كتب محمد سعودى
ترددت معلومات كثيرة بشأن واقعة انتحار وائل شلبى الأمين العام السابق لمجلس الدولة، بعد انتهاء التحقيقات معه فى قضية الرشوة وحبسه 4 أيام على ذمة القضية، وفى هذا الإطار، يستطلع "برلمانى" الآراء الفنية جنائيا فى منطقية الانتحار باستخدام "الكوفية" داخل محبسه الانفرادى.
فى السياق ذاته قال محمد عثمان، المحامى الجنائى الشهير، نقيب محامى شمال القاهرة السابق، تعليقا على واقعة انتحار المستشار وائل شلبى، الأمين العام السابق لمجلس الدولة، إنه يستحيل أن يقوم شخص بـ"لف كوفيه" على رقبته ويخنق نفسه بيده حتى الموت، لأن هذا غير منطقى خاصة أن الإنسان بطبعه يحب الحياة، والتصور المنطقى أن يربط الشخص "الكوفيه" بشدة فى مكان ثابت، ثم يضعها حول العنق، بحيث يتدلى الجسد حتى يتم الضغط على الفقرات العنقية ويتم منع التنفس، مشيرا إلى أنه لابد من الوقوف على مدى "طول الكوفية"، قائلا:"لو الحادث تم بالكوفية يجب أن يكون طولها متر ونصف، لأن لو طولها نصف متر يتعذر وقوع الجريمة".
وأضاف نقيب محامى شمال القاهرة السابق، فى تصريحات خاصة لـ"برلمانى"، أنه إذا كان تصور عملية الانتحار غير منطقى أو غير مقبول، ففى هذه الحالة جهات التحقيق وحدها هى التى تقدر عما إذا كان هناك فاعل من عدمه، مضيفا:"تستطيع النيابة من واقع الأوراق التى تملكها بالتعاون مع الجهات الفنية مثل المعمل الجنائى والطب الشرعى ومعاينة موقع الجريمة، أن تصل للتصور الصحيح والمنطقى للواقعة حتى لو لم يثبت ذلك فى الأوراق".
وتابع:" كل أماكن الاحتجاز تخضع لإشراف النيابة العامة، والمفروض مكان الاحتجاز فى لائحة تنظيم السجون له وصف معين، إذ يشترط أن يخلو مكان الاحتجاز من أية أداة أو أله تمكّن المتهم من أن يؤذي نفسه، وهناك أدوات بطبيعتها غير مؤذية، لكن استخدامها بطريقه معينة يمكن من خلالها ارتكاب جريمة، مثل ملاية السرير قد تُستخدم فى الشنق، لذلك يتم تسليم المتهم بطانية بدلا منها".
وبسؤاله عن الإجراءات الواجب اتباعها بعد اعتراف المتهم خلال التحقيقات بأنه قرر الانتحار، قال المحامى محمد عثمان:"كان يتعين على الجهات المختصة أن تمنع تواجد أى شيء من المحتمل أن يؤذي المتهم نفسه".
وتابع :" سلطة التحقيق والأدلة الفنية هى التى تقدر مدى جدية ما قاله المتهم خلال تحقيقات النيابة حول الانتحار، لأن هذه الأقوال قد تكون مرتبطة بظروف معينة".
يذكر أن وائل شلبى الأمين العام السابق لمجلس الدولة، نحر نفسه داخل محبسه صباح اليوم الاثنين، تنفيذا للتهديدات التى قالها أمس خلال التحقيقات التى جرت بمعرفة نيابة الدولة العليا، التى حبسته 4 أيام على ذمة القضية.
كان وائل شلبى قد هدد أمس بالانتحار أمام النيابة أثناء التحقيقات، وذلك بعد شعوره أن جميع الملابسات تدينه بعد اعترافات جمال اللبان مدير المشتريات بمجلس الدولة في القضية.
ومن جانبها أمرت النيابة بتشريح الجثة وذلك لبيان أسباب الوفاة، خاصة بعد أن رددت مصادر مقربة، أنه انتحر شنقا داخل محبسه.