من المعلوم أن الفلاح المصرى منذ القدم وهو حامل للهموم، ويخدم المجتمع المصرى بأكمله مقابل أقل القليل، رغم أن حقه مهضوم فى مصر، ومع ذلك تجده من أخلص الناس فى عمله وحبه للوطن، فهل سينتصر البرلمان للفلاح المصرى؟ وخاصة أن هناك حالة من الغضب البرلمانى الكبير، بسبب الغياب المتكرر وتجاهل وزير الزراعة الدكتور عبد المنعم البنا لاجتماعات لجنة الزراعة بالبرلمان رغم توجيه الدعوات للحضور لمناقشته حول مشاكل الفلاحين.
ومن جانبهم أكد عدد من نواب البرلمان أن الفترة القادمة ستشهد تحولا كبيرا لصالح الفلاح المصرى وإعطائه حقوقه اللازمة، ومشددين على أن المجلس سيهتم بقضايا ومشاكل الفلاح لتوفير حلول مناسبة لها لكى تساعد الفلاح على الإنتاج من أجل وطنه، وخاصة بعد تدهور منظومة الإصلاح الزراعى وعدم انضباط المنظومة الزراعية فى الفترة الأخيرة.
انتفاضة برلمانية بسبب تجاهل الوزير للنواب
وفى سياق أخر استاء عدد من النواب وخاصة أعضاء لجنة الزراعة من عدم حضور الوزير للاجتماعات اللجنة معتبرين ذلك التجاهل مصيبة سودة وكارثة لا يمكن السكوت عليها، الأمر الذى دفع وكيل لجنة الزراعة رائف تمراز بالتهديد بتقديم استقالته من هيئة مكتب اللجنة، قائلا: "وزارة الزراعة تمارس إسفافا صريحا مع اللجنة"، يتمثل فى عدم حضور الوزير أو أيا من نوابه، ولو استمر هذا الأمر هترك الوكالة وأرجع نائب عادى".
أما النائب السيد حسن موسى، قال خلال اجتماع اللجنة الخميس الماضى، "إن شهر العسل الذى كان بينهم وبين الدكتور عبدالمنعم البنا، وزير الزراعة، انتهى تماما"، لتصل المشكلة لذروتها حيث تتقدم اللجنة بمذكرة ضد وزير الزراعة، للدكتور على عبدالعال، رئيس المجبس، بسبب تغيبه المستمر وتجاهل عمل اللجنة.
من أجل دعم الفلاح..خناقة بين أعضاء اللجنة بسبب الزعيم عبد الناصر
فيما نشبت أزمة جديدة داخل اللجنة والتى بدأت مع اتهام النائب السيد حسن موسي، وكيل اللجنة، باتهام الإصلاح الزراعي، بسبب عدم انضباط المنظومة الزراعية، قائلا: الله يخرب بيت الإصلاح الزراعي، ويخرب بيت جمال عبدالناصر، عشان بتوع الإصلاح الزراعي، فتت الحيازات الزراعية، الأمر الذى دعا نائب أخر ليرد عليه قائلا، "جمال عبدالناصر، خط أحمر، مايتشتمش." فيتدخل وكيل اللجنة، قائلا لقنديل: تعرف انت ايه عن عبدالناصر، أنا عشت زمنه"، وفى النهاية يتدخل النائب محمد زكريا محيى الدين، لتهدئة الموقف، ضاحكا بقوله: مش هنقعد نتكلم فى التاريخ، خلونا فى موضوع اللجنة.
وبعد هذه الخناقات والمشادات والطوارىء التى يعيشها البرلمان من أجل حل أزمات الفلاح المصرى، بعدما تفاقمت فى الفترة الأخيرة، سواء مشاكله فى توريد القمح التى لا تنتهى رغم حدوثها العام الماضى، وكذلك فرض الغرامات على مزارعى الأرز، بالإضافة إلى بوار الأراضى بسبب عدم وجود مياه الرى، وصولا لمعاناته من الأمراض بسبب عدم التأمين عليه، وكذلك عدم حمايته من ارتفاع أسعار التقاوى والمبيدات والكيماوى، فهل سينتصر النواب ويكسبون معركتهم ضد الحكومة، ويحمون الفلاح المصرى من ظلم الحكومات وغياب الرؤيا والسياسات، ليتمكن من القيام بمهمته والعمل على رفع اقتصاد وطنه.
