نظمت جمعية "من أجل مصر للتنمية الإدارية والاجتماعية"، مؤتمرها السنوى العام، تحت عنوان "مصر بتجمعنا"، بأحد فنادق القاهرة، وشهد المؤتمر حضورا من قبل أعضاء البرلمان والمسئولين بالدولة وعلى رأسهم المستشار عمر مروان وزير شئون مجلس النواب الجديد، وفيما يلى أبرز التصريحات التى شهدها المؤتمر .
النائب صلاح حسب الله يدعو لتشكيل قائمة وطنية لانتخابات المحليات
أكد النائب صلاح حسب الله، عضو مجلس النواب عن ائتلاف دعم مصر، أهمية إعداد قائمة وطنية تجمع الأحزاب المدنية لخوض انتخابات المحليات القادمة تدعم الدوله المدنية الحديثة، بحيث تكون ظهيرا سياسيا للدولة وليس لحكومة معينة.
وقال حسب الله، خلال مؤتمر "جمعية من أجل مصر" الذى عقد أمس الأربعاء فى أحد فنادق القاهرة، إن المجالس المحلية ستكون مصنع قيادات المستقبل، مطالبا الجميع بمساندة الشباب فى الانتخابات القادمة مع إعلاء المصلحة العليا للدولة بقوله: "مش مهم مين يكون فى أول الصف ولا أخره إنما المهم أن مصر يكون فيها أعضاء مجالس محلية قادرين على دعم مصر الدولة المدنية".
وأضاف حسب الله، أن الرئيس عبد الفتاح السيسى يعمل بوطنية مجردة من أى حسابات، مشيرا إلى أن مجلس النواب يعملون ليلا نهارا من أجل صالح المواطن، قائلا: "النواب لا يوالون الحكومة إنما الدولة المصرية".
وتابع حسب الله: مصر تحتاج تجمعا وطنيا يعلى الدولة المدنية الحديثة بعيدا عن المصالح الشخصية، مضيفا: "نريد أعضاء مجالس محلية تشتغل لأجل الناس لأن أعضاء المجالس السابقة كانوا بيشتغلوا الناس".
مصطفى الفقى: على الخليج دعم مصر فى قضية سد النهضة
من جانبه قال الدكتور مصطفى الفقى، الدبلوماسى السابق، إنه كان يجب على دول الخليج، وفى القلب منها المملكة العربية السعودية، اتخاذ موقف داعم لمصر فى قضية سد النهضة الإثيوبى، مشيرًا إلى أنه أبلغ أحد أفراد الأسرة الحاكمة بالمملكة، أن عليهم الضغط على إثيوبيا، وتشكيل وفد رفيع المستوى للذهاب هناك، وإبلاغ قيادات "أديس أبابا" بكل وضوح، أن خنق مصر فى ملف المياه اعتداء على الخليج كله.
وأضاف "الفقى"، خلال مؤتمر جمعية من أجل مصر المنعقد بأحد فنادق القاهرة، اليوم الأربعاء، أن أحد قيادات التنظيم الدولى للإخوان، أبلغه قبل ثورة 30 يونيو بأن هناك نظامًا جديدًا يتشكل فى العالم، سيكون فيه الرئيس التركى رجب طيب أردوغان سكرتيرا عاما للإسلام العالمى، ولديه مباركة أمريكية على هذا، مشيرًا إلى أن أخطر حركتين ظهرتا فى الشرق الاوسط، هما الحركة الصهيونية، وجماعة الإخوان المسلمين على يد حسن البنا، وأن الرئيس السيسى والشعب المصرى لم يضربا فى 30 يونيو مشروع الإخوان فقط، وإنما أجهضوا مخططًا لتقسيم الدول العربية إلى دويلات صغيرة.
وتابع الدبلوماسى السابق كلمته بالقول: "لا يمكن مخاطبة العالم الإسلامى إلا من خلال قاهرة الأزهر الشريف، وإذا وقعت مصر سيقع الشرق الأوسط كله، ولكن مصر لم تقع ولم تضعف، وحتى المختلفون معها يعرفون قيمتها جيدًا، بينما يعمل مروجو الشائعات بالخارج على حصار مصر دوليًّا، ولكنهم يعلمون أنهم فى حاجة إليها، فمصر دولة شديدة الحساسية، وركيزة مهمة ضمن شرعية الإسلام السياسى، وكل أفكار المنطقة بخيرها وشرها خرجت من هنا".
وعلى صعيد العلاقات مع إسرائيل، قال "الفقى" إن علاقة القاهرة و"تل أبيب" فيها حوار وتواصل، على أساس أنهما دولتان بينهما معاهدة سلام، مشيرًا إلى أن مصر ليست لديها مشكلة مع تركيا، سوى أن أردوغان لم يستوعب ما حدث فى 3 يوليو حتى الآن، والرئيس المصرى لا يخطئ فى أحد، مشدّدًا على أنه لو واجهت أيّة دولة عربية عدوانا عليها ستحدث فوضى، وعلى سبيل المثال إذا سعت إيران لاحتلال السعودية، فإن مصر ستتدخل، لأنها تعتير من أقوى 10 جيوش فى العالم.
مصطفى الفقى: أكلنا على "النوتة" 80 سنة
واستطرد الدكتور مصطفى الفقى، الدبلوماسى السابق، إن هناك مُؤشرات إيجابية حول تعافى الاقتصاد المصرى فى مقدمتها تراجع الدولار مقابل الجنيه مما يعنى تعافى الأخير، علاوة عن عودة السياحة، مضيفا: "رأيت أفواجا كبيرة فى منطقة الأهرامات، ونسبة الإشغال فى أسوان والأقصر 100% ونتمنى عودة الطيران الروسى فى أبريل".
وأضاف الفقى خلال مؤتمر جمعية من أجل مصر اليوم، الأربعاء: " قعدت تأكل على النوتة لمدة 80 سنة، وآن الأوان دفع سعر تكلفة السلعة أو الخدمة"، مشيرًا إلى أن المفاجأة الحقيقة هى تحمل المصريين الإجراءات الاقتصادية الأخيرة منها تحريك سعر الأدوية، وبعد رفع بعض الدعم عن المحروقات، فى حين أنه عندما تم تحريك سعر الدواء قرشين فى عهد الرئيس الراحل السادات "الدنيا قامت".
وشدد الفقى، على أهمية العمل الأهلى الذى ساعد دول مختلفة على التعافى، مضيفا: "لقد اتخذنا إجراءات اقتصادية لم تكن متوقعة على الإطلاق ونجد مؤشرات النجاح حاليا".
وذكر الدكتور مصطفى الفقى، الدبلوماسى السابق، إن الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما، خلال أيامه الأخيرة لم يكن يطيق سماع اسم مصر، لأنه شعر أنها أحبطت مشروعه فى المنطقة، بشأن ضرب القوى الإسلامية لبعضها، إلا أن الرئيس دونالد ترامب جاء بسياسة مختلفة، تقوم على أساس "الأسوار العازلة"، ومن حسن الحظ أن هناك كيمياء "شغالة" بين محور "السيسى - ترامب"، على حد قوله.
وأضاف "الفقى"، فى كلمته خلال مؤتمر جمعية من أجل مصر، اليوم الأربعاء، أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب معجب بالدور الذى تقوم به القاهرة من أجل مكافحة الإرهاب، خاصة فى سيناء، مشيرًا إلى أن "ترامب" عندما سأل الرئيس السيسى فى مكالمة بينهما عن الوضع الاقتصادى، علق السيسى بعبارة قوية مفادها: "إحنا بنحارب الإرهاب فى سيناء خلال الـ40 شهرًا الأخيرة".
وتابع الدبلوماسى السابق فى حديثه خلال المؤتمر، قائلاً: "نأمل أن يكون هناك تعاون فى مكافحة الإرهاب بالطبع، والإدارة الأمريكية تقدر أن مصر صامدة فى سيناء، وأنها تعمل من أجل المنطقة بأكملها، اللى بنحاربه فى سيناء فرع من داعش، إحنا بنحمى أمن المصريين والفلسطينيين، وربما الإسرائيليين، أمال فاكرين ليه إسرائيل مغمضة عنيها عن كوننا نتجول فى حدود الاتفاقية، لأنها تعلم أن مصر تحمى المنطقة بأسرها".
واستطرد "الفقى"، أن خبيرًا إسرائيليا قال بشكل واضح مؤخرًا: "جميع دول العربية مهددة بالتقسيم، إلا مصر، فإنها عصية عليه، لذا نحاول أن ننتزع أجزاء من سيناء"، مؤكّدًا حرص مصر على العلاقات المصرية الأمريكية الاستراتيجية، وأن وليد فارس، مستشار الرئيس ترامب للشرق الأوسط، أكد له أن مصر لديها مكانة خاصة لديهم.
حسام بدراوى: ستصبح مصر 180 مليون نسمة فى 2050 لو لم نراع التخطيط الجيد
طالب الدكتور حسام بدراوى، رئيس مؤسسة بدراوى للتعليم والأمين العام السابق للحزب الوطنى المنحل، جمعيات المجتمع المدنى بمساندة الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء فى إنجاز التعداد السكانى، وحث المواطنين على المشاركة، لا سيما أن تعداد السكان سيصل لـ180 مليون مواطن فى 2050، بمعدل زيادة مليون مواطن كل 6 أشهر، ومع التخطيط السكانى الجيد يمكن أن يصل العدد لـ145 مليون نسمة.
وطالب "بدراوى"، فى كلمته خلال مؤتمر جمعية من أجل مصر، بترك الحرية للمجتمع المدنى، لشغل الفراغ الذى تركته الدولة من خلال الاقتصاد الحر، لا سيما أن استمرار هذا الفراغ يعنى عودة الإخوان والمتطرفين من خلاله.
وأكد رئيس مؤسسة بدراوى للتعليم، ضرورة أن يكون هناك توجه واضح لدى الدولة بشأن ما تريد تنفيذه، وما ترغب فيه من المجتمع المدنى، مقدما للجمعية نصيحة مفادها التخصص فى مجال ما، ترغب فى تنمية المجتمع من خلاله، متابعًا: "لو اشتغلتوا فى كل حاجة لن يكون هناك أثر فى أى حاجة".
ولفت الدكتور حسام بدراوى، إلى أن هناك خطأ مهنيًّا فى التفكير الذى يقر أن يذهب كل خريجى التعليم لسوق العمل، إذ إن خريجى التعليم المحترم يجب أن يكونوا صانعين لسوق العمل، ولا ينتظرون الوظيفة، ويمكن تحقيق ذلك من خلال تأهيلهم بالتكنولوجيا واللغات.
وذكر الدكتور حسام بدراوى، رئيس مؤسسة بدراوى للتعليم والأمين العام السابق للحزب الوطنى المنحل، إن الدروس الخصوصية عرض وليس مرضا، والدولة هى المسؤولة عنه بعدما جعلت التلميذ يبحث عن الشهادة فقط.
وأضاف "بدراوى"، فى كلمته خلال مؤتمر جمعية من أجل مصر، المنعقد اليوم الأربعاء فى أحد فنادق القاهرة، أن بعض المدرسين يحصلون 70 ألف جنيه شهريًّا من الدروس الخصوصية، والحل رفع دخولهم إلى 150 ألفا، وهو ما سيتم عرضه من خلال مقترح على وزير التربية والتعليم الجديد، الدكتور طارق شوقى، الذى يجب على الجميع دعمه فى المرحلة المقبلة.