كتبت إيمان علي
جاءت المبادرات التي أطلقها التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي والكيانات المنضوية تحت لوائه؛ لتكون نموذج مهم في مسار اهتمام الدولة بمشاركة المجتمع الأهلي بمسار التنمية، حيث أنه ليس مجرد كيان بل هو ركن أساسي في عملية التنمية بالدولة، وداعم لمنظومة الحماية الاجتماعية، وذلك بالتكاتف مع جهود الحكومة والقطاع الخاص.
وأبرز التحالف أهمية العمل التنموي الجماعي والتشاركي في الوصول إلى المواطنين الأكثر استحقاقًا واحتياجًا للتدخلات الاجتماعية، وخلال مجهود استمر قرابة العام، أطلق التحالف عديدًا من المبادرات؛ لتقديم الدعم للفئات الأكثر استحقاقًا، فقد تعددت الجهود لتشمل الدعم النقدي والدعم الغذائي والإمداد بالمستلزمات الدراسية، وكان من بين القوافل التي نظمها التحالف قوافل “ستر وعافية” التي جاءت تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بدعم الفئات الأولى بالرعاية والأكثر استحقاقًا، وتماشيًا مع خطة الحماية الاجتماعية للتحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي لدعم الأسر الأكثر احتياجًا بجميع المحافظات لتخفيف حدة الآثار السلبية للأزمة الاقتصادية العالمية، والمساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة في جميع المجالات بما يتماشى مع رؤية مصر 2030، خاصة وأن عام 2022 كان عام المجتمع المدني.
وكشفت دراسة للمركز المصري للفكر والدراسات، أن التحالف الوطني ينظم عمله من خلال توحيد جهود مؤسسات المجتمع المدني تحت مظلة واحدة؛ ليعد مؤشرًا إيجابيًا نحو تعزيز حقوق الإنسان، ونوهت الدراسة لجهود التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي ومدى جدواها على أرض الواقع وكان من بينها المبادرات التي نفذها التحالف، ذوي الهمم، لتكون ترجمة حقيقة لإطار العمل الذي وضعته مصر لنفسها في هذا الشأن.
وأوضحت الدراسة، أنه تخطى الأمر مجرد إرسال المساعدات العينية أو إجراء الكشوفات الطبية لذوي الهمم، فجاءت المبادرات التي تم تنفيذها من خلال التحالف الوطني مميزة ومختلفة وركزت بالأساس على تمكين هذه الفئة اقتصاديًا من خلال توفير مصادر دخل حقيقية ومستدامة تضمن خروج هذه الفئة من النمط الاستهلاكي حتى يصبحوا فئة منتجة، وبالتالي فعملية التمكين الاقتصادي جاءت بناءً على رغبة حقيقية في تغيير الأوضاع القديمة القائمة لذوي الهمم والاعتماد عليهم كعنصر أساسي في عملية التنمية الحالية.
وتابعت الدراسة: "ذلك إضافة إلى تنظيم الندوات والفاعليات لرفع الوعي لذوي الهمم حتى يستطيعوا مناقشة الموضوعات الخاصة بهم من أجل إعطائهم الحرية الكاملة في التعبير عن متطلباتهم ورغباتهم وعدم التمييز بسبب الإعاقة أو نوعها أو حتى جنس الشخص ذي الإعاقة، كما أن الفعاليات التي نظمها التحالف تضمنت ذوي الهمم وأسرهم وذلك لضمان احتوائهم في بيئاتهم التي يعيشون فيها حتى تكون بيئة سليمة وعامل محفز لهم.