كتب محمد السيد
قال عادل حمدى منيب، عضو تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، إن التراث الشعبي ثروة كبيرة من الآداب والقيم والعادات والتقاليد والأعراف الشعبية والثقافة المادية من الفنون التشكيلية والموسيقية، مضيفا أن الإرث الحقيقي للشعوب والأثر الدائم لها يعد مهما مر الزمن عليها.
وأضاف عادل حمدى فى مقال له نشر على موقع مقالات تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين بعنوان :"أسوان مدينة التراث العالمي"، أن الاهتمام به بات من الأولويات الملحة من أجل الحفاظ على الهوية الشعبية والموروث الثقافي للشعوب، مشيرا الى أن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) أولت اهتمام بالغا بالتراث الإنساني بكافة أشكاله واهتمت حتى بالأشكال الفنية والعادات التي قد ترتبط بالتراث بخلاف الاثار والأماكن التاريخية وصنفتها كتراث لا مادي وجب الحفاظ عليه.
وتابع:" لذلك صاغت اليونسكو اتفاقية خاصة بأشكال التراث اللامادي تم اعتمادها المؤتمر العام لليونسكو في 17 أكتوبر 2003 ودخلت حيز التنفيذ منذ عام 2006 وقد عرفت هذه الاتفاقية التراث اللامادي للشعوب في نص المادة (2) منها على أنه:
(الممارسات والتصورات وأشكال التعبير والمعارف والمهارات وما يرتبط بها من آلات وقطع ومصنوعات وأماكن ثقافية التي تعتبرها الجماعات والمجموعات وأحيانا الأفراد جزءا من تراثهم الثقافي، وهذا التراث الثقافي غير المادي المتوارث جيلا عن جيل، تبدعه الجماعات والمجموعات من جديد بصورة مستمرة بما يتفق مع بيئتها وتفاعلاتها مع الطبيعة وتاريخها، وهو ينمي لديها الإحساس بهويتها والشعور واستمراريتها".
وأوضح عادل حمدى أن هذه الاتفاقية حددت بعض مدن ودول العالم تمتلك أشكال واضحة من التراث اللامادي منها مصر -سلطنة عمان -بوركينا فاسو -ساحل العاج –كولومبيا-المجر-البرازيل –فرنسا- إيطاليا وغيرهم، وحددت أيضا ما يميزها من أنماط تمتلكها منه، لافتا الى أن محافظة أسوان تعد إحدى مدن التراث العالمي أيضا من أهم محافظات مصر من حيث التنوع الثقافي والتراثي حيث أن موقعها الجغرافي المتميز، حيث تعتبر مدخل مصر لقارة إفريقيا وايضاً هي أول محافظة من محافظات مصر يعبر من خلالها النيل مما جعلها متصلة بحضارات دول النيل وثقافتهم، مما جعلها مركزاً لتلاقي الثقافات المختلفة، حيث تضم على الأقل ستة من القبائل المتعددة ثقافيا وتاريخيا.
وتابع:" مما لاشك فيه أن بلادنا مليئة بنماذج مختلفة ومتنوعة من منا ورثناه من حضارة أسلافنا على مر العصور، حيث تتميز مصر بوجود العديد من الحضارات والتنوع البشري المتناغم نظراً لموقعها الهام بين حضارات الشرق بما فيها من إبداع وحضارات إفريقيا وعربية ، مما نتج عنه هذا الموروث الضخم من الحرف التراثية (التراث الغير مادي) ، لابد من حمايتها من الاندثار والنسيان عبر توثيقها وتطويرها وربطها بالحاضر والاستفادة من هذا المورث للتصدير وزيادة الناتج القومي من العملة الصعبة مثل (الهند والصين) حيث إجمالي الدخل السنوي من التصدير من الحرف اليدوية للصين والهند يتعدى 5 مليار دولار سنويا” واغلبها مستوحى من التراث المصري القديم والموروث التراثي للمجتمعات المصرية القديمة".