كتب محمد الجالى
استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسى، اليوم الخميس، وفدًا من معهد الشرق الأوسط الأمريكى، ومقره واشنطن، برئاسة ويندى تشامبرلين، مديرة المعهد، وعضوية عدد من السفراء الأمريكيين السابقين، منهم فرانك ويزن، السفير الأمريكى الأسبق بالقاهرة، والدكتور بول سالم نائب مدير المعهد، بحضور فايزة أبو النجا، مستشارة رئيس الجمهورية لشؤون الأمن القومى.
وقال السفير علاء يوسف المُتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، إن الرئيس استهل اللقاء بالترحيب بالوفد الأمريكي، مؤكداً على أهمية العلاقات الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة، وحرص مصر على المضي قدماً نحو تعزيزها خلال الفترة القادمة، وزيادة التنسيق مع الإدارة الأمريكية الجديدة لإعادة الزخم إلى العلاقات الثنائية وتطويرها في مختلف المجالات.
وأشار الرئيس إلى أن التحديات الإقليمية والدولية الراهنة تتطلب تعزيز أطر التشاور بين البلدين لما لذلك من انعكاسات إيجابية على الأمن القومي للدولتين.
واستعرض الرئيس خلال اللقاء التطورات على الصعيد الداخلي، مشيراً إلى التحديات الأمنية التي تواجه مصر بسبب الإرهاب، ودور مصر في المواجهة الفكرية مع التنظيمات الإرهابية من خلال قيام المؤسسات الدينية المصرية بقيادة مؤسسة الأزهر الشريف بتصويب الخطاب الديني ودحض ادعاءات تلك التنظيمات.
وأضاف المتحدث الرسمي أن أعضاء الوفد الأمريكي أكدوا خلال اللقاء على ما تتميز به العلاقات المصرية الأمريكية من طابع استراتيجي، مؤكدين على ضرورة العمل على تعزيزها وتطويرها خلال المرحلة المقبلة لتصبح شراكة حقيقية بين البلدين، فضلاً عن توثيق التشاور بين الدولتين حول التطورات الإقليمية بما يساهم في التغلب على التحديات التي تواجهها المنطقة، بما فيها خطر الإرهاب.
وأكدوا على دور مصر المحوري في الشرق الأوسط باعتبارها دعامة رئيسية للأمن والاستقرار الشرق الأوسط، مشيرين إلى حرصهم على القيام بزيارة سنوية لمصر للتعرف على الرؤية المصرية إزاء ما تشهده المنطقة من تطورات وسبل التعامل مع الأزمات القائمة، ومنوهين إلى إيلائهم اهتماماً خاصاً لزيارتهم لمصر هذا العام في ضوء الزيارة المرتقبة للرئيس إلى واشنطن الجاري التحضير لها.
وأشاد أعضاء الوفد بالخطوات التي تتخذها مصر على صعيد مكافحة الإرهاب، بالإضافة إلى ما تبذله الحكومة المصرية من جهود للنهوض بالاقتصاد، لافتين إلى تفهمهم للتحديات التي تتعرض لها مصر بسبب الوضع الإقليمي المتأزم.
وفيما يتعلق بالمستجدات على الصعيد الإقليمي وسبل التعامل مع الأزمات القائمة بالمنطقة، أكد الرئيس، على أن التحرك المصري في مختلف الملفات الإقليمية يتأسس على صون سيادة الدول ومقدرات شعوبها والحفاظ على مفهوم وكيان الدولة الوطنية، والحيلولة دون انهيار مؤسساتها، وذلك كخطوة هامة وأساسية تحول دون انزلاق المنطقة نحو المزيد من عدم الاستقرار، وهو ما يطلب العمل على التوصل لتسويات سياسية والمُضي قدماً في جهود بناء وإعادة إعمار الدول التي تشهد نزاعات.
وأكد الرئيس حرص مصر على مواصلة جهودها لإحياء عملية السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، مؤكداً على أن التوصل إلى حل دائم وعادل للقضية الفلسطينية من شأنه أن يوفر واقعاً جديداً يُحقق مصلحة كافة دول المنطقة ويساهم في إعادة الاستقرار إليها.
وفي ختام اللقاء، أعرب أن أعضاء الوفد الأمريكي عن تطلعهم إلى عقد لقاءات مع المسئولين المصريين بهدف التعرف عن قرب على الرؤية المصرية إزاء التطورات الإقليمية ونقل انطباعاتهم إلى دوائر اتخاذ القرار بالولايات المتحدة، بما يساعدها على بلورة استراتيجية واضحة لسبل التعامل مع التحديات والأزمات القائمة بالمنطقة.