كتب محمد سالمان
حالة فراغ اللجان الانتخابية وقلة الإقبال التى نعيشها منذ التاسعة من صباح أمس الثلاثاء وحتى مساء اليوم، والتى دفعت الموظفين العاملين فى اللجان الانتخابية للجوء إلى مباريات كرة القدم تارة، واللعب على الهواتف المحمولة أو لعب الطاولة تارة أخرى، لتضييع الوقت والتغلب على حالة الملل التى تحيط بهم طوال 12 ساعة من العمل فى اللجنة، دفعتنا إلى البحث عن الناخب الغائب فى دائرة الوايلى والظاهر.
رغم عادية السؤال إلا أن الإجابات كانت غير عادية، إذ تنوعت آراء المواطنين فى الدائرة، فردّ رجل يجلس على المقهى ساخرًا: "الناخبين قاعدين على القهوة زينا".
الشباب كان لهم رأى آخر، إذ أجاب شاب فى مطلع العقد الثانى من عمره، مؤكّدًا أن عمله أفضل مما وصفه بتضييع الوقت لدعم مرشحين لا يشعرون بمعاناة الشعب، معتبرًا أن عمله له الأولوية.
فى السياق ذاته، أجابت إحدى السيدات على سؤال "برلمانى" عقب الإدلاء بصوتها، مرجعة غياب الناخبين إلى قلة الرشاوى الانتخابية حاليًا، وهو الرأى الذى اتفق معها فيه عامل فى محل عصير، ولكن بطريقة ساخرة، قائلا :"عشان الفلوس خلصت، طلعونى فى التليفزيون".
الطابع الساخر للمصريين ظل حاضرًا رغم التحدث عن المعاناة، وهو الذى ظهر فى حديث رجل يبدو فى العقد الرابع من عمره، والذى أرجع عزوف الناخبين إلى حالة الزهق وعدم وجود أى جديد فى حياتهم، وفقدان الأمل والتطلع إلى المستقبل، معتبرًا أن من قاطعوا الانتخابات كانوا أكثر شجاعة، لأنهم لم يخشوا الغرامة التى أشيع تطبيقها على المقاطعين، وهى عبارة عن ٤٥ جنيهًا إضافية على فاتورة الكهرباء، حسبما قال الرجل.
رغم باقة الإجابات السابقة، كانت كلمة "الزهق" والملل هى الأكثر حضورًا وتداولاً بين الأشخاص الذين طرحنا عليهم السؤال، حتى الذين رفضوا الرد علينا بدعوى أننا شعب "عصا تفرقنا وطبلة تجمعنا"، على حدّ قولهم.