كتبت سماح عبد الحميد
حذر الدكتور أحمد سعيد، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان، من تداعيات التصعيد العسكرى الخطير الذى يحدث الآن على الأرض السورية، مؤكدا أن الشرق الأوسط والعالم كله سوف يدفع ثمن تحويل المنطقة إلى ساحة للصراع الدولى.
وقال رئيس لجنة العلاقات الخارجية، إن حل محنة سوريا لن يتحقق إلا عبر مفاوضات شاملة يشترك فيها كل الأطراف بما يضمن وحدة سوريا شعبا وأرضا، وبما لا يتركها فى النهاية غنيمة للجماعات الإرهابية والمطامع الإقليمية والدولية .
ونوه سعيد، إلى أن مايجرى حاليا من قصف أمريكى بالصواريخ لسوريا فى رد فعل سريع ومتسرع ردا على مجزرة "أدلب" الكيماوية التى لم تكشف جهة تحقيق دولية محايدة حتى الآن المسئول عن ارتكابها هو سلوك خطير يعيد إلى الأذهان نفس السيناريو الدامى الذى جرى قبل ضرب العراق وتدميره وتقسيمه دون أن يثبت أحد حتى الأن امتلاك العراق أسلحة كيماوية فى ذلك الوقت .
وأدان النائب، سياسة الكيل بمكيالين فيما يتعلق بالقضايا الإنسانية وحق الشعوب فى الحياة الكريمة وحقوق الإنسان، قائلا: إن فزاعة حقوق الإنسان أصبحت تستخدم بصورة واضحة وفاضحة فقط للضغط على الدول ولتحقيق مصالح أنانية، ولكننا الأن نرى حقوق الإنسان تنتهك ويراق دمه وتدمر بنيته الأساسية على شاشات التليفزيون بدون أن يتحرك أحد دفاعا عن حقوق الإنسان السورى الذى يتعرض للقصف من دول و كيانات مختلفة تحكمها المصالح وليس الحرص على حماية الإنسان، مصالح يسيطر عليها الجشع والحصول على غنائم الحرب أكثر من رغبتها فى تحقيق السلام، هذه الكلمة "السلام" التى أصبحت دارجة على السنة زعماء العالم دون أدنى حد من الشفقة للضحايا الأبرياء الذين يتم المتاجرة بدمائهم على الفضائيات العالمية وهم الذين يدفعون ثمن هذه الصراعات من حياة اطفالهم وسلامة أهاليهم.
وأكد سعيد، أن الإرهاب هو الخطر الأكبر الذى يهدد الإنسانية وينذر بتصعيد الصراعات المذهبية وإثارة الفتن وتقسيم المنطقة، وهو مايستدعى تضافر جهود المجتمع الدولى للحرب على الإرهاب وإقتلاع جذوره وعدم تفتيت الجهود فى صراعات على النفوذ والهيمنة بين القوى الكبرى التى تتخذ من هذه المنطقة الملتهبة ساحة لها، موضحا أن الولايات المتحدة الأمريكية تستطيع لو أرادت أن تستخدم ثقلها ونفوذها لجمع كل أطراف الأزمة السورية على مائدة سلام والخروج باتفاق ملزم للجميع لوقف حمامات الدم فى هذا البلد الذى تشرد شعبه وتحولت حضارته العظيمة إلى خراب ولكن للأسف فإن صراع المصالح الأعمى ينذر مرة أخرى بدخول المنطقة إلى دوامة جديدة من الحروب والصراعات التى سيكتوى بنارها كالعادة من أشعلوها.
واختتم النائب، أن الشعب السورى وشعوب المنطقة وملايين الأطفال واللاجئين المشردين فى أرجاء العالم ينتظرون بارقة أمل لإقرار السلام فى بلادهم لا مزيد من القنابل والأسلحة الفتاكة وعمليات استعراض القوة بين القوى الكبرى على أرض تحولت إلى أطلال .