تحت شعار "هوية مصر" انطلقت الدورة الـ53 من عمر معرض القاهرة الدولي للكتاب 2022، وبالتزامن مع هذه الدورة، تقدم النائب عمرو عزت، عضو مجلس الشيوخ، عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، بمقترح وجهه إلى وزير التربية والتعليم، لاستحداث مادة "هوية مصر" لمراحل التعليم ما قبل الجامعى، الهدف الأساسى منها هو تعزيز الانتماء الوطنى بين طلاب مصر، قوتها المستقبلية عبر مكونات الحضارة المصرية الفريدة بين غيرها من الحضارات.
لا يخفى على أحد، أن الهوية بمفهوما الأشمل، تقوم على عدة مكونات، يتضح من خلالها كيف أن هذه الهوية، تقوم فى الأساس على التنوع، ذلك التنوع الذى يتضافر فيشكل هوية تتضافر فيها معان سامية، وروح تنبذ التطرف والإرهاب وتقبل الآخر، فالتاريخ يخبرنا دوما أن الأمم التى لم تندمج مع غيرها لم تبق آثارها، ومن هنا يتجلى أمام عقول أبنائنا معنى الوطنية الرافض لاختزال الهوية المصرية فى مكون واحد من مكونات هذه الحضارة التى لا تزال حتى يومنا هذا تهبر العالم بما لديها.
إن تدريس "هوية مصر" لأبنائنا الطلاب، هو حجر أساسى فى معركة الوعى، وهى فى الأساس معركة فكرية، فى زمن تطور فيه مفهوم الحروب العسكرية إلى الحروب الخبيثية، التى تلجأ إلى الإرهاب كجزء من أسلحتها، لكنها خبثها كالسرطان يتفشى فى سائر الجسد، يفقده قيمته وأهميته، حتى يتداعي.
إن مصر التى قال عنها أديب نوبل، وعميد الرواية المصرية نجيب محفوظ "ليست مجرد وطن بحدود.. ولكنها تاريخ الإنسانية كله" يتنوع ميراثها من الهوية بما لديه من مكونات تتضافر بين جميع أبنائها، وتتحقق فى نظرية "الأبعاد الأربعة" التي تحدث عنها العالم جمال حمدان، والتى توضح أن للهوية بعد ثقافي، وديني، وحضاري، وجغرافي، وما أغنى الهوية المصرية بهذه الأبعاد التى لا تحتاج إلى جهد كبير لتحديد طبيعة المناهج العلمية للطلاب، والمكتبة المصرية باختلاف مجالتها غنية بها.