قال الدكتور محمود فؤاد، مدير المركز المصرى للحق فى الدواء، إن هناك طفلتين توفيتا بعد تناولهما التطعيم الخماسى، الأسبوع الماضى، مشيرا إلى أن الهيئة القومية للبحوث والرقابة الدوائية تعكف الآن للتأكد من وجود آثار جانبية لمصل التطعيم من عدمه.
وأوضح فؤاد فى تصريحات خاصة لـ"برلمانى"، اليوم الثلاثاء، قائلا: "هناك طفلة اسمها آلاء من كفر جعفر مركز بسيون محافظة الغربية، توفيت بعد تناولها مصل التطعيم الخماسى بأيام قليلة بعد نقلها إلى المستشفى، كما توفيت قبلها طفلة أخرى تدعى أسماء من القرية نفسها بعد أخذها لهذا المصل".
وأضاف مدير المركز المصرى للحق فى الدواء أن وزارة الصحة أصدر قرارا بسحب كل التطعيمات على مستوى الجمهورية لحين كشف ملابسات تلك الواقعة والتأكد من وجود أثار جانبية من عدمه لهذا المصل، إلا أنها خرجت ببيان بعد ذلك أكدت فيه أنه لا يوجد أية آثار جانبية للتطعيم الخماسى.
وأشار فؤاد إلى أن النتيجة النهائية لم يُعلن عنها حتى الآن، إذ إنها تخرج من الهيئة القومية للبحوث والرقابة الدوائية، مشيرا إلى أن وزارة الصحة رجحت أن يكون الوفاة للطفلتين يرجع لأسباب أخرى.
ولم يستبعد فؤاد أن يكون مصل التطعيم هو السبب فى وفاة آلاء وأسماء، مشيرا إلى أنه ينتظر التقرير النهائى من الهيئة القومية للبحوث والرقابة الدوائية، لافتا إلى أن عدد الأمصال الموجودة فى مصر يبلغ نحو 19 مليون جرعة تابعة لشركة هندية، مؤكدا أن هذه الشركة الهندية معترف بها بالفعل وخاضعة للرقابة والتحليل من منظمة الصحة العالمية.
وأشار فؤاد إلى أن هناك احتمالية فى أن تكون بعض الأمصال فاسدة بسبب سوء التخزين، إلا أن وزارة الصحة أكدت على سلامة المصل، مضيفا: "ممكن يكون فيه حاجه فى مصل التطعيم خاصة أن ده اتكرر وإحنا كنا كشفنا ده قبل كده بعد تحليل أمصال بنى سويف التى أتضح أنها كانت النتيجة غير مطابقة للمواصفات فى وقت سابق".
وأكد مدير المركز المصرى للحق فى الدواء، إنه تم سحب جميع الكميات الموجودة من التطعيم الخماسى تشغيلة رقم (124D50340) بسبب وفاة الطفلين والتحقق من فاعليته، مشيرا إلى أن هذه التشغيلة خاصة بمدينتى المنصورة وطنطا.
يذكر أن فؤاد نشر عبر صفحته على الفيس بوك، صورة للطفلة آلاء وعلق قائلا " صورة قتيلة الفساد فى وزارة الصحة الطفلة آلاء من كفر جعفر مركز بسيون قبل سحب التشغيلة الخاصة بالتطعيم الخماسى".
وكانت وزارة الصحة والسكان أكدت سلامة وجودة سلسلة التبريد المستخدمة فى حفظ التطعيمات بالوزارة، مشيرة إلى انتظام عمل ثلاجات وغرف التبريد بمخازن التموين الطبى والمديرية والإدارة الصحية، ومركز التطعيم، وسيارات حفظ ونقل الطعوم.
وقالت الوزارة فى بيان اليوم، إن المؤشر اللونى الظاهر على عبوات لقاح الطعم الخماسى بالوزارة تبين أنه فعال ولا يعبر عن التعرض لدرجة حرارة أعلى من المفترض حفظه بها، مضيفة أن الحالة الأولى المتوفاة بالغربية بعد تطعيمها بالطعم الخماسى بوحدات وزارة الصحة لا يوجد دليل على علاقة وفاتها بالتطعيم.
وأكدت وزارة الصحة فى بيانها أن الحالة الأولى لها تاريخ مرضى لترددها أكثر من مره على عيادة خاصة، ومستشفى بسيون المركزى خلال شهر مارس لتلقى الخدمة الطبية قبل يوم التطعيم، كما أنه لا يوجد فحوص معملية كافية تؤكد علاقة وفاة الحالة بالتطعيم، بالإضافة إلى أنه لإثبات الدليل القاطع عن علاقة الوفاة بالتطعيم كان يستلزم اخذ عينة بذل النخاع الشوكى للطفلة قبل الوفاة ولكن هذا لم يحدث، ولإثبات العلاقة بعد الوفاة لابد من تشريح الجثة.
وأشارت الوزارة إلى أن سبب وفاة الحالة الثانية ليس له علاقة بالتطعيم لأنها حدثت فى اليوم الخامس من التطعيم، مما يرجح أن الوفاة جاءت نتيجة متلازمة الموت المفاجئ للرضع، وتلك المتلازمة تحدث أغلب الأحيان عندما يتراوح العمر بين شهرين وأربعة أشهر، ومعدلها بالولايات المتحدة الامريكية تبلغ 3500 حالة كل عام، ولا يوجد أى علاقة بين التطعيمات وحدوث متلازمة موت الرضع المفاجئ طبقا لما جاء من منظمة الصحة العالمية ومركز مكافحة الامراض بأتلانتا – امريكا.
