كتب أحمد عرفة
كشفت جماعة الإخوان الإرهابية، لأول مرة، تفاصيل تحركات القائم بأعمال مرشد الإخوان محمود عزت، داخل مصر، وتواريخ الانتقالات التى قام بها منذ عزل محمد مرسى وحتى الآن، وهو ما اعتبره قيادىٌ سابقٌ بأن الجماعة بذلك تبلغ عنه وتريد التخلص منه.
ويأتى إعلان الجماعة تفاصيل تحركات "عزت"، بعد مطالبة شباب الإخوان، القائم بأعمال المرشد، بالظهور فى فيديو مسجل، وإلقاء كلمة لهم، ليتأكدوا من تواجده داخل مصر، وأنه ما زال يدير الجماعة.
وأفصحت لجنة توثيق الأحداث داخل الإخوان فى رسالتها لصفوف الجماعة، عن خرطة تحركات محمود عزت، مؤكدة أنه بعد فض "رابعة" انتقل إلى مكان آمن بمساعدة بعض الإخوان حفاظا عليه، ولم يتواصل معه إلا محمد وهدان، عضو مكتب إرشاد الإخوان، وفرد دعم لوجستى، إلا أن القائم بأعمال المرشد طلب من "وهدان" عدم التردد على المكان، بعد القبض على عصام العريان مباشرة، واكتفى بالفرد الدعم اللوجستى، وغَيَّر مكان إقامته.
وتابعت اللجنة فى بيانها لقواعد الإخوان على "فيس بوك": "إن وهدان التقى محمود عزت بعد ذلك مرتين فقط حتى مايو 2015، ولم يكن يلتقى به أحد غيره، وبعد القبض على "وهدان" وأغلب أعضاء مكتب الإرشاد فى مايو ويونيو 2015، غيَّر محمود عزت مكانه للمرة الثانية تحسبًا لأى تطورات أمنية".
وأشارت لجنة توثيق الأحداث إلى "أن كثيرين من قيادات الجماعة المتبقين خارج السجون، حاولوا التواصل مع محمود عزت، ولكنه لم يسمح لأحد قط بالوصول إليه، والوحيد الذى أعلن انه استطاع التواصل مباشرة مع نائب المرشد هو محمد عبد الرحمن، عضو مكتب الإرشاد، والذى اختفى من المشهد لظروف خاصة بعد عزل مرسى وظهر مرة أخرى فى مايو 2015".
وقالت لجنة توثيق الأحداث داخل الإخوان "إن بعض الروايات تزعم أن محمود عزت لا يلتقى إلا محمد عبد الرحمن فقط، فيما تزعم روايات أخرى أنه يلتقى بمجلس مكون من 5 أفراد هم من يقومون بمهمة الاتصال بينه وبين الجميع، وينقلون توجيهاته والصورة كاملة إليه، ويصنعون معه القرار"، لافتة إلى أن 5 أعضاء بالإخوان ليسوا من داخل مجلس شورى الجماعة، وبعضهم كان لهم وظائف سابقة بقسم التربية، وحصلت لجنة التوثيق على أسمائهم، إلا أنها لم تتأكد منها.
وكشفت اللجنة الإخوانية أنها لم تجد أى رد من كافة الأطراف حول أسباب رفض محمود عزت مقابلة اعضاء اللجنة الادارية العليا أو بعض القيادات التي تسعى لحل المشكلة الداخلية، وتم توثيق 13 طلبًا بينهم 3 طلبات من أعضاء باللجنة الإدارية العليا، و4 من أعضاء بشورى عام الجماعة، و6 من قيادات معروفة داخل الجماعة للقاء الدكتور محمود عزت لحل الأزمة، إلا أن جميع الطلبات قُوبلت بالرفض أو التسويف، ولم تتمكن لجنة التوثيق من التحرى من رواية سفر الدكتور محمود عزت للخارج، ولكنها تسقط مع افتراض صدق الرواية الوحيدة المكتملة وهى لقاء محمد عبد الرحمن به.
من جانبه، اعتبر مختار نوح، القيادى السابق بجماعة الإخوان، المعلومات التى أثارتها لجنة التوثيق بجماعة الإخوان، محاولة من القيادة الجديدة للجماعة للتخلص من محمود عزت، القائم بأعمال المرشد، خاصة أن تحركات "عزت" ظلت غير معروفة لما يقرب من 3 سنوات.
وأضاف القيادى السابق بجماعة الإخوان لـ"برلمانى"، أن هناك قيادات داخل الجماعة ليس من مصلحتها بقاء محمود عزت على رأس التنظيم طيلة هذه المدة، خاصة أنه أحد أبرز القيادات التى ظلت مختفية، رغم إلقاء القبض على معظم أعضاء مكتب الإرشاد لذلك بدأوا ينشرون خريطة تحركاته.
