الفيوم – رباب الجالى
قررت نيابة إبشواى بالفيوم حبس الراهب بولس الريانى، أحد رهبان الدير المنحوت، 4 أيام على ذمة التحقيق، فى البلاغ المقدم ضده من مهندسى شركة المقاولون العرب يتهمونه فيه بحرق معدة تابعة للشركة كانت تقف بجوار سور الدير، والتعدى على العمال والمهندسين، ومنعهم بالقوة من عملهم فى الطريق، المقرر إنشاؤه بين محافظة الفيوم والواحات ويمر بسور الدير.
وكان الراهب بولى الريانى، ويدعى (ماهر عزيز حنا)، أحد رهبان الدير المنحوت بمحمية وادى الريان بالفيوم، قد سلم نفسه أمس إلى قسم شرطة يوسف الصديق، وذلك لتنفيذ الأحكام الصادرة ضده، وعددها 9 أحكام مجموعها 30 سنة منها 8 جنح وجناية بتهم التعدى على أملاك الدولة ومقاومة السلطات، وتم عرضه على النيابة بعد ظهر اليوم الجمعة، وقررت حبسه بتهمة حرق معدة تابعة لشركة المقاولون العرب، على أن يتم بدءا من الغد عرضه على النيابة فى الأحكام الـ9 الصادرة ضده.
كان مهندسو شركة المقاولون العرب المسئولون عن تنفيذ الطريق الإقليمى، الذى يربط بين محافظة الفيوم والواحات قد تقدموا ببلاغ يتهمون فيه الأنبا بولس، مسئول الدير، وعدد من الرهبان بحرق معدة تابعة للشركة كانت تقف بجوار سور الدير احتجاجا على هدم جزء من السور أول أمس لاستكمال أعمال الطريق المقرر أن يمر من سور الدير الذى أقامه الرهبان على مساحة تعديات على أراضى الدولة تبلغ 10 آلاف فدان، وتم تحرير محضر بالواقعة، قيد برقم 2779 لسنة 2016 جنح مركز شرطة يوسف الصديق، وأخطرت النيابة التى تولت التحقيق.
وقال الراهب مارتيروس الريانى، المتحدث باسم الدير المنحوت، ومسئول ملف التفاوض على مرور الطريق الإقليمى بالدير، فى تصريحات خاصة لـ"برلمانى"، إنه هو المفوض الوحيد المسئول عن هذا الملف بالدير، ومعه الأب بضابا، بتفويض من الأنبا اليشع المكارى، مسئول الدير، الذى يعالج حاليا فى ألمانيا.
وأشار الراهب مارتيروس إلى أنهم يتواصلون مع المسئولين فى الدولة منذ أكثر من عام، بخصوص الاتفاق على مرور الطريق الإقليمى من وسط الدير، ولم يتم التوصل إلى أى اتفاق، حتى حضر المهندس إبراهيم محلب، مساعد رئيس الجمهورية لشئون المشروعات القومية والاستراتيجية، وزار الرهبان فى الدير وتعرف على وضع الدير، وعرض علينا حلا للأزمة أرضى جميع الرهبان، وتضمن الحل، أن يمر الطريق الإقليمى للواحات من وسط سور الدير، ولكن دون الإضرار بأى منشآت تابعة للدير، والرهبان، وأن يحتفظ رهبان الدير بالعيون الطبيعية والأماكن الأثرية، والمزارع التى أنشأها الرهبان، داخل الدير، وأن يتم بناء سور لتأمين الرهبان حول أماكن إقامتهم، على مساحة 3 آلاف فدان، على نفقة الدولة.
وأكد الراهب مارتيروس لـ"برلمانى" أن الجميع وافق على هذا، وتم التواصل مع محافظ الفيوم، واتفقنا على بدء التنفيذ، إلا أن أحد الرهبان، ويدعى بولس الريانى، وبصحبته 20 طالبا للرهبنة، وليسوا رهبانا، يعترضون على الاتفاقية، وتسبب ذلك فى وقف الهدم بعد زيارة المحافظ لنا، وبدء التنفيذ، كما أنهم قاموا فى اليوم الثانى بإشعال النيران فى معدة تابعة للشركة، وتفحيمها، واليوم يقومون بإعادة إنشاء الجزء الذى تم هدمه من السور.
وأشار الراهب مارتيروس إلى أنه تم التواصل مع القيادات الأمنية بمحافظة الفيوم، وتقديم مذكرة ضد الراهب بولس، و20 طالب رهبنة آخرين، للتعامل معهم وإبعادهم عن الدير، ومنعهم من الوقوف فى وجه المهندسين المسئولين عن تنفيذ الطريق الإقليمى للواحات.
وقال الراهب مارتيروس: "أؤكد أننى ومن معى من رهبان الدير، سننفذ اتفاقنا مع المهندس إبراهيم محلب والمستشار وائل مكرم محافظ الفيوم، رغم أنف الجميع، وسنعمل بأيدينا مع المهندسين والعمال، لحين استكمال الطريق.