نور على
أعلن المستشار عبد الوهاب عبد الرازق، رئيس مجلس الشيوخ، إحالة طلب المناقشة المقدم من النائب طارق نصير وأكثر من عشرين عضوا بشأن استيضاح سياسة الحكومة حول استعادة واستدامة الوعى الوطنى فى نطاق عمل كل من وزارتى الشباب والرياضة والأوقاف إلى لجنة مشتركة من لجنتى الشباب والشئون الدينية لبحثه وإعداد تقرير يعرض على المجلس.
جاء ذلك بعد إعلان رئيس المجلس غلق باب المناقشة، يذكر أن الجلسة العامة للشيوخ شهدت اليوم مناقشة طلب المناقشة والذى أشار إلى أن الدولة المصرية تواجه فى الآونة الأخيرة تحديات داخلية وخارجية غير مسبوقة لم تشهدها من قبل على مر تاريخها المعاصر فى ظل عالم يموج بالصراعات السياسية والحروب الاقتصادية والهيمنة التكنولوجية والنزاعات المسلحة.
وأشار طلب المناقشة إلى أن أخطر التحديات على الدولة الوطنية هدما ذلك العدو الخفى المتمثل في الغزو الثقافي ومحاولات طمس الهوية الوطنية، وتغييب الوعي الوطني، ومحاصرة الدولة بالشائعات والنقد الهدام، ما يسهل من تفكيك قوى التماسك المجتمعي ومؤسسات الدولة الوطنية.
وأضاف لعبت الحروب بالوكالة من خلال تصدير الجماعات الإرهابية، وتوجيه العقول عبر وسائل التواصل الاجتماعي لتغيير نظم الحكم بالثورات والاحتجاجات الشعبية غير السلمية وكانت من أبرز أدوات إسقاط الدولة الوطنية وتدمير مقدرات شعوبها ، مما سمح بنهب ثرواتها واستنزاف مواردها الاقتصادية.
وتابع: خاضت مصر منذ عام 2013 معركة استعادة الهوية الوطنية من أيدي جماعات الفكر المتطرف، وانطلقت مرحلة البناء والتأسيس للجمهورية الجديدة بملحمة أشبه بالمعجزة تبنتها القيادة السياسية حيث أرست قواعدها وتأسست عمائرها ، حتى برزت ملامحها وظهرت جلية تسطع أمام العالم أجمع، وغدت مصر نموذجا يحتذى به إقليميا وعالميا نظير ما حققته من إنجازات مشهودة.
وأضاف: لما كانت الدراسات والنظريات الحديثة في العلوم الاجتماعية تؤكد على أن الوعي الوطني ليس قضية فلسفية أو اجتماعية فحسب، بل هي صناعة تحتاج للتنمية، فقد باتت صناعة الوعي الوطني تتطلب وضع خطط قومية واستراتيجيات طموحة لاستدامة الوعي الوطني، وإذكاء روح المواطنة الإيجابية بالتركيز على خلق أدوات البناء و أجيال قادرة على فهم الواقع بشقيه الحقيقي والافتراضي والتعامل معه بإيجابية، وتحصين الفرد والمجتمع بالقيم والمعرفة والثقافة، ما يسهم في بناء دولة حديثة قوية، تتسلح بالعلم والأخلاق والحضارة.
وقال: ضرورات ومبررات الأمن القومي تتطلب وجود استراتيجية ورؤية قومية ترسم أهمية وأهداف وملامح استدامة الوعي الوطني، وتحدد بوضوح أدوار مؤسسات الدولة المعنية وأوجه التعاون بينها ، وخطط رفع الوعي الإيجابي لدى فئات المواطنين كافة، ما يضمن تنفيذ هذه الرؤية بفاعلية وكفاءة واستدامة.