تم الانتهاء من 194 ألف وحدة منها، وجارى تنفيذ 296 ألف وحدة مخطط الانتهاء من تنفيذها خلال عام 2017، وتم طرح 82 ألف وحدة سكنية جديدة، منها 34 ألف وحدة بالمدن الجديدة و48 ألف وحدة بالمحافظات، موضحاً أن معدلات تنفيذ مشروعات الإسكان غير مسبوقة ولم تشهدها مصر خلال الأربعين عاماً الماضية.
وأكد الوزير على تنفيذ تعليمات الرئيس بتوفير وحدات سكنية لكل من تقدم وتنطبق عليه الشروط، مشيراً إلى المحاور الجديدة للتسهيلات فى الحجز والتعاقد التى أقرتها الحكومة بالتنسيق مع البنك المركزى، وما يواجه المشروع من تحديات من خلال فروق الأسعار الناتجة عن سعر الصرف والضريبة المضافة وتعويضات المقاولين.
وفى هذا الشأن، أكد الرئيس على التزام الدولة بتحمل فروق الأسعار الناتجة عن سعر الصرف فى إطار حرصها على تخفيف العبء على المواطنين، ولاسيما محدودى الدخل، نتيجة القرارات الاقتصادية الأخيرة.
ثم استعرض وزير الإسكان مشروعات تطوير المناطق العشوائية فى المحافظات المختلفة، حيث أكد الرئيس على ضرورة الانتهاء من تطوير العشوائيات وتحويلها لمناطق آمنة بحلول منتصف 2018، مؤكدا أن العمل والنجاح، الذى يتحقق فى ملف تطوير المناطق غير الآمنة، يؤكد للشعب المصرى أن جميع الأزمات والمشكلات يمكن حلها عن طريق الإرادة والعمل، وأن مواجهة الإرهاب تتطلب بجانب الجهد الأمنى والعسكرى تغييرا لحياة الناس إلى الأفضل وتطويرا لمستوى معيشتهم، خاصة فيما يتعلق بالفئات الأكثر احتياجا.
وأشار الرئيس إلى أن اضطلاع الدولة بإقامة مشروعات ضخمة يهدف لتلبية احتياجات الشعب بالرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة، وهو الوضع الذى دفعنا لمواجهة مصيرنا باتخاذ قرارات اقتصادية جريئة تهدف لعلاج الاختلال الهيكلى للاقتصاد المصرى، وإيقاف التآكل المستمر فى ميزانية الدولة لزيادة وتطوير الإنفاق العام على الصحة والتعليم والمرافق والبنية التحتية، مؤكداً ثقته فى أننا جميعا قادرون على وضع مصر فى المكان الذى تستحقه.
وفى مجال تطوير الطاقات الإنتاجية لمشروعات مياه الشرب والصرف الصحى، أوضح وزير الاسكان أنه تم إضافة 6 ملايين م3/يوم، ومعالجة 2 مليون م3/يوم من مياه الصرف الصحى خلال الفترة من 2014 إلى 2016 بقيمة حوالى 29 مليار جنيه، حيث تم الانتهاء من 424 مشروع مياه شرب وصرف صحى، منها 136 مشروع لمياه الشرب لخدمة 13.5 مليون نسمة، و61 مشروع صرف صحى داخل 227 قرية.
كما استعرض وزير الإسكان مشروعات اقامة تجمعات عمرانية فى غرب النيل بكل من بنى سويف والمنيا وأسيوط وقنا فى ضوء شبكات الطرق والمحاور القومية الجديدة، وتم عرض فيلم تسجيلى لمخطط إنشاء مدينة "ناصر" غرب النيل بمحافظة أسيوط لتكون متكاملة المرافق والخدمات، وقد وجه الرئيس فى هذا الإطار بضرورة ربط المدن الجديدة بالصعيد من خلال شبكة طرق، وبناء كبارى تربط بين شرق وغرب النيل.
وأكد الرئيس، على ضرورة تسلم المواطنين للتراخيص الكاملة عند تسلمهم قطع الأراضى المخصصة لهم، مشددا على دور هيئة الرقابة الإدارية فى الإشراف على جميع المشروعات قبل إنشائها بما يضمن عدم وجود مخالفات من أى نوع والتأكد من سلامة جميع الإجراءات القانونية والمالية المتعلقة بتلك المشروعات.
ووجه الرئيس بقيام مساعد رئيس الجمهورية للمشروعات القومية والاستراتيجية بمراجعة الموقف بالنسبة للأراضى الصحراوية الواقعة بعمق 2 كيلو مترا على جانبى الطرق الجديدة.
واستعرض الدكتور جلال مصطفى سعيد، وزير النقل، جهود الوزارة فى تنفيذ المشروع القومى للطرق وتطوير شبكتها الرئيسية، وكذلك مشـروعات الكبارى أعلى النيل وفروعه.
وشدد الرئيس على ضرورة توفير كافة الخدمات على الطرق الجديدة التى يتم افتتاحها، وخاصة تكثيف التواجد الأمنى ومحطات الخدمة والرسوم، مشيراً إلى أن تحصيل الرسوم على الطرق الجديدة لا يهدف للربح وإنما لصيانة هذه الطرق بهدف الحفاظ عليها فى حالة جيدة باستمرار.
وعرض اللواء كامل الوزير، رئيس الهيئة الهندسية، إسهامات القوات المسلحة فى دعم قطاعات الدولة فى مجالات التنمية الشاملة من خلال تنفيذ العديد من المشروعات فى مجالات الطرق والكبارى والإسكان وتحلية المياه فى مختلف المحافظات، وذلك بالتعاون مع أكثر من ألف ومائة شركة مصرية وطنية تستخدم عمالة مباشرة وغير مباشرة تقدر بأكثر من مليونى مهندس وفنى وعامل.
واستفسر الرئيس من رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة عن ترميم الكنيسة البطرسية بالعباسية بعد الحادث الإرهابى، الذى تعرضت له يوم الأحد الماضى، حيث أكد رئيس الهيئة الهندسية أن أعمال الترميم جارية على قدم وساق، وأنه سيتم الانتهاء من هذه الأعمال خلال 15 يوماً، حيث شدد الرئيس على ضرورة أن يتم تسليم الكنيسة قبل احتفالات عيد الميلاد المجيد فى 7 يناير 2017.
وقام الرئيس السيسى بجولة تفقدية شملت المنطقة الإدارية لمحور روض الفرج التى تشتمل على بوابة للطريق تتكون من 14 حارة مرورية لكل اتجاه ومهبط للإغاثة والإسعاف الطائر ومنشآت إدارية وخدمية.
حضر الافتتاح المهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، والفريق أول صدقى صبحى القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى والمهندس إبراهيم محلب، مستشار رئيس الجمهورية للمشروعات، وعدد من الوزراء والمحافظين والفريق محمود حجازى رئيس أركان حرب القوات المسلحة وقادة الافرع الرئيسية وكبار قادة القوات المسلحة وعدد من الشخصيات العامة والإعلاميين وطلبة الجامعات وشباب الخريجين.