اتجهت أنظار العالم أجمع صوب القمة الإسلامية الأمريكية المنعقدة فى المملكة العربية السعودية، وملف "مكافحة الإرهاب والتطرف" من ضمن أولوياتها، الأمر الذى يثير تساؤلًا هل ستجعل هذه القمة بإدراج الإخوان منظمة إرهابية فى الولايات المتحدة الأمريكية؟.
هذا السؤال يطرح نفسه بقوة، خاصة أن له عدة شواهد، منها التصريحات التى آثارها دونالد ترامب بداية توليه الحكم، والتى هاجم من خلالها تنظيم الإخوان الإرهابى، فضلا عن أن "الإخوان" مدرجة فى قوائم المنظمات الإرهابية داخل المملكة العربية السعودية، ليس هذا فحسب بل يوجد أحكام قضائية صنفتها تنظيما إرهابيًا فى مصر.
تباينت آراء الخبراء وأساتذة العلوم السياسية حول الإجابة عن: "هل ستجعل هذه القمة بإدراج الإخوان منظمة إرهابية فى الولايات المتحدة الأمريكية؟"، يرى بعضهم أن تصنيف الإخوان منظمة إرهابية من الممكن حدوثه عقب انتهاء القمة، بينما استبعد آخرون حدوث ذلك، مشيرين إلى أن ملف داعش سيبعد الأنظار عن جماعة الإخوان.
ومن جانبه قال الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن قمة الرياض ستتعرض لإطار عام لمواجهة الاٍرهاب عموما، وفى سياقه الاٍرهاب الذى تمثله الجماعة هذه قمة إطار وتحتها يمكن أن يدرج ملف الجماعة لاحقا وليس فى القمة التى ستحاول العمل على عموميات.
وأضاف استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، لـ"برلمانى" أن القمة ستوجه لمكافحة إرهاب "داعش" وكل التنظيمات الآخرى دون أن تسميها، لأنه لا يوجد تعريف محدد حول الاٍرهاب حتى الآن أو من هى تنظيماته كما لن توجه اتهامات لدول راعية للإرهاب مثل تركيا أو قطر.
ويتفق مع هذا الرأى الباحث فى شئون الحركات الإسلامية هشام النجار، بقوله، إن الأولوية فى القمة لمحاربة ومكافحة داعش والتنظيمات التكفيرية المسلحة، التى مارست العنف سواء فى المنطقة العربية أو فى الغرب.
واستطرد: " لكن مع المتغيرات الجديدة سواء بما يتعلق بملف سوريا وتراجع الدور التركى وفشل مشروع الإسلام السياسى فى الحكم ورسوخ قناعة انخراط تيار داخله للعنف بعد عزله عن السلطة وتغذيته للإرهابيين وتحالفه مع التيار الجهادى فهناك تحول فى التعاطى الدولى مع ملف الإخوان، وهذا ظهر من العلاقة الجيدة مع مصر فى وقت لم يعد ممولو الإرهاب وداعمو الإخوان يعلنون بنفس القوة عن مواقفهم السابقة.
بينما استبعدت الناشطة الحقوقية داليا زيادة مدير ومؤسس المركز المصرى لدراسات الديمقراطية الحرة، إدراج الإخوان منظمة إرهابية خلال القمة الإسلامية الأمريكية، قائلة:"أستبعد أن ينتج عن هذه القمة أى خطوة حقيقية لمحاربة الإرهاب بشكل حقيقى".
وأضافت "زيادة"، لـ"برلمانى":"مثل هذه المؤتمرات عادة ما تكون مجرد غطاء للأهداف الحقيقية لأمريكا وهى الاستفادة من ثراء الخليج فى تنفيذ طموحات أمريكا العالمية، ومثال على ذلك كان قمم مكافحة الإرهاب ومحاربة داعش التى عقدها أوباما وبعد كل واحدة منها كان يعقد صفقة بيع سلاح إلى السعودية بمليارات الدولارات".
وأشارت زيادة، إلى أن مسألة تصنيف الإخوان كتنظيم إرهابى داخل أمريكا تحمل الكثير من التعقيدات القانونية، وهى مسألة داخلية لا يمكن أن تحسم فى مؤتمر يحدث على بعد أميال من أمريكا.