كتبت ريم عبد الحميد و فاطمة شوقى
التقى الرئيس الأمريكى باراك أوباما، اليوم الإثنين، راؤول كاسترو، رئيس كوبا، لإعطاء دفعة جديدة لعملية التقارب التى بدأت فى نهاية 2014 بين الولايات المتحدة وكوبا، فى اليوم الثانى من زيارة تاريخية لهافانا، ورسم لقاء المسئولين فى القصر الرئاسى فى ساحة الثورة، الثالث بينهما منذ الإعلان المفاجئ عن عملية التقارب، الخطوط العريضة لهذه العلاقة الجديدة.
وبمناسبة الزيارة وافق البيت الأبيض على تخفيف جديد للعقوبات، فقد أجازت الخزانة الأمريكية شبكة "ستاروود" للفنادق فتح فندقين فى هافانا فى سابقة منذ الثورة الكوبية فى 1959.
لكن هافانا تريد المزيد وأعربت عن الرغبة فى استقبال سياح أمريكيين والقيام بتعاملات دولية دون عقبات وجذب استثمارات أجنبية لدعم الإصلاحات الاقتصادية التى أطلقها راؤول كاسترو.
ومن ناحية أخرى، اهتمت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية بالزيارة التاريخية، وقالت إن أوباما وطأت قدماه هافانا بتعهد أن يتواصل بشكل مباشر مع الشعب الكوبى ويسرع التواصل بين الولايات المتحدة وكوبا بعد أكثر من نصف قرن من العداء.
ولفتت الصحيفة إلى أن أوباما أول رئيس يزور البلد الشيوعى أثناء مدته الرئاسية منذ حوالى تسع عقود، وقد انتظر الكوبيون من كافة القناعات السياسية وصوله بتشوق، لكن بعد ساعات من هبوط طائرة "إير فورس وان" فى مطار خوسيه مارتى الدولى، تكشفت التحديات الخاصة بتطبيع العلاقات مع دولى شيوعية بوليسية، مع اعتقال العشرات من المحتجين الذين شاركوا فى مسيرة معارضة. وأشارت الصحيفة إلى أن هذا الاحتجاج، الذى يحدث فى أغلب أيام الأحد، ينظر إليه كاختبار لتسامح كوبا مع المعارضة أثناء الرحلة الرئاسية، وتؤكد الاعتقالات أن كوبا لا تزال تحافظ على تاريخها الطويل من الأساليب القمعية ما لم تكن توسع مداها.
وبالنسبة لأوباما الذى من المقرر أن يلتقى اليوم الثلاثاء بمعارضين منهم زعيم حركة "سيدات بالأبيض" التى تم اعتقال أعضاء منها، فإن تلك الاعتقالات تسلط الضوء على التحدى الذى تمثله الزيارة، وهو كيفية العمل مع حكومة كاسترو مع التعبير فى نفس الوقت عن المخاوف من تعاملها مع حقوق الإنسان وحرية التعبير.
وتابعت الصحيفة قائلة: إن الأمن والسيطرة هى الدعائم الأساسية لأى دولة تستعد لاستقبال الرئيس، لكن كوباـ الدولة التى لا تزال تستكشف كيفية الانفتاح على العالم وشعبها بعد عقود من العزلة، ذهبت لأبعد من هذا من أجل منع المفاجآت المحرجة، فمباراة كرة البيسبول التى سيحضرها الرئيس أوباما بين الفريق الوطنى الكوبى وفريق تامبا باى رايز، سكون الحضور فيها مقصورا على حاملى الدعوات فقط، وستذهب أغلب المقاعد للموالين لحكومة هافانا.