أكدت دراسة للمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية أن قمة مجموعة العشرين تنطلق في البرازيل وسط تحديات اقتصادية وجيوسياسية معقدة، مما يجعلها محط أنظار العالم، مع مشاركة أكبر الاقتصادات العالمية، وبما يتيح لها دورًا في تحديد مسارات الاقتصاد العالمي خلال الفترة المقبلة.
وتأتي القمة لهذا العام تحت شعار “بناء عالم عادل وكوكب مستدام” ، وسيشارك زعماء دول مجموعة العشرين والدول المدعوة في ثلاث جلسات حول الأولويات الثلاث الرئيسة لرئاسة البرازيل، وهي:الإدماج الاجتماعي ومكافحة الجوع والفقر، إصلاح الحوكمة العالمية، والتنمية المستدامة والتحول في مجال الطاقة.
ونوهت دراسة المركز المصري بأن مشاركة مصر في قمة مجموعة العشرين بريو دي جانيرو للمرة الرابعة تعبر عن حجم وثقل الدور المصري على المستوى الدولي وفي أهم الملفات على الساحة العالمية، ولم تكتسب مصر هذا الثقل بسهولة، فبالرغم من أن القمة الأولى لمجموعة العشرين عُقدت في واشنطن في عام 2008، إلا أن المرة الأولى التي يتم توجيه دعوة لمصر فيها كانت في عام 2016، وهو ما يمكن تفسيره بالظروف العصيبة التي مرت بها مصر من عدم استقرار داخلي وحملات إرهاب منظمة.
وتكمن أهمية دعوة مصر لقمة مجموعة العشرين في نقطتين رئيستين؛ الأولى هي أن هذه الدعوة تعكس رؤية وتقدير دول العالم لأهمية وثقل دور مصر السياسي، والاهتمام المتنامي بمشاركة مصر في المحافل الدولية المختلفة، خاصة وأن هذه هي المرة الرابعة التي توجه فيها الدعوة لمصر للحضور في آخر 8 سنوات، والدعوة الثانية على التوالي، حيث تم توجيه الدعوة من قبل الهند فيما كان موضوع أساسي للنقاش هو الحرب الروسية الأوكرانية، مما يؤكد على أهمية دور مصر على المستوى الدولي وليس الإقليمي فقط.
وذكرت دراسة المركز المصري أن قدرة الدولة المصرية على تخطي الأزمات، والعبور منها للسير في طريق التعافي والتنمية جذب أنظار العالم إلى أهمية الدولة المصرية وقدرتها وهو ما تسبب في الدعوة الأولى، بينما مبادرات مصر المختلفة الرائدة في بعض المجالات، كالتنمية المستدامة وقضايا المناخ، نتج عنها دعوتها للمرة الثانية، أيضًا ظهور ثقل مصر الدولي في ظل الأزمات الدولية ودورها المحوري في محاولات حل هذه الأزمات، نتج عنه الدعوة الثالثة والرابعة لعامين متتاليين، مما يؤكد تقدير المجتمع الدولي لمصر دورها وأهمية مشاركتها في أكبر المحافل الدولية.