عبرت قمة العقبة الثالثة من نوعها بين مصر والأردن والسلطة الفلسطينية عما وصل إليه حجم التنسيق الثلاثي من مستوى نوعي واستراتيجي، كما أنها أكدت على جملة من الرسائل التي تعبر عن ثوابت الأطراف الثلاثة تجاه التطورات الراهنة الخاصة بالقضية الفلسطينية، وكذا الملفات الاستراتيجية وبعيدة المدى الخاصة بهذا الملف.
وكشفت دراسة للمركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية أن التواصل الدائم بين القاهرة وعمان بشأن القضية الفلسطينية، أدى إلى تكوين رؤى مشتركة بين الجانبين، فيما يتعلق بسبل التعامل مع الوضع القائم حالياً، وترتكز هذه الرؤى على السعي لتعزيز العامل السياسي في الحلول المطروحة للقضية الفلسطينية.
وعمل كلا الجانبين خلال الفترات الماضية، على تسهيل السبل من أجل التوصل لتسوية نهائية على أساس حل الدولتين، بما يضمن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة والمتواصلة جغرافيًا على حدود الرابع من يونيو 1967 والقدس الشرقية عاصمتها، كما تعملان باستمرار على العمل على إطلاق تحرك فاعل لاستئناف مفاوضات جادة وفاعلة لإنهاء الجمود في عملية السلام وإيجاد أفق سياسي حقيقي للتقدم نحو السلام العادل.
كذلك عملت كل من الدولتين خلال الأعوام الماضية، على بذل كافة الجهود الممكنة، لتحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية، ووضع حد للانقسام الفلسطيني باعتباره من أكبر المعوقات في سبيل حل القضية
وأكدت الدراسة أنه يتجلى حجم التنسيق والتواصل المشترك بين الجانبين، في موقفهما من محاولات التهجير القسري لسكان قطاع غزة، حيث أعلنت كل من القاهرة وعمان رفضهما الواضح والقاطع لأي مخططات إسرائيلية تهدف إلى نقل الفلسطينيين خارج أراضيهم، سواء من الضفة أو من قطاع غزة، إلى كل من مصر والأردن، أو أية وجهة أخرى، باعتبار تلك المسألة خطًا أحمر، وذلك من خلال تصريح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي “لا تهجير للفلسطينيين في قطاع غزة إلى مصر” والذي أعقبه مباشرة تصريح لملك الأردن عبد الله الثاني “الموقف الذي عبر عنه الرئيس عبد الفتاح السيسي بتأكيده رفض مصر تهجير الأشقاء الفلسطينيين عن أرضهم باعتباره خطًا أحمر، يجسد الموقف المشترك”. كما حرص كلا البلدين على التشديد على ضرورة وقف العنف، والتطهير العرقي والإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين. ورفضهم لسياسات التجويع والعقاب الجماعي للشعب الفلسطيني.
وذكرت أن الأرقام تشير إلى أن مصر أرسلت 13 ألف طن من المستلزمات الإنسانية بالتعاون مع التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي ومؤسسة حياة كريمة والهلال الأحمر المصري، وتمثل حجم المساعدات التي قدمتها مصر للشعب الفلسطيني 80% من إجمالي المساعدات الدولية للقطاع، وهي بذلك الأولى دوليًا، فيما قدمت الأردن مساعدات للقطاع بلغت 89 شاحنة و28 طائرة، وفقًا للهيئة الخيرية الهاشمية في الأردن.
هذا بالإضافة إلى التنسيق الدبلوماسي والإنساني بين مصر والأردن الذي لعب دورًا كبيرًا في إدخال المستشفى الميداني الأردني لعلاج أبناء غزة جراء الحرب الإسرائيلية الدائرة، مما يعكس دور مصر والأردن في تخفيف حدة هذه الحرب على قطاع غزة.