كتب - عبدالحليم سالم
أكد الدكتور حسين عبد الحى، رئيس مجلس إدارة شركة النصر للكيماويات الدوائية، إحدى شركات قطاع الأعمال العام، أنه لأول مرة سيتم مطلع شهر يناير المقبل تصنيع المادة الفعالة لعقار السوفالدى فى مصر، مؤكدا أنه سيتم تصنيع أدوية تكفى لعلاج نحو 10 آلاف مريض بفيروس سى كمرحلة أولى، لافتا إلى أن الشركة أعطت أمر إنتاج المادة الخام للسوفالدى بوجود 2 من الخبراء الصينيين، وبعد تدريب 6 من خبراء الشركة الفنيين على أعلى مستوى فى الصين لمدة 21 يوما، ونجحوا فى إنتاج مادة على مستوى يفخر به أى مصرى.
وأشار عبد الحى لـ«برلمانى» إلى أنه قد قام خلال الفترة الماضية بزيارة الصين مع الدكتور عادل عبدالحليم، رئيس الشركة القابضة لنقل تكنولوجيا تصنيع مادة «السوبوسوفير» لإنتاج السوفالدى، وقام بزيارة مصنعين يتم فيهما تصنيع المادة الخام، مؤكدا أن ما تنتجه تلك المصانع فى 20 ساعة يساوى ما ننتجه فى مصر خلال 3 سنوات، وهو ما يعنى غزارة الإنتاج وقلة التكلفة، وبالتالى عدم القدرة على المنافسة.
وأشار رئيس مجلس إدارة شركة النصر للكيماويات الدوائية، إلى أن الشركة تأسست 1960، وأن بها 17 مصنعا، وأنها تنتج 250 مستحضرا بشريا ومثلها بيطرى، بخلاف 24 مادة خام، إلى جانب أنها تعتبر الشركة الوحيدة المنتجة للخامات الدوائية فى القطاعين العام والخاص، وأنها نجحت فى أن ترفع عدد الخامات المنتجة داخل مصر إلى 50 خامة، إلى جانب إنتاج المحاليل والحقن بمختلف أنواعها، والمسكنات وأدوية السكر والإسبرين والباراسيتامول وغيرها من الأدوية، لافتا إلى أن الشركة تحاول تلبية طلبات الشركات الشقيقة، رغم إنتاجها المواد الخام بتكنولوجيا الستينيات، وأن دعم الشركة بالتكنولوجيا الحديثة أصبح يمثل ضرورة قومية مثل الدقيق والخبر لإنتاج الخامات الدوائية.
وقال عبد الحى: «حتى نستطيع كشركة حكومية أن نفى بـ90% من الدواء للبلاد، فلابد أن نتمكن من إنتاج 50 مادة خام لتصنيع الدواء، والموضوع ليس سهلا، لأنه حتى لو لدى الخامة وليس لدى المكملات فلن أتمكن من التصنيع، لأن الموضوع ليس مادة خام فقط، ولكن الكبسولة، والغلاف والنشرة وكلها تحتاج لمعدات للتعبئة بأحدث الوسائل»
وردا على سؤال: ماذا نحتاج لكى نصل لتصينع 50 خامة؟، قال: «لدينا مصانع وإمكانية تصنيع الخامات أيضا، ولكن نحتاج مصنعا متقدما بتكنولوجيا 2017، وسنتمكن من تصنيع خامات تتوافق مع اشتراطات التصنيع والصحة العالمية، وتعطينا تطابقا مع الدستور الإنجليزى والدستور الألمانى، وهذه الدساتير تضع اشتراطات لا يمكن بموجبها أن تدخل الخامة إلى الإنتاج، إلا إذا حققت فيها التحاليل التى تشترطها هذه الدساتير، لذلك كذب من قال، أن الدواء المصرى أقل فاعلية لسبب هو أن المادة الفعالة واحدة.
وأوضح عبد الحى أن إنشاء مصنع عالى التكنولوجيا يحتاج إلى نصف مليار جنيه، بما فى ذلك تكلفة الخامات الأولية، مضيفا أن الأساس فى إنتاج خامات التصدير وتحقيق الاكتفاء المحلى، لأن توفير الدواء للسوق ضرورة للأمن القومى وليس ضرورة للكسب، مضيفا أن ذلك سيؤدى لتوفير العملة الصعبة، وأن الشركات الخاصة العام الماضى رغبت فى الحصول على 100 كيلو فقط من خام إنتاج دواء لعلاج السكر، الذى تنتجه الشركة، إلا أنهم بعد اكتشافهم جودتها العالية قاموا بشراء 3 أطنان من خامة أدوية السكر بعد اكتشافهم جودتها، مشيرا إلى أن الشركة تصدر المادة الخام لإنتاج السكر إلى ألمانيا واليمن والعراق والسودان والسنغال ومالى وغيرها.
وحول توسعات الشركة، قال: أن الشركة لديها خط جديد لإنتاج المحاليل الطبية بدأ العمل به، وإنه جار استيراد مواد التعبئة من الخارج، وإن الشحنة الأولى ستصل يوم 12 الشهر المقبل من ألمانيا، كاشفا أن المصنع الجديد سينتج شهريا 1.7 مليون عبوة محاليل مختلفة من مختلف الأنواع «20 نوعا»، مضيفا أن الإنتاج الحالى 4.3 مليون عبوة شهريا تمثل أكثر من نصف احتياجات السوق، الذى يستوعب 8.2 مليون عبوة كل شهر، وأن المصنع الجديد للشركة سينتج مرشحات الكلى، باستثمارات 60 مليون جنيه، مشيرا إلى أن المصنع جاهز للتشغيل، وأن الشركة تنتظر تسجيل المرشح من وزارة الصحة، وإصدار التراخيص.
وفيما يخص تحرير سعر الصرف، قال رئيس مجلس إدارة شركة النصر للكيماويات الدوائية: «إن أشرف الشرقاوى وزير قطاع الأعمال سألنى عن المحاليل التى تنتجها الشركة مع تحرير سعر الصرف، وهل ستكسب؟ وأجبته أن كل المحاليل ستخسر مع تحرير سعر الصرف، لأن معظم المواد فى إنتاج المحاليل بدءا من العبوة مستوردة والمواد الفعالى مستوردة، فقال: حتى لو بتخسر إلا المحاليل».
وفيما يخص أسباب خسارة الشركة، قال رئيس مجلس إدارة شركة النصر للكيماويات الدوائية: «تم تعيين أكثر من 800 شخص خلال ثورة يناير من تخصصات مختلفة ما أنزل الله بها من سلطان فى قطاع الدواء، من تخصصات الآداب والشريعة والقانون، مما رفع الرواتب الشهرية 15.8 مليون جنيه، وهذه العمالة دفعتنا للبحث عن تصنيع منتجات جديدة يتم تصنيعها فى المصانع القديمة، ولا تحتاج للتخصصات الفنية حتى يمكن تسكين هذه العمالة الفائضة بها، مشيرا إلى أن الشركة أنتجت بسبب ذلك «شامبوهات الشعر، والصابون، وغسول السجاد والأطباق وغيرها» وبالفعل تحظى بقبول كبير لرخص سعرها.