أكد الدكتور جمال أبو الفتوح، عضو مجلس الشيوخ، أن توجيه الرئيس عبد الفتاح السيسي، بتكثيف الاتصالات المصرية في ضوء تطورات الأوضاع في قطاع غزة، لإحتواء الموقف ومنع المزيد من التصعيد بين الطرفين، يأتي في إطار تحذير مصر من مخاطر وخيمة للتصعيد الجارى بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى، ومن خطورة تردي الموقف وانزلاقه لمزيد من العنف وتدهور الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، وينذر بدخول المنطقة في حلقة مفرغة من التوتر تهدد الاستقرار والأمن الإقليميين، لافتًا إلى أن تلك الجهود تعكس أن مصر ستظل المساند الأكبر لقضية العرب الأولي بصفتها أكبر دولة عربية و مصر لم ولن تتخلى عن دورها كقوة إقليمية تقود وتتفاعل وتناصر القضية الفلسطينية وتسعى لتخفيف معاناة شعبها واستقراره.
واعتبر أن دعوة مصر إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، وتجنب تعريض المدنيين للمزيد من المخاطر، والتأكيد على ضرورة انخراط الأطراف الفاعلة دوليا فى دعم جهود استئناف عملية السلام، والتدخل الفورى لوقف التصعيد الجارى، وحث إسرائيل على وقف الاعتداءات والأعمال الاستفزازية ضد الشعب الفلسطينى، يشير إلى حرصها تحجيم أي تداعيات خطيرة قد تحدث نتيجة تصاعد حدة العنف، والذى من شأنه أن يؤثر سلبا على مستقبل جهود التهدئة وتعريض حياة المدنيين للمخاطر، والتي ترتكز على ضرورة تحقيق التسوية الشاملة والعادلة للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وأكد على أهمية اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته تجاه القضية الفلسطينية والنظر للجهود المطلوب القيام بها دولياً وإقليمياً لاحتواء الموقف والدفع نحو حث الأطراف على تغليب مسار التهدئة، ووضع حد للعنف الدائر وما يرتبط به من إزهاق للأرواح، فضلا عن ضرورة التزام إسرائيل بقواعد القانون الدولى الإنسانى فيما يتعلق بمسئوليات الدولة القائمة بالاحتلال، علاوة على وقف الاقتحامات للمدن الفلسطينية، والنأى عن الأعمال الاستفزازية المتكررة التى تؤجج المشاعر، وتشجيع الطرفين على التهدئة والعودة إلى مسار المفاوضات دون خروج الوضع الأمنى عن السيطرة.
وأشار "أبو الفتوح" أنه لابد من الاستجابة الدولية لدعوات مصر في احتواء الموقف والتعامل الدولي مع القضية الفلسطينية بمنظور شامل ومتكامل، لأن تضم من الإجراءات ما يحمى الحقوق الفلسطينية، وفى مقدمتها حق الشعب الفلسطينى فى إقامة دولته المستقلة، إذ تنظر مصر لوجود خطورة بالغة للأزمة الحالية، وتداعياتها الإنسانية والأمنية التى يمكن أن تخرج عن إطار السيطرة، ومِن ثَم هناك أهمية للتدخل الدولي من أجل احتواء الموقف المتأزم فى أسرع وقت ممكن والحث على ممارسة الأطراف لأقصى درجات ضبط النفس وتجنيب المدنيين التعرض للمزيد من المخاطر، لاسيما فى ظل عضوية مصر فى صيغة ميونيخ بشأن دعم جهود السلام.