ننشر نص الكلمة التاريخية لشريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء أمام مجلس النواب اليوم

ينشر "برلمانى" نص الكلمة التاريخية للمهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، والتى ألقاها أمام مجلس النواب، خلال الجلسة العامة، اليوم الأربعاء، قبل التصويت على برنامج الحكومة ومنحها الثقة.

بسم الله الرحمن الرحيم
السيدات والسادة أعضاء مجلس النواب الموقر

بداية أتوجه إليكم بخالص الشكر والتقدير على عظيم ما بذلتموه من جهد مخلص فى دراسة ومناقشة برنامج الحكومة المقدم إليكم، والذى شرفت بإلقاء ملخصه على حضراتكم فى 27 مارس الماضى.

دورنا أن نقدم لكم أفضل ما نراه من رؤى وبرامج قابلة للتطبيق لإحداث التقدم المنشود فى كل مجالات العمل العام، ودور مجلسكم الموقر أن تتأكدوا من اتفاق توجه الحكومة، رؤية وبرامج، مع صالح الوطن وإرادة الأمة، فالحكومة عندما قدمت لحضراتكم مشروع برنامجها كانت تدرك تمامًا أنه بموجب الدستور الذى أقره الشعب المصرى فإن إقرار السياسة العامة للدولة وخطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية لهى مسؤولية حضراتكم الدستورية.

وبناءً عليه فقد نظرت الحكومة إلى توصياتكم على برنامجها المقدم، سواء فى تقرير اللجنة الخاصة بالرد على بيان الحكومة أو كلمات السادة أعضاء مجلس النواب الموقر، باعتبارها تكليفات، وإننا نؤكد صادقين التزامنا بما طلبه نواب الشعب المصرى العظيم.

وأود أن أؤكد أنه لا يمكن أن يكون هناك إلا التوافق بين رؤية الحكومة ورؤية المجلس الموقر لأولويات العمل الوطنى فمن واجبنا أن نعمل سويًا بما يضمن أن تكون نهضة مصر أولوية كل مواطن وكل مسؤول.

إن مجلسى النواب والوزراء فى شراكة حتمية من أجل مواجهة التحديات التى سبق وأشرت إليها وتضمنها برنامج الحكومة، وتجسيدًا لهذه الشراكة وبعد الاطلاع على ما انتهت إليه اللجنة الخاصة بدراسة برنامج الحكومة ومناقشات السادة الأعضاء أود أن أشير إلى عدد من النقاط والتى تتمثل فيما يلى:

أولًا: لقد أثبتت مناقشاتكم المتميزة التى تمت عقب إلقاء البيان وما نتج عنها من توصيات أننا أمام صورة جديدة مشرفة للديمقراطية فى مصر وبرلمان يزخر بخبرات وكفاءات متميزة تضع نصب أعينها الوطن والمواطن المصرى.

ثانيًا: تتعهد الحكومة بالالتزام بما جاء فى تقرير اللجنة الخاصة بالرد على بيان الحكومة من نتائج وتوصيات حول المحاور السبعة الرئيسية، وأيضًا بكل ما أبداه السادة النواب من توصيات على برنامج الحكومة، والتى جاءت بمضابط مجلسكم الموقر.

ثالثًا: ترحب الحكومة بعرض وثيقة استراتيجية التنمية المستدامة رؤية مصر 2030 على مجلسكم الموقر لدراستها وإبداء الرأى فيها وإقرارها وفقًا لما جاء بتقرير اللجنة الخاصة للرد على بيان الحكومة.

رابعًا: نؤكد لكم على أننا سنتعاون معا من أجل تنفيذ البرنامج المعروض على حضراتكم متضمنًا كل ما قدمتموه من توصيات، مؤكدين على أهمية بل وضرورة التنسيق لتنفيذ الأجندة التشريعية اللازمة والمكملة لتحقيق بيان الحكومة، والتى تشمل القوانين الخاصة بالإعلام والصحافة والإدارة المحلية والتأمين الصحى وضريبة القيمة المضافة، وغيرها من القوانين التى يجب استصدارها أو تعديلها خلال هذه المرحلة الحرجة من تاريخ الوطن.

خامسًا: لقد طالبتم أيها السادة النواب المحترمون بتفاصيل خطة العمل من آليات وبرامج زمنية وموارد للتمويل، والحكومة تؤكد بأن السادة الوزراء ورئيس مجلس الوزراء ملتزمون بعرض برامج عمل وزاراتهم بشكل تفصيلى متضمنا آليات والبرامج الزمنية وخاصة فى مجال الإصلاح الاقتصادى وخدمات المواطنين والعدالة الاجتماعية، وستكون هناك لقاءات دورية مع اللجان المعنية فور تشكيلها بمجلسكم الموقر لإيضاح وعرض كل هذه التفاصيل بواسطة السادة الوزراء المعنيين كل فى تخصصه، كما سيتم تقديم تقرير دورى كل 6 أشهر عن معدلات الإنجاز فى المجالات كافة وخاصة الإصلاح الاقتصادى والعدالة الاجتماعية والخدمات من تعليم وصحة ورعاية محدودى الدخل والفئات الفقيرة متضمنًا أيضًا التحديات والمعوقات.

كما أن الحكومة فى إطار التزامها المسبق قد قامت بإعداد ملف كامل تم تنفيذه على حضراتكم اليوم تخص كل المشروعات الجارى تنفيذها والمتعثرة والمتوقفة فى كل محافظة فى مجالات الصحة والتعليم ومياه الشرب والصرف الصحى والإسكان والطرق والشباب والرياضة، والتى ترونها بأعينكم ذهابا وإيابا فى دوائركم، وهى أول مرة تعرض فيها حكومة موقف هذه المشروعات بمنتهى الصدق والأمانة والشفافية، على الرغم من أن بعضها متوقف منذ أكثر من 10 سنوات، ويتضمن كل ملف موقف كل مشروع والتاريخ المحدد لإتمامه، إن شاء الله، وقد تم الأخذ فى الاعتبار تدبير الموارد اللازمة لهذه المشروعات خلال فترة برنامج الحكومة، وأضع أيضًا نسخة كاملة من هذا التقرير فى مضبطة مجلسكم الموقر متضمنا كل المشروعات فى كل محافظات مصر وسنعمل سويا على الانتهاء من هذه المشروعات فى تحد كبير للانتصار لصالح المواطن المصرى على البيروقراطية والفساد والإهمال وسوء الإدارة، ونؤكد لكم مرة أخرى أن المصارحة والشفافية هى أسلوب العمل الذى سننتهجه دائمًا.

سادسًا: السيد الدكتور رئيس المجلس السادة أعضاء المجلس الموقر، إن مصر لاتزال فى مرحلة الخطر وإن الأمر يتطلب تكاتف مؤسسات الدولة ومواطنيها كافة للعبور بالوطن إلى بر الأمان، وأوكد أن التنسيق والتعاون الكامل مع مجلسكم الموقر والحكومة هو امر حتمى وهو الأساس الذى سيتم البناء عليه، ونؤكد على ما يلى:

إن المواطن الفقير قد تحمل الكثير خلال السنوات الماضية والحكومة ليس لديها رفاهية تركه يعانى كثر من ذلك، إن الطبقة المتوسطة هى صمام الأمان لأى مجتمع وسنتخذ من السياسات والإجراءات التى تضمن الحفاظ عليها.

إن الحكومة تعمل حاليا على وضع الآليات اللازمة لضمان وصول الدعم لمستحقيه، وأيضا طمأنة الأسر مدودة الدخل، وسنعمل على الحفاظ على أسعار السلع الغذائية الرئيسية لصالح محدودى الدخل والفقراء.

كما تلتزم الحكومة بما جاء فى الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد 2014 – 2015 وما قد يطرأ عليها من تعديلات، وتؤكد أن محاربة الفساد والوقاية منه مسئولية مشتركة لسلطات الدولة والمجتمع كافة وتحتاج إلى تكاتف الجميع.

إن المصريين بالخراج هم جزء من نسيج هذا الوطن وسنضع على رأس أولوياتنا رعاية أمورهم وحل مشكلاتهم ونؤمن بأهمية الدور الذى يمكن أن يمارسوه فى خدمة الوطن.

إن الحكومة تضع قضية حقوق المرأة المصرية على رأس أولوياتها وتؤمن بأهمية تفعيل وترسيخ مشاركتها فى العمل العام.

ستعمل الحكومة بناء على توجيهات السيد رئيس الجمهورية والالتزام المسبق الذى أعلنته فى برنامجها على تعجيل إجراء الانتخابات المحلية قبل نهاية العام الحالى مع دعم مشاركة الشباب بقوة فى تلك الانتخابات وهى خطوة مهمة نحو اللامركزية وإصلاح المحليات.

وتؤكد الحكومة على أهمية دور الشباب باعتبارهم عماد نهضة المجتمع وأن الدولة تولى اهتماما بالغا لبناء قدراتهم وتنمية مهاراتهم العلمية والمهنية ومشاركتهم الفاعلة فى بناء الوطن.

كما تلتزم الحكومة بتعديل التشريعات اللازمة لحماية أملاك الدولة والأراضى الزراعية من التحديات.

السيدات والسادة أعضاء مجلس النواب الموقر، يا كل مواطنى مصر، لا نملك رفاهية المفاضلة بين النجاح او الفشل، بين الإصلاح أو الفساد، بين مواجهة المشاكل أو غض الطرف عنها، بين أن ننتصر للمستقبل أو أن نُهزم أمام قوى الماضى، كل منا فى مجال عمله مطالب بأن يسد الثغرات وأن يواجه التحديات وأن يقدم الاجتهادات التى تنقلنا من حيث نحن إلى حيث ينبغى أن نكون.

هذا واجب الوقت وفريضة الدهر، وما نجحت أمة فى مواجهة مشاكلها إلا بأن وقف كل أبنائها صفا واحدا للزود عنها ولصناعة مستقبلها.

نحن الجيل الذى سيذكرنا التاريخ بأننا استعدنا توازننا بسرعة مبهرة أمام تحديات وفتن حطمت شعوبا أخرى.

نحن الجيل الذى سيذكرنا التاريخ بأننا من رفض أن يهزم أو ينسحب أو يستسلم لمؤامرة محكمة دبرها بليل البعض فى الخارج والداخل، ولكننا جيل اختلف واتفق، ناقش وتدبر، لكنه فى النهاية عزم وأصر على أن يتحمل الكثير والكثير من أجل وطن غال يعيش فينا قبل أن نعيش فيه.

هذه كلمتى لمجلسكم الموقر وهذا أملنا فى مستقبل واعد يقوم على التعاون بين المجلسين عسى الله أن يجعل غدنا أفضل من يومنا.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،